صحيفة: #الدوحة تعزز استثماراتها لحشد التأييد الدولي

عدن لنج / متابعات

أكدت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية أن قطر على استعداد لزيادة استثماراتها وتبرعاتها الدولية لتعزيز مكانتها في الخارج، وذلك فى مواجهة المقاطعة المستمرة للعام الثاني من قبل دول الرباعي العربي (السعودية والإمارات والبحرين ومصر).

وقالت الصحيفة البريطانية إنه خلال منتدى الدوحة الذى عقد على مدار يومي 15 و16 ديسمبر الجارى، طالبت قطر بإنهاء المقاطعة التي استمرت 18 شهرًا منذ بدايتها، مشيرا إلى حديث أميرها تميم في كلمته خلال افتتاح المنتدى: الحوار هو الذي يجسر الهوة بين الفرقاء، مهما اشتدت الخلافات، وهو نقطة الابتداء ونقطة الانتهاء في هذا الزمن الصعب .

وأوضحت الصحيفة، أن ذلك ينطبق على أزمة الخليج، والتي لم يتغير موقفنا في حلها بإنهاء المقاطعة وحل الخلافات بالحوار القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، فمسألة التعايش وحسن الجوار بين الدول منفصلة عن أى قضايا أخرى.

ولفت التقرير إلى معاناة الدوحة بسبب المقاطعة العربية، حيث قال إنه بينما تستعد قطر لاستضافة كأس العالم لكرة القدم عام 2022، اضطرت الحكومة القطرية إلى إعادة توجيه السلع الأساسية، ومواد البناء من السعودية والإمارات عبر تركيا وإيران، كما فتحت روابط تجارية مباشرة جديدة لتتحمل التكاليف.

وفي مقابلة مع فاينانشيال تايمز، أظهر وزير الخارجية القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثانى، تعنتا تجاه حل الأزمة الخليجية، مشيرا إلى إنه لم يكن هناك أي بوادر انفراج للأزمة خلال القمة الخليجية الأخيرة لدول مجلس التعاون الخليجى التى عقدت فى الرياض.

وصرح قائلًا: لا يوجد تقدم حتى الآن يحدث مع المقاطعة ، مشيرًا إلى أن أى بادرة نحو المصالحة يجب أن تأتي أولًا من الدول المقاطعة، خاصة من السعودية.

وتساءل عبد الرحمن آل ثانى: ما الذي يمكن أن يطلب من قطر كبادرة؟ وأضاف زاعما: على الرغم من رغبة قطر في الدخول في حوار مع الدول الأخرى، فإن الشىء الوحيد الذي تحتاج إلى فهمه قبل أن تأتي إلى الطاولة هو أن سيادتنا ليست موضوعًا للتفاوض.

وأوضح التقرير أنه فى إطار محاولات قطر لزيادة ضغط المجتمع الدولي على السعودية، صعدّت قطر جهودها لإثبات أنها مورد مهم لتمويل  الاقتصادات المتقدمة والجهود العالمية لمكافحة الإرهاب.

ولفت التقرير إلى تعهد قطر بمبلغ 500 مليون دولار لوكالات مختلفة تابعة للأمم المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك حزمة سنوية بقيمة 28 مليون دولار لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، و5 ملايين دولار سنويًا لصندوق الأمم المتحدة للطفولة، و15 مليون دولار سنويًا للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن.

كما تعهدت الدوحة بأن صندوق الثروة السيادية القطري سيبدأ بتنويع استثماراته الأوروبية التقليدية إلى الولايات المتحدة وبلدان أخرى.

ونوهت فاينانشيال تايمز إلى أن قطر استخدمت نفوذها المالي الضخم، بما في ذلك صندوق الثروة السيادي الذي تقدر قيمته بأكثر من 300 مليار دولار، من أجل تخفيف أثر المقاطعة الاقتصادية، وذلك بإعادة أكثر من 20 مليار دولار لتعزيز السيولة المحلية.

وأوضحت الصحيفة أن قطر تسعى الآن إلى تقوية الروابط الدولية لمواجهة الضغط من جيرانها الأكبر، إذ أعلنت شركة قطر للبترول، إنها ستستثمر 20 مليار دولار في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة، وذلك بعد إعلان الدوحة انسحابها من منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك).

ولفتت فاينانشيال تايمز إلى أنه من المتوقع أن تعلن الدوحة في العام القادم عن شركاء أجانب لتوسيع حقل الغاز الشمالي، وذلك من أجل رفع صادرات الغاز الطبيعي المسال بأكثر من 40 %، للاقتراب من الاقتصاد العالمي.