سيارات أوروبية تهدد وكلاء السيارات في مصر

عدن لنج_ سهام عيد

حالة من عدم الرضا سيطرت على المشترين في سوق السيارات بمصر بعد تطبيق قرار تخفيض التعريفة الجمركية على السيارات ذات المنشأ الأوروبي بداية العام الجاري، دفعتهم إلى إطلاق حملة لمقاطعة شراء السيارات حيث كانت التخفيضات غير مرضية لهم وكانوا يتوقعون المزيد.

ففي خلال أيام، نجح عدد من الشباب في إطلاق حملة على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت مسمى "خليها تصدي"، ولاقت الحملة رواجًا كبيرًا حيث تخطى عدد المنضمين إليها 130 ألف عضو حتى الآن راغبين في مقاطعة شراء السيارات بسبب الأسعار التي تعد من وجهة نظرهم مبالغًا فيها.


لمحاربة جشع التجار

من جانبه، قال محمد عاشور، أحمد مؤسسي الحملة، مع نادر كمال وأحمد عبدالمعز و10 أشخاص آخرين، إن الحملة مستمرة لمدة 3 شهور للضغط على التجار وأصحاب التوكيلات لخفض الأسعار مقارنة بالأسعار العالمية، حتى تضطر المصانع العالمية لوقف التوريد لموديلات السنة الحالية، وهو ما سيؤدي إلى تراكم السيارات موديل 2019، وهذا ما تعكف عليه الحملة من الشعار الذي رفعته "خليها تصدي".

ونقلت صحيفة "المصري اليوم"، عن "عاشور"، أن صفحة الحملة تطالب بحفظ حقوق البائع والمشتري، فضلا عن القضاء على قوائم الانتظار التي تتسبب في رفع الأسعار رغم خفض الجمارك.

وأكد، أن متابعي الحملة حصلوا على الأسعار العالمية للسيارات من بلدانها، فيما ظهر هناك تفاوت في الربح الذي وصل في بعض الأحيان إلى قيمة السيارة نفسها بما يتراوح ما بين 80 و120 ألف جنيه.

وأكد، أن جشع التجار مع تعويم الجنيه تسبب في ركود البيع، متوقعا أن تنخفض السيارات المستعملة بالتبعية مع خفض أسعار السيارات الجديدة، مشيرا إلى أن حملات المقاطعة ستكون هي الحل لمواجهة استغلال التوكيلات.



تزامن ذلك مع إجراء اتخذته إحدى شركات السيارات العالمية بتخفيض كبير في سعر سيارة إكليبس كروس، رغم أن السيارة لا تندرج ضمن قائمة الموديلات ذات المنشأ الأوروبي، ما يؤكد للجمهور أنه ما دام تخفيض سعر هذه الماركة ممكنًا، فمن الأولى اتخاذ نفس الإجراء مع باقي السيارات اليابانية والصينية، وفقا لموقع "أخبار اليوم".

وترى هذه الشريحة أن بعض أسعار السيارات يبدو مبالغًا فيه بعض الشيء، وسط مخاوف من انصراف المستهلك المصري عنها متجهًا للسيارات الأوروبية، كما أن فتح الباب لاستيراد سيارات مستعملة من أوروبا بأسعار أقل بكثير سيضغ وكلاء السيارات الياباني والصيني تحت ضغوط كبيرة من المؤكد أنها ستكون في صالح المستهلك.



تأثير "زيرو جمارك" لم يكتمل بعد

من جانب آخر، أكد مستشار وزير المالية للجمارك وبعض خبراء السوق أن تخفيضات أسعار السيارات الأوروبية الأخيرة جاءت بشكل أقل من التوقعات، ما يعني احتمال حدوث تخفيضات مستقبلية مع استقرار الأوضاع في السوق الذي يخضع لآليات العرض والطلب.

وقال مجدي عبدالعزيز، مستشار وزير المالية لشئون الجمارك، إن تأثير التخفيض الرسمي زيرو جمارك على السيارات الأوروبية لم يظهر بعد في السوق المحلية، مشيرًا إلى أن التراجع الآن في الأسعار غير مناسب، وسيحدث تخفيض أكثر في الأسعار خلال الفترة المقبلة.

وأضاف "عبدالعزيز" -خلال مداخلة هاتفية مع عمرو أديب، ببرنامجه- هناك سيارات كانت متراكمة وموجودة في الموانئ في انتظار الشريحة الإعفائية الجديدة، وتابع: "سياسة التقييم الجديدة وفق شريحة الإعفاء الجديدة ستظهر خلال أسبوعين أو ثلاثة من الآن.. وسيكون هناك تخفيض أكثر في أسعار السيارات".


توقعات بمزيد من التخفيضات

ومع توقعات الجميع بركود ملحوظ خلال الأشهر الأولى من العام الجاري نتيجة التخفيضات التي لم تكن على مستوى توقعات الكثيرين، فإن ذلك سيدفع حتمًا إلى عروض وتخفيضات تالية لتحريك السوق، وسيدفع ذلك وكلاء السيارات اليابانية والصينية إلى المزيد من التخفيضات، فالسوق المحلي سلسلة مرتبطة ببعضها البعض وتخفيضات على بعض العلامات سيؤدي إلى تخفيضات من باقي العلامات كي تبقى في المنافسة، كما أن التعليقات التي تبدي حالة من عدم الرضا من المستهلكين العاديين على خفض أسعار السيارات الأوروبية التي تهم المواطن العادي تشير إلى أنه لا يزال يطمح في المزيد، وهو ما قد يضع الوكلاء تحت ضغوط جديدة تؤدي بدورها لتخفيضات جديدة.

 


وبدأت مصلحة الجمارك في 1 يناير 2019، تطبيق الشريحة الأخيرة من التخفيضات الجمركية على السيارات الواردة من الدول الأوروبية، حسبما تنص عليه اتفاقية الشراكة الأوروبية التي وقعتها مصر مع دول الاتحاد الأوروبي ودخلت حيز التنفيذ في عام 2010.

وبحسب مصدر مسئول في قطاع الاتفاقيات الخارجية بوزارة الصناعة والتجارة، فإن مصر قررت إتمام المرحلة الأخيرة من الإعفاء الجمركي لتصل إلى زيرو جمارك.