محللون ليبيون: علي كنه صناعة قطرية وواجهة كرتونية

عدن لنج / متابعات

بعد صدور قرار المجلس الرئاسي الليبي بتعيين اللواء علي كنه آمِرًا لمنطقة سبها العسكرية، تتركز الأضواء على اللواء الذي خدَم في عهد نظام معمر القذافي، وبقي لسنواتٍ يتقلب ”بحثًا عن دور“ كما يرى محللون.

واعتبر المحلل السياسي الليبي رضوان الفيتوري أن كنه ”دمية وصناعة قطرية، بعد أن أقام في الدوحة بضع سنوات“.

وأكد الفيتوري في تصريح لـ“إرم نيوز“ أن ”لا أهمية لقرار تعيين كنه؛ لأن أوراقه مكشوفة، ويفتقد للشعبية حتى في أوساط قبيلته الطوارق“.

وأشار إلى أن ”كنه، من الضباط الذين خذلوا نظام القذافي، والآن يكرّر السيناريو ذاته بخذلانه الوطنَ، عندما قبل المنصب الكرتوني الذي عرضته عليه حكومة الوفاق“.

بدوره، قال عضو البرلمان الليبي عن الجنوب، سعيد إمغيب، إن ”كنه أعلن في يوم من الأيام تأييده لعملية الكرامة، وتلقى دعمًا من الرجمة، قبل أن تتم دعوته إلى قطر، التي تلقى منها مبالغ كبيرة من المال، إذ تم شراؤه وشراء سكوته من قبل الإخوان المسلمين، ونسي أن الوطن أهم من الأموال“، على حد تعبيره.

وأضاف إمغيب، في حديث لـ“إرم نيوز“، أن ”مشروع كنه ضيّق، على رحابة الوطن، فهو يركز على تجميع شتات أبناء عمومته من الطوارق في النيجر ومالي الذين سعى لتوحيدهم في يوم من الأيام ومنحهم الجنسية الليبية، والذين يستعين بهم الآن في مواجهة قوات الجيش باسم المصالحة، وحماية الجنوب، وتحت غطاء شرعية السراج“.

أما عضو مجلس النواب عن الجنوب، جبريل أوحيدة، فقال في تدوينة له على ”فيسبوك“ إن ”الخيانة تجمع بين السراج وكنه لانتشال العصابات التشادية التي جرفها سيل الجيش في الجنوب“، على حد تعبيره.

إنذار أخير

وأكد رئيس أركان الجيش الليبي عبدالرزاق الناظوري، أمس الاثنين، أن علي كنه ”لا يمثل تهديدًا لأنه غير قادر على قيادة قوة“.

وكان المتحدث باسم القيادة العامة للجيش الليبي أحمد المسماري، وجَّه ”إنذارًا أخيرًا لعلي كنه، بالتوقف فورًا عن الرسائل العبثية اليائسة التي يحاول إرسالها للجيش“.

وأضاف المسماري في مؤتمر صحفي له قبل أيام، أن كنه ”يتصل بالعسكريين المنضوين تحت لواء القيادة العامة، في محاولة لاستمالتهم إلى صفوفه، ويحرّض شباب الجنوب للهجوم على تمركزات الجيش في مدينة أوباري جنوب غرب، وحقل الشرارة تلبية لرغبة السلطة غير الدستورية في طرابلس“.

وتابع أن ”الأجندة القطرية التي يحاول كنه تنفيذها في الجنوب عامة، وفي مدينة أوباري خاصة بمعية مهندسها القيادي الإخواني علي الصلابي، مرفوضة جملةً وتفصيلًا“، مشيرًا إلى أن ”المدينة لطالما كانت تعجّ بعناصر تنظيم القاعدة تحت مرأى ومسمع كنه نفسه الذي لم يحرك ساكنًا تجاهها طيلة سنوات“.

وكان البرلمان الليبي أصدر بيانًا استنكر فيه قرار المجلس الرئاسي تعيين كنه آمِرًا لمنطقة سبها العسكرية، قائلًا إنه ”يحمل في طياته لمسات قطرية، بحكم علاقة الأخير بالسلطات في الدوحة، وزياراته المتعددة إليها“.

وطالب البرلمان ”أبناء الشعب الليبي بالوقوف خلف المؤسسة العسكرية لإفشال مشروع قطر في ليبيا“.

وأربكت الانتصارات التي يحققها الجيش الليبي في جنوب البلاد، حسابات جماعة الإخوان في ليبيا، وبعثرت أوراق حكومة الوفاق الليبية، التي سارعت إلى تحريض مجلس الأمن الدولي على الجيش، وطالبته بالتدخل؛ بزعم ارتكابه انتهاكات.

وبالتزامن مع التقدّم المتسارع لقوات الجيش الليبي في الجنوب، وسيطرته على بوابة ”أم الأرانب“ الإستراتيجية، أطلق إخوان ليبيا حملة غير مسبوقة ضد الجيش، عبر محاولة تأليب مجلس الأمن الدولي على القوات المسلحة الليبية، ومحاولة ”انتزاع“ قرار دولي يفضي إلى وقف عملياته.

وتعليقًا على ذلك، قال المحلل السياسي ناجح بن جدو، في تصريح سابق لـ“إرم نيوز“ إن ”استقواء حكومة الإخوان بقيادة فايز السراج بمجلس الأمن، يثبت مرة أخرى، أن هذه الأطراف لا تمتلك أيَّ رؤية واضحة لحكم البلاد“، مؤكدًا أن ”جماعة الإخوان في ليبيا أعلنت عن نهايتها، من خلال مسارعتها إلى مجلس الأمن للحصول على قرار يوقف حرب الجيش على المتشدّدين“.

ويمثل جنوب ليبيا أهمية إستراتيجية كبيرة في المعركة التي يخوضها الجيش الليبي، من أجل استعادة الأمن والاستقرار في كافة أنحاء البلاد، فعبر أطرافه المترامية تجد الجماعات المتشددة مساحةً كبيرةً للتمركز والاختباء، وأيضًا قواعد انطلاق لشن عملياتها ضد المدن الليبية.

ويسهم الجنوب الليبي بنحو نصف إنتاج ليبيا من النفط، أي بمقدار نصف مليون برميل يوميًّا.