تقرير: صراع أمريكي روسي لبسط النفوذ

عدن لنج_أشرف شعبان

من شرق أوروبا وعلى هامش انعقاد مؤتمر وارسو، يحتدم صراع القطبين الأمريكي والروسي، فتبعث واشنطن رسائل إلى غريمتها موسكو مفادها تعزيز الوجود الأمريكي في القارة الأوروبية وعدم السماح لقوة كروسيا والصين لبسط نفوذها في أوروبا.

جدول أعمال مملتئ لمسؤولي البيت الأبيض الحاضرين في بولندا، نائب الرئيس الأمريكي مايك بنس أكد -في مؤتمر صحفي مع الرئيس البولندي- وقوف واشنطن إلى جانب وارسو في مواجهة أي تهديد محتمل.

شراكة بولندية أمريكية 

وقال نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس في وارسو لدى التوقيع على اتفاق لشراء وارسو قاذفات صواريخ أمريكية متحركة بقيمة 414 مليون دولار، بحضور عسكريين بولنديين وأمريكيين: "نحن سعداء كوننا نشارككم في الدفاع الوطني عن بولندا".

وأضاف بينس أن "بولندا ستحتل موقعها بين دول العالم الأكثر قدرة وعظمة"، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستقف "على الدوام" إلى جانب بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي.

بنس ومن داخل القاعدة الأمريكية الجوية رقم 33 الموجودة في بولندا قال: إن شعار أمريكا أولا لا يعني أمريكا وحدها.

بدوره وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو شدد على انخراط بلاده أكثر في أوروبا للتصدي لتمدد النفوذ الروسي، في الوقت الذي تم فيه الإعلان عن زيادة عدد القوات الأمريكية في هذه الدولة الأوروبية.

وكانت وارسو قد وقّعت في مارس العام الماضي عقداً بقيمة 4.75 مليار دولار لشراء منظومة دفاع مضادة للصواريخ من طراز "باتريوت" الأمريكية.

تصعيد اقتصادي 

التصعيد الأمريكي تجاه روسيا لم يقتصر على الشق السياسي فقط، بل يضم أيضا جانبا اقتصادياً، إذ تسعى واشنطن لعرقلة مد خط أنابيب " نورث ستريم 2 " الذي يصل أوروبا، حيث لم يبد المسؤولون الأمريكيون مرونة في معارضة المشروع الذي وصفوه بالمهدد للأمن القومي الأوروبي.

فصل جديد من مسلسل لتصعيد الأمريكي الروسي يذكر بأجواء الحرب الباردة بين القوتين العظميين وقد ينسف كل المبادرات التي سعى إليها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين من أجل تحسين العلاقات بين البلدين.

4 آلاف جندي 

تخطط الولايات المتحدة لزيادة عدد قواتها المنتشرة في بولندا البالغ حالياً 4 آلاف جندي لمواجهة النفوذ الروسي المتنامي، وفق ما أفادت سفيرة واشنطن في وارسو أمس الأربعاء قبيل انطلاق مؤتمر أمني رفيع المستوى.

وأكدت السفيرة جورجيت موسباخر أنه سيتم تعزيز التواجد العسكري الأمريكي في بولندا بشكل كبير، استجابة لمطالب حكومة وارسو اليمينية.

وبحسب صحيفة "فاينانشال تايمز" "فإن التواجد سيكون كبيراً، سيتجاوز عتبة المئة وحتى المئات" دون أن تحدد إطاراً زمنياً لذلك.

 
وأضافت: "أعتقد أن (البولنديين) سيحصلون على معظم ما يريدونه".


تحسين العلاقات مع هنجاريا

وفي إطار إحكام الطوق على روسيا، زار وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، هنجاريا، في أول زيارة لوزير خارجية أمريكي للبلاد منذ عام 2011، حين زارت هيلاري كلينتون هذا البلد.

وبحث وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، مع رئيس الوزراء الهنجاري فيكتور أوربان "التصدي للنفوذ الروسي" في أوروبا.

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية -في بيان عقب اجتماع في بودابست- إن الجانبين ناقشا العلاقات الثنائية بما في ذلك "الجهود الأمريكية المستمرة لتحسين العلاقات مع هنجاريا في مجال الأمن والتصدي للنفوذ الروسي وتقوية حلف شمال الأطلسي".

كما ناقشا الاستقرار الإقليمي و"تنويع الطاقة"، حيث تحاول الولايات المتحدة جعل أوروبا تخفض اعتمادها على الغاز الروسي.