لماذا #الحوثي يتربص بقبائل #الحجور؟

عدن لنج_رؤية

تعتبر إيران ميليشيات "الحوثي" أهم أذرعها في المنطقة العربية، وهي السبيل الوحيد للهيمنة، كما أن الميلشيا تدين بالولاء التام لإيران، خاصة في ظل توظيف طهران للخلفية العقائدية، وهو الأمر الذي بدا واضحًا من خلال العداء الذي يظهره الحوثيون للدول العربية، وإعلان الولاء التام للمرجعية في إيران، وهذا بعض ما يتعلق بالدور الإيراني في المعادلة الحوثية العربية.

حاليًا تخوض ميليشيات الحوثي معارك ضارية في محافظة حجة ضد قبائل الحجور -أحد أكبر قبائل اليمن- لإخضاعها كنوع من إثبات الذات وضمان أرض جديدة ونصر تحفظ به الميليشيات المدعومة من إيران ماء الوجه أمام أنصارها ومؤيديها بعد الانكسارات الكثيرة التي منيت بها الميليشيات بفعل مقاومة بعض القبائل اليمنية ضدها وانتصاراتها الخاطفة في كثير من المواقع والمعارك التي أنهكت وشلت الكثير من تحركات الحوثي وجماعته.

في السطور التالية تستعرض "رؤية" أسرار المعارك الحوثية ضد "الحجور" في "حجة" والدور الإيراني الذي يغذي إراقة دماء اليمنيين وإدارة الصراع الشرس..

السلام في اليمن

ويقول محمود الطاهر -المحلل السياسي اليمني- إن الحوثيين يدركون أن انكسارهم في حجور من زعماء القبائل هناك، ستكون مقدمة لانتفاض القبائل بختلف المناطق التي يسيطرون عليها، وهي شرارة قد تشعل قبائل الطوق المرتجفة خوفًا من القبضة الحديدية للمليشيات.

أضاف "الطاهر" -في تصريحات خاصة لـ"رؤية"- إن إيران هي الفزاعة التي تضمن ابتزاز أموال بعض الدول العربية في صفقات سلاح، و"رشاوى" ممثلة في مشروعات وتمويل مصانع وبورصات الولايات المتحدة والغرب، ولو اختفت إيران؛ لاختفت الحاجة إلى القواعد العسكرية الغربية في المنطقة العربية بأكملها، ولاختفت ضرورة صفقات السلاح الضخمة التي تقدَّر بمئات المليارات من الدولارات.

مؤكدًا أن الملف الإيراني وظيفي بالنسبة للغرب، ولذلك لن يمكن الحديث عن سلام في اليمن، أو استقرار في المنطقة في مواجهة التدخلات من هذه القوى، كإيران وتركيا، من دون أمرَيْن:

- إعادة تفعيل مظلة النظام الإقليمي العربي، وتوطيد علاقات التعاون الأمني والسياسي الإستراتيجي بين الدول العربية، أو على الأقل الدول التي يمكن لها أن تحقق ضمانة دفاعية وأمنية في مواجهة هذه القوى.

- تقييد يد الوكلاء المحليين لإيران وتركيا وغيرها من هذه النوعية القوى، مثل الحوثيين في اليمن، والإخوان المسلمين في دول أخرى. ومن دون ذلك، لن يمكن الحديث عن أي استقرار أو سلام في منطقتنا العربية، ومنها اليمن بطبيعة الحال!

ثأر وتربص

وقال محمد شعت -الباحث في الشؤون الدولية- إن الحوثيين يحاولون الثأر من قبائل حجور التي وقفت حجر عثرة في طريق مشروع الميلشيا التي سيطرت على العاصمة صنعاء، إلا أنها فشلت في السيطرة على مدينة "كشر" التي يسكنها قبائل حجور، خاصة وأن هذه القبائل معروف عنها أنها من أكبر وأقوى قبائل اليمن، والتي تقف ضد المشروع الإيراني وذراعه الحوثية.

بطبيعة الحال، الثأر بين الحوثيين وقبائل حجور يمتد أيضًا إلى إيران المحركة للميلشيا الحوثية، وتعتبر أن هذه القبائل كانت سببًا في نجاح مشروعها في اليمن وتنفيذ أجندتها، لذلك فإن إصرار ميلشيا الحوثي على إخضاع قبائل حجور هو بإيعاز ودعم إيراني لإزالة هذه العقبة ومحاولة جديدة لإنهاء المقاومة الشعبية اليمنية ضد الحوثي.

وعن المشهد الحالي في حجة، أضاف شعت -في تصريحات خاصة لـ"رؤية"- إن الأنباء تشير إلى أن مواجهات كشر "شارفت على الانتهاء، ولكنها لا تزال مستمرة، ولا يزال الجيش متمركزًا في جميع التباب والجبال المحيطة بمنطقة العبسية، كما أن العملية الأمنية نجحت في تحقيق معظم أهدافها ضد الميلشيا الحوثية التي تفقد سيطرتها يومًا بعد الآخر، خاصة في ظل وجود تضامن شعبي مع العملية، والوعي الشعبي الذي يزداد بالدور التخريبي للميلشيا.

وتابع: الانتهاكات التي تمارسها الميلشيا ساهمت في تعاون الكثير من القبائل مع الجيش الوطني والتحالف العربي، خاصة في ظل ازدياد عمليات الخطف للمدنيين والصحافيين واليمنيين، إضافة إلى إصرار الميلشيا على طمس الهوية الوطنية اليمنية، وتجاهل كل القرارات الأممية الخاصة باليمن، وعدم الالتزام بأي نتائج للتفاوض مع الشرعية اليمنية.