مادورو يتهم ترامب بـ"السرقة والنفاق"

عدن لنج_لندن

في تصعيد جديد بين واشنطن وكاراكاس، اتهم الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، نظيره الأمريكي دونالد ترامب بسرقة 5 مليارات دولار من بلاده كانت مخصصة لإنتاج وشراء الأدوية.

وقال الرئيس الفنزويلي إن "حكومة دونالد ترامب سرقت مبلغًا، قدره 5 مليارات دولار من فنزويلا مخصصة لشراء مواد أساسية لإنتاج الأدوية"، واصفًا هذا الإجراء بأنه "واحدًا من أكثر الإجراءات جنائية" لحرمان الناس من الأدوية.

وشدد على أن حكومته تبذل جهودًا مضنية لتلبية الخدمات الصحية للمواطنين بدون مقابل من جهة، وللتصدي للاعتداءات التي تمارسها إدارة ترامب ضد بلاده من جهة أخرى.

واختتم الرئيس الفنزويلي قائلا: "دونالد ترامب، أنت مسؤول عن واحدة من أكثر الإجراءات الجنائية ضد أحد شعوب العالم، وقولك إنك مستعد لتقديم المساعدات الإنسانية، نفاق".

وعلى خط الأزمة أظهرت بيانات أولية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، أن واردات الولايات المتحدة من النفط الخام من فنزويلا توقفت بالكامل الأسبوع الماضي للمرة الأولى على الإطلاق.


أمريكا تعلن الحرب لإسـقاط مادورو

قبل يومين حض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الجيش الفنزويلي، على التخلي عن الرئيس نيكولاس مادورو، واصفا إياه بأنه "دمية كوبية".

وتحدث ترامب فى اجتماع استضاف فيه الرئيس البرازيلي جايير بولسونارو، الذي دعم الحملة التى قادتها الولايات المتحدة للضغط على مادورو، قائلا للصحفيين فى البيت الأبيض "كل الخيارات مطروحة إنه لأمر مخز ما يحدث في فنزويلا: الدَين والدمار والجوع".

ورداً على ذلك، اتهمت وزارة الخارجية الفنزويلية فى بيان لها ترامب وبولسونارو بأنهما يطالبان بالحرب ويجب أن يعتذرا عن ذلك، ووصفت تصريحاتهما بأنها "خطيرة" وبأنها "تهديد للسلام والأمن الدوليين".

وأضافت "لن ينجح أى تحالف فى التغلب على الإرادة المستقلة والسيادة للشعب الفنزويلى ولن ينجح تحالف ترامب فى هدفه نشر استراتيجيات الكراهية والحرب".


"احتلال" مقرات فنزويلية في أمريكا

ومؤخرا أعلن وزير الخارجية الفنزويلي، خورخي أرياسا، قيام ممثلي المعارضة بـ"احتلال" مقرات بعثات بلاده الدبلوماسية في الولايات المتحدة، وذلك بحسب بيانه نشره الوزير الفنزويلي، على حسابه الشخصي بمواقع التواصل الاجتماعي.

البيان جاء بعد قرار أمريكي بتخصيص القنصلية الفنزويلية بنيويورك، ومقرين تابعين لوزارة الدفاع الفنزويلية بواشنطن، لصالح المعارضة، حيث منحت هذه المقرات لـ"كارلوس فيكيو" ممثل زعيم المعارضة خوان جوايدو.

وقال الوزير الفنزويلي في بيانه "البعثات الدبلوماسية الفنزويلية بالولايات المتحدة احتلها أشخاص مدعومون من الحكومة الأمريكية، ويتصرفون كموظفين لدى تلك الحكومة من أجل الحصول على منافع سياسية".

واشار البيان إلى اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الدولية، موضحًا في هذه النقطة أن "الممثليات الدبلوماسية لا يحق استخدامها لأحد سوى الممثلين الدبلوماسيين للحكومة الدستورية والديمقراطية لنيكولاس مادور، رئيس الدولة".

وأوضح كذلك أن تمكين المعارضين الفنزويليين من تلك المقرات "يعد انتهاكًا صارخًا لاتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية الدولية".

وذكر البيان أنه رغم قطع العلاقات تمامًا بين واشنطن وكاراكاس، إلا أن الأخيرة لازالت تحافظ على حرمة السفارة الأمريكية لدى العاصمة الفنزويلية، مؤكدًا ان الولايات المتحدة مضطرة لاحترام الممثليات الدبلوماسية الفنزويلية.

وشدد على أنه في حال مواصلة الولايات المتحدة موقفها هذا فإن حكومة فنزويلا تحتفظ لنفسها بحق اتخاذ التدابير والقرارات اللازمة.


تسلسل الأحداث والتصعيد الأمريكي

منذ 23 يناير الماضي، تشهد فنزويلا توترا، إثر إعلان زعيم المعارضة خوان جوايدو "أحقيته" بتولي الرئاسة مؤقتا إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

وسرعان ما اعترف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بـ"جوايدو" رئيسا انتقاليا لفنزويلا، وتبعته كندا ودول من أمريكا اللاتينية وأوروبا، فيما أيدت بلدان بينها روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية الرئيس الحالي نيكولاس مادورو.

وفي 12 مارس الجاري، أمرت فنزويلا الدبلوماسيين الأمريكيين بمغادرة البلاد في غضون 72 ساعة، على خلفية اتهام الرئيس مادورو، نظيره الأمريكي ترامب، بـ"التخريب الإلكتروني" الذي أدى إلى أسوأ انقطاع للكهرباء شهدته فنزويلا.

وبعدها بيومين أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، أن جميع دبلوماسيي بلاده المعتمدين لدى فنزويلا غادروا البلد الأخير.

وجدد بومبيو تأكيد اعتراف بلاده بـزعيم المعارضة الفنزويلية خوان جوايدو، "رئيسا مؤقتا" لبلاده، إلى حين إجراء انتخابات جديدة.