قانية #البيضاء ثقب إصلاحي أسود.. أربعة ألوية و10 كتائب في كشوف المرتبات فقط

عدن لنج / متابعات

‏تمثل جبهة قانية، شرقي محافظة البيضاء، بؤرة فساد وثقباً أسودَ لاستنزاف الدعم المقدم من التحالف العربي والكوادر البشرية، وورقة للمساومات السياسية والابتزاز يمارسها حزب الإصلاح الذي تسيطر قياداته العسكرية على المنطقة العسكرية الثالثة، وأنموذجاً ماثلاً للحال التي وصل إليها الجيش الوطني.

وإذا ما استثنينا صد هجمات متواصلة تقوم بها مليشيات الحوثي، لم تتحرك ألوية الجيش والكتائب التابعة له في جبهة قانية بأي مهام عسكرية ملموسة منذ أشهر عدة، حتى مع احتدام القتال في جبهات مجاورة لها مثل جبهتي الملاجم وناطع اللتين أطلق فيهما محور بيحان عدة عمليات عسكرية خلال الأشهر الماضية قبل أن تلحقها حالة الجمود مؤخراً.

كما لم تتحرك الجبهة ذاتها لتخفيف الضغط على جبهات ذي ناعم والزاهر، رغم مناشدات أطلقتها قيادات الجبهتين خصوصاً مع احتدام الهجمات التي شنتها مليشيات الحوثية وتمكنت جراءها من السيطرة على معظم ذي ناعم قبل أن تلبي قوات العمالقة والحزام الأمني لمحافظة لحج وأبناء يافع للوقوف مع أبناء الزاهر للحيلولة دون سقوط المديرية المحاذية لهم في أيدي الحوثيين.

ويقول أحد أبناء محافظة مأرب القاطنين على تخومها: جبهة قانية تراوح مكانها دون أي تقدم يذكر، ومنذ قرابة عام ونصف يتبادل الحوثيون والجيش الوطني السيطرة على "خدار العرجا ومخابئ القردعي" دون وجود أي نية لأحد الطرفين للتقدم في مناطق الآخر. وأضاف: أمس الأول (الأحد) سيطر عليها الحوثي واليوم (الثلاثاء) استعادوها وعلى هذا المنوال.

وفي ظل هذه الأوضاع المأساوية التي وصل إليها الجيش الوطني وألويته في قانية يبرز دور المقاومة الشعبية وأبناء القبائل الذين "يفزعون" بداعي القبيلة لنجدة أقاربهم في الجبهات.

ويشكو أحد أبناء القبائل من عملية استنزافهم بالقول "عند تقدم الحوثي لابد لنا أن نتقدم الصفوف لكسره وإبعاده عن مناطقنا لتحاشي خطره واستهدافهم لمنازلنا، وهكذا يتم استنزافنا في حرب عبثية".

مشيراً إلى استشهاد أحد أفراد الجيش، وهو عامر علي ناصر أبوعشة، وإصابة آخرين، واستشهاد عدد آخر سقطوا خلال صد هجوم للمليشيات يوم السبت وإصابة آخرين من آل الثابتي.

ويوضح آخر: عندما يهاجم الحوثي جبهة قانية لا يتصدى له سوى قبائل مأرب المتاخمين للجبهة والذين ما زال أغلب شهدائهم وجرحاهم لم يتم اعتمادهم ودمجهم في كشوف شهداء وجرحى الجيش الوطني، كما يساندهم آخرون من أبناء قبائل البيضاء المجاورة.

ألوية وكتائب وهمية

يرابط في جبهة قانية 4 ألوية و10 كتائب مساندة هي كالتالي:
لواء 143 بقيادة العميد ذياب القبلي.
ولواء 117 بقيادة العرادي في خدار العرجا ومخابئ القردعي على ميمنة الجبهة.
ويتمركز اللواء 159 بقيادة نجل الشهيد الشدادي في مواقع القطور إلى الخليقة الواقعة على ميسرة الجبهة محور البيضاء.
قبل أن تعزز الجبهة بوحدات من لواء المجد بقيادة الشجني.

كما تضم الجبهة كتائب: المدد بقيادة سالم الحداد، والدوماني بقيادة تشليح العواضي، والأحرار بقيادة نعمان العمري، و3 كتائب من محور ذمار إحداها تدعى "كتيبة التدخل السريع"، بالإضافة إلى أمن رداع بقيادة الفرزعي، وأمن البيضاء بقيادة أبو شهاب، ومجاميع تابعة لناصر العجي، وأخرى تابعة لقائد الجبهة؛ وتتوزع هذه الكتائب المساندة على مواقع متفرقة في الجبهة.

لكن مع وجود هذه الأعداد التي تتحدث مصادر عن أن عدد منسوبيها يزيد عن 7 آلاف اسم في كشوف الرواتب، لماذا لا تستطيع هذه القوات المحافظة على ما تم تحريرها من مناطق قبل عام ونصف إن تجاوزنا مسألة تحقيق انتصارات جديدة؟!
الحقيقة أن القوة الفعلية في الجبهة على الأرض لا تتجاوز 10بالمئة من قوام هذه الألوية والكتائب والمجاميع، وأغلب من في الكشوف أسماء وهمية وغائبون يستلم قادة وحداتهم مرتباتهم أو يتقاسمونها معهم على أقل تقدير، وفوق هذا يأكل مسؤولون عن الجبهة حقوق المتواجدين مما جعل الأفراد يتوقفون عن المرابطة في الجبهات.
وفيما أكد عدد من أبناء البيضاء ومأرب هذه المعلومات، أوضح آخرون أن اللواء 143 يعاني كثيراً من تعنت المنطقة العسكرية الثالثة في الاستجابة لاحتياجاته، حيث تتعمد قطع الإمدادات عن اللواء القادم مؤخراً إلى الجبهة وتمكن في فترة وجيزة من وضع قدميه في الجبهة بعد تضحيات خاضها في جبهات عدة أبرزها في محافظة صعدة.
ووصل الحال إلى أن يتهم أحد أبناء البيضاء (كتيبة التدخل السريع) ببيع عتاد الكتيبة للحوثيين، في الوقت الذي يتسلم قائدها وأفرادها، وهم من أبناء محافظة ذمار، رواتبهم شهرياً كاملة غير منقوصة من مأرب.
ولم نتمكن من إثبات أو نفي هذه الواقعة.