هادي والاصلاح يستبقون غضب #السعودية بحملة هوجاء ضد #التحالف_العربي

عدن لنج / صحف

قالت مصادر سياسية إن الحملة، التي تتم باسم الحكومة الشرعية والرئيس الانتقالي عبدربه منصور هادي، وتستهدف دول التحالف العربي، هي تصعيد لاستباق غضب سعودي من تخاذل قوات هادي وحزب الإصلاح الإخواني عن دورها في تعز وصنعاء.

وأشارت هذه المصادر إلى أن الرياض تمتلك أدلة قوية على وجود تهاون مقصود من قوات محسوبة على الحكومة، التي يهيمن عليها إخوان اليمن، ما فتح الباب أمام المتمردين الحوثيين لاستعادة عدة مواقع، وأن المملكة تتجه بشكل جدي لإعادة ترتيب العلاقة مع المكونات المحسوبة على جبهة الشرعية.

وتتهم دوائر يمنية هادي بأنه سلم مختلف المؤسسات المحسوبة على الحكومة اليمنية إلى حزب الإصلاح الإخواني، ما أضعف جبهة الشرعية التي شهدت انسحابات كثيرة احتجاجا على تحالف هادي والإخوان.

وفيما يركز حزب الإصلاح على تثبيت مكاسبه الميدانية ومراكمة المكاسب والمواقع داخل الحكومة، فإنه يطالب القوات السعودية والإماراتية بمقاتلة الحوثيين بدلا من القوات الحكومية التي هي بالأصل تحت تصرفه.

وتعتقد الدوائر اليمنية المقربة من حكومة هادي أن حزب الإصلاح الذي لا يفتأ يهاجم الإمارات إنما يؤدي ذلك في سياق أجنداته الخارجية المرتبطة بقطر وتركيا وجماعة الإخوان المسلمين دون مراعاة تأثير هذا التصعيد على مصلحة اليمن ودور التحالف العربي في المعركة ضد الحوثيين الذين يقيم “الإصلاح” علاقات متينة معهم على أكثر من جبهة.

ويلجأ الحزب الإخواني إلى إطلاق الإشاعات واختلاق قصص لتوتير علاقة الإمارات مع محيط يمني واسع نجحت التدخلات الإماراتية بأبعادها المختلفة العسكرية والاقتصادية والإنسانية في بناء علاقات ثقة وطيدة معه.

ومن التسريبات الإخوانية الهادفة إلى إرباك علاقة دول التحالف باليمنيين الحديث المستمر عن الإمارات وجزيرة سقطرى، وآخر تلك التسريبات “إرسال أكثر من 100 جندي انفصالي إلى الجزيرة”، وهو ما وصفه وزير الدولة الاماراتي أنور قرقاش بـ”الأخبار الكاذبة التي رأيتها اليوم”.

ونقلت وسائل إعلامية عما وصفته “مصدر مسؤول” تأكيده على وصول قوات دربتها الإمارات إلى جزيرة سقطرى دون تنسيق مع الحكومة. وبحسب المصدر المجهول الذي لم يتم الإفصاح عنه، وصلت إلى الجزيرة قوات تتبع “الحزام الأمني”، الاثنين الماضي على متن سفينة إماراتية.

وشكك محللون سياسيون في مصداقية المصادر المجهولة في الحكومة اليمنية التي دأبت على إطلاق تصريحات مسيئة للتحالف العربي في اليمن، من دون الإفصاح عن ماهية هذه المصادر ودرجة أهميتها أو تخويلها بالتصريح في قضايا شديدة الحساسية تتعلق بالشراكة بين الحكومة والتحالف.

ووصف المراقبون هذه المواقف المسيئة لدور التحالف العربي في اليمن بأنها نتيجة طبيعية لحجم الاختراق الإخواني والقطري في الحكومة اليمنية إلى الدرجة التي بات يتبوأ فيها منصب إعلامي حكومي، ويعمل في الوقت ذاته مديرا لوكالة إخبارية تركية في اليمن. ويعتقد إلى حد كبير أنه من يقف خلف الكثير من تلك التصريحات مجهولة المصدر التي تنسب عادة إلى مصدر مسؤول في الحكومة اليمنية.

وتتخذ دوائر في الحكومة الشرعية محسوبة على جماعة الإخوان ومقربة من الدوحة، جزيرة سقطرى مادة للهجوم الإعلامي على التحالف العربي ودولة الإمارات على وجه الخصوص بهدف تأليب الرأي العام اليمني من خلال التسويق الإعلامي لوجود مطامع إماراتية في الجزيرة التي تتعرض بين الفينة والأخرى لكوارث طبيعية، نتيجة الأعاصير المدارية في المحيط الهندي.

واعتبر مراقبون يمنيون أن تصاعد الهجوم في الآونة الأخيرة على التحالف العربي في اليمن والتشكيك في دوره من قبل شخصيات سياسية وإعلامية محسوبة على الحكومة، يأتي في سياق محاولة للهروب من تبعات الفشل في إدارة المناطق المحررة وإلقاء المسؤولية على أطراف أخرى، إضافة إلى كون ذلك جزءا من انعكاسات حالة الصراع الداخلي بين مكونات الحكومة ومحاولة كل طرف ابتزاز التحالف لتمكينه من تحقيق أهدافه على الأرض التي تتعارض مع أولويات المعركة ضد الميليشيات الحوثية.

ويشير خبراء في الشأن اليمني إلى أن غياب الأولويات الوطنية لدى الكثير من المكونات والقوى السياسية اليمنية المنخرطة في مواجهة الحوثيين، من أبرز أسباب تأخر حسم المعركة مع الانقلاب، إضافة إلى تصاعد الصراع الداخلي في صفوف الحكومة للاستحواذ على المناطق المحررة والهيمنة عليها وسعي بعض الأطراف وفي مقدمتها جماعة الإخوان لإقصاء القوى الأخرى في بعض المحافظات الشمالية المحررة مثل تعز ومأرب والجوف.

ويرى الصحافي اليمني حسام ردمان أن مفاعيل التحالف “الحوثي-الإصلاحي” قد بدأت “بالتجلي عمليا في المناطق الوسطى، إذ تبادل الطرفان توزيع المكاسب وتسخين الجبهات، الأول أخذ إب والضالع والثاني يطمح للاستفراد بتعز″.

ويشير ردمان في منشور له على فيسبوك إلى أن “ذروة هذا التحالف، الذي أصبح مكشوفا، سوف تتجلى في مناطق الساحل الغربي وفي محافظات الجنوب”.

وأضاف “يتفق الحوثي والإصلاحي على إبقاء معاقلهما السياسية آمنة ومستقرة (صنعاء ومارب) ويتواطأ كلاهما على تجميد معركة الحديدة، ويستنفران ميليشياتهما وأدواتهما الإعلامية والسياسية لنقل الصراع وتصدير الأزمة إلى عدن”.

وحذر المراقبون من استمرار حالة الانفلات الإعلامي في جبهة الحكومة، وهدر جزء كبير من الإمكانيات في تصفية حسابات داخلية والتحريض على التحالف العربي، تحت ذرائع مختلفة، في هذا التوقيت الحاسم في الحرب مع الميليشيات الحوثية، وهو وقت يشهد تزايد الضغوطات الدولية التي تسعى لفرض سياسة الأمر الواقع في المشهد اليمني.