قصة مأساة: قذيفة حوثية تقتل طفلًا، وتعيق اثنين آخرين، وتدمر منزلهم

عدن لنج /خاص
 
 
 
في كوخة الهش، بقرية الحيمة بمديرية التحيتا جنوبي الحديدة، يعيش (علي عوض غيبر) مع زوجته وطفليه المعاقين عائشة وعايش وخمسة أطفال آخرين، وسط ظروف معيشة لا تطاق، تُشفق الحروف على وصفها؛ لفرط المأساة التي حلت بهم، بعد نزوحهم من قريتهم الأم في الجبلية؛ بسبب قذائف الحوثيين التي انهالت على منزلهم.
 
 
 إذ تعرض منزل العائلة لقصف بقذائف الهاون من مليشيات الحوثي، قبل ثلاث سنوات، وأسفرت عن إصابات بالغة لدى عائشة وعايش؛ أُعيقا على إثرها، وأخذت تلك الشظايا المتطايرة روح شقيقهم الثالث، ودمرت منزلهم، ولم يكن هناك خيار آخر أمام العائلة، سوى النزوح حاملين جراحهم التي تندمل حتى اللحظة.
 
 
 ما إن تمر من جانب السور المصنوع من سعف النخيل، وتدلف من المدخل إلى الكوخ، تشعر بأن ثمة ألم كبير يعجز اللسان عن البوح به، فمن جانبٍ يمكث الأب المكلوم (علي) عاجزًا من ضيق الحال، وقد طغت على ملامحه علامات التذمر والتأثيرات النفسية؛ إذ فقد مصدر دخله الوحيد؛ مهنة صيد الأسماك، بعد أن اضطر إلى النزوح جراء تدمر منزله بكل ما فيه. 
 
 
ومن جانب آخر يقعد ابنه عايش ذا الست سنوات، بجسد نحيل معاقًا في قدمه اليمنى، لا يستطيع السير عليها سوى بحركة مثقلة ومتعرجة؛ إذ مزّقت شظايا قذائف هاون الحوثيين انسجه قدمه واتلفت أعصابها. 
 
 
 
أما ابنته عائشة ذات الخمس سنوات لم تعد تشعر بأطرافها السفلية؛ إذ شلّت قدميها كليًا، بالإضافة إلى تشوهات ارتسمت على ظهرها بفعل الشظايا، ومع هذا تحاول الزحف على يديها، ولا تخلو نظراتها من البراءة والحزن العميق، ولسان حالها يقول: “أريد أن أمارس حقي من الطفولة كبقية أطفال العالم”! يفيد أحد أقرباء الطفلين، بعد أن فقد الأب (علي) قدرته للحديث، عن الجور الذي يعانيه، بأن مليشيات الحوثي قصفت بقذائف الهاون وأصابت الطفلة عائشة والطفل عايش، وأخ ثالث لهم استشهد، وذلك في أثناء وجودهم في منزلهم الذي تدمر بعزله المتينة بالجبلية. 
 
 
ويضيف، أن عائشة تحتاج إلى السفر في الخارج لتلقي العلاج اللازم.
 
 
 
 بينما تشكل المواد الأساسية والاحتياجات الضرورية للأسرة هاجسًا لدى الأب (علي)، تبقى ابنته (عائشة) بحاجة ماسة إلى رعاية صحية خاصة وعمليات جراحية في مراكز متخصصة، يستدعي لها السفر إلى الخارج، الأمر الذي يؤرق كاهل العائلة، ويهد حيلهم، ويفقدهم الرغبة بالحياة؛ لرؤيتهم عائشة تتعذب أمام نصب أعينهم، وفي نفس الوقت عاجزين عن فعل شيء؛ نتيجة انهيار وتراجع وضعهم المادي إلى نقطة الصفر. وناشدت الأسرة المنظمات الإنسانية والهلال الأحمر وفاعلي الخير بالالتفات إلى حال طفلتهم عائشة؛ للحصول على العلاج ومد يد العون الحانية، لرسم الابتسامة على محياها وإدخال السعادة على حياتها ومساعدتها في التغلب على الإعاقة المبكرة التي سببتها مليشيات الحوثي الإجرامية.