توثيق أكثر من 65 ألف إنتهاك #حوثي بحق أطفال اليمن والمليشيا تشن حرباً شعواء ضد قطاع التعليم

عدن لنج/ محمد مرشد عقابي
وثقت شبكة الحقوق والحريات نحو 65971 انتهاكاً بحق الأطفال في اليمن خلال الأربع السنوات الماضية، ورصدت الشبكة في تقرير لها321 حالة إعاقة دائمة توزعت على 164 نتيجة المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية و 157 بزراعة الألغام، فيما ‏سجلت تهجير وتشريد 43608 أطفال منذ عام 2015م و حتى العام 2019م.
 
وقالت الشبكة إن انقلاب المليشيات الحوثية دفع ما يزيد عن مليوني طفل إلى سوق العمل بحثاً عن فرصة عمل نتيجة الوضع الإقتصادي المتدهور في البلد کما حرم 4,5 مليون من التعليم نتيجة تحويل المنشآت التعليمية إلى ثكنات عسكرية للمليشيات ومعسكرات التدريب المجندين، مشيرة الى ان الأطفال يعيشون وضعاً نفسياً صعباً نتيجة أعمال العنف المفرط ونتيجة لأعمال القتل والجرائم المشهودة، حيث لا يمر يوم دون أن يكون هناك قتل أو دمار وكل ذلك أمام الأطفال، واستطاع فريق الشبكة مقابلة أهالي الصغار الذين قامت المليشيات المدعومة من إيران بتجنيدهم باستخدام وسائل أهمها غسيل الأدمغة والإغراءات بالوظائف والشهادات المدرسية واستغلال الوضع الاقتصادي المتدهور لدى أهاليهم، فضلاً عن إجبار الأسر على الدفع بأطفالهم للتجنيد بطرق واساليب تتنافى مع القيم والأعراف والقوانين المحلية والدولية.
 
على صعيد متصل، أفادت مصادر لوسائل الإعلام، بأن مليشيا الحوثي عاودت من جديد ارتكاب انتهاكات بحق القطاع التربوي ومنتسبيه في العاصمة اليمنية صنعاء وبقية المدن الواقعة تحت سيطرتها بالتزامن مع قيامها قبل أيام بفرض نسخة جديدة من المناهج الدراسية بعد أن طالها العبث والتشويه بغية مواصلة تفخيخ أدمغة وعقول الطلبة اليمنيين.
 
وبحسب المصادر، شنت الجماعة حملة اختطاف واسعة طالت أكثر من 50 موظفاً بديوان عام وزارة التربية والتعليم، ومن بين التربويين الذين تعرضوا للملاحقة والإعتقال بحجة قيامهم بإخفاء أجهزة تخزين بيانات من داخل مكاتب الوزارة التي يديرها شقيق زعيم المليشيات "يحيى بدر الدين الحوثي" بحسب المصادر، وكانت قيادات في الجماعة وفي سياق مخططها الرامي لحوثنة ما تبقى من قطاع التعليم ومؤسساته أصدرت قبل نحو أسبوع قراراً بإقصاء "عبد الكريم الجنداري" المختطف حالياً بيد مسلحيها من منصبه وكيلاً لوزارة التربية لقطاع المشروعات والتجهيزات وتعيين القيادي الحوثي "خالد إبراهيم يحيي" بديلاً عنه.
 
وأوضحت المصادر، أن القيادي الحوثي المتشدد "قاسم حمران" المعين حديثاً من قبل الجماعة نائباً لـ"يحيى الحوثي" هو من اتخذ فور مباشرته لعمله قرار إقالة الوكيل "الجنداري" استمراراً في سياسة السطو على الوظيفة العامة من قبل الجماعة وإطاحة من يرفضون أفكارها الطائفية، وطبقاً للمصادر فان القيادي الحوثي "الحمران" يشغل إلى جانب منصبه الجديد مناصب قيادية أخرى منها منصب القائم بأعمال المكتب التنفيذي للجماعة، حيث يتولى الإشراف المباشر على الجانب الثقافي، كما سبق أن تولى منصب وكيل في الإدارة المحلية وفي منظمة الجرحى الحوثية، ناهيك عن كونه من يقف خلف عمليات استهداف وإغلاق المطاعم والمقاهي والكافيهات في صنعاء بذريعة منع الإختلاط بين الجنسين.
 
وأكدت المصادر التربوية أن المليشيات وبإشراف ومتابعة من القيادي "خالد إبراهيم"، أقرت قبل أيام نسخاً محرفة من المناهج الدراسية كما هي عادتها كل مرة في إجراء تعديلات طائفية جديدة على المناهج التعليمية، وخلال ورشة عمل عقدتها في صنعاء، أقرت ما تسمى اللجنة العليا للمناهج كتب مادة القرآن الكريم للمراحل التعليمية، الصف "السابع والثامن والتاسع" من مرحلة التعليم الأساسي بعد أن حشتها الجماعة بأفكارها الطائفية والمذهبية، ولفت عدد من التربويين إلى أن تلك التغييرات والتحريفات التي أجرتها المليشيا بحق المناهج الدراسية استهدفت المواد المرتبطة بالجوانب العقائدية كالقرآن الكريم واللغة العربية والتربية الإسلامية والتربية الإجتماعية بهدف إنشاء جيل عقائدي موالٍ لها طائفياً ولتحشيد مزيد من المقاتلين إلى جبهاتها، منوهين الى ان مليشيات التربية في العاصمة اليمنية لا تزال تواصل معركتها لهدم وتفخيخ عقول الأجيال من بوابة العملية التعليمية والتربوية عبر تعديلاتها الخطيرة والهدامة في المناهج الدراسية وصبغها بأفكار وسياسات طائفية وتوظيفها لصالح أهداف ومآرب خبيثة.
 
من جهتها، كشفت مؤخراً نقابة المعلمين اليمنيين عن مقتل 22 معلماً تحت التعذيب بسجون جماعة الحوثي الإيرانية خلال الفترة من 21 سبتمبر "أيلول" عام 2014م إلى نوفمبر "تشرين الثاني" عام 2020م، وقال المسؤول الإعلامي للنقابة "يحيى اليناعي" في تصريحات نقلتها وسائل إعلام يمنية، إن أول ضحية للتعذيب حتى الموت في اليمن عقب الإنقلاب الحوثي كان من التربويين وهو المعلم "صالح البشري"، وأوضح بان فئة المعلمين تحتل المرتبة الأولى بين الفئات المستهدفة بالتعذيب حتى الموت على أيدي المسلحين الحوثيين بنسبة 16 في المائة من الإجمالي الكلي لحالات الوفاة تحت التعذيب بمناطق سيطرة الجماعة والبالغة 137 حالة، وقال اليناعي بان محافظة الحديدة تحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الوفيات بواقع 4 معلمين تليها محافظات حجة وصعدة وعمران بعدد 3 لكل منها ثم صنعاء وذمار وأمانة العاصمة بواقع حالتي وفاة في كل محافظة، داعياً في تصريحاته لإخلاء سبيل التربويين المحتجزين فوراً والكف عن إعاقة وصول المحامين والأهالي إليهم، مطالباً بملاحقة المسؤولين الضالعين في التعذيب على المستوى المحلي والخارجي.