الإتحاد العام الإقتصادي مفتاح النهوض بواقع الجنوب المؤسسي والخدمي والتنموي

عدن لنج / محمد مرشد عقابي
تتواصل ملحمة المقاومة والصمود في الجنوب العظيم، ويستعد المحاربون الشجعان لفصول جديدة من مسارهم نحو الإنتصار والحرية والإستقلال في بلد النشامى والرجال، لتنضم قلعة الجنوب العربي إلى معاقل القوة والتحرر في المحيط العربي والإقليمي والدولي المقاوم والمتصدي للهيمنات الإستعمارية الساعية للإستئثار بخيرات ومقدرات وثروات الشعوب كوكب الأرض.
 
إن مسار الأحداث في الجنوب العربي يؤشر إلى تقدم متسارع لمسيرة التحرير واستعادة الدولة التي يقودها الصناديد الأباة في مواجهة غطرسة المليشيات اليمنية بمختلف مسمياتها، ورجال الجنوب الأشاوس يرسمون ملامح مشهد جديد بتطورات أحدثوها في توازن القوى وضربات نوعية ألحقوها بمعاقل الحلف المعادي في جبهات الضالع والحواشب والصبيحة وأبين وغيرها وبأبسط الأدوات، ومن المفيد التذكير بأنه لم يكن يوماً في حساب دوائر التخطيط لدى القوى اليمنية الغاشمة وعنجهيتها المسندة بآلة عسكرية عاتية ومقدرات تقنية هائلة، أن الحفاة والعراة الجنوبيين الأشداء سوف يصنعون المعجزات التي لم تخطر على بال، فقد عجزت الآلة المليشياوية الضخمة والمتطورة والتي استخدمت كل صنوف البطش والقتل والإرهاب والتنكيل منذ العام 2015م عن قهر او كسر إرادة ابناء الجنوب الأحرار الذين تمكنوا وبفضل الله تعالى وبدعم وأسناد الأشقاء في التحالف العربي من قلب المعادلة ليصبح الغازي والمستعمر اليمني مغلوباً على أمره أمام الفقراء الحفاة الذين سلبهم نظام الإحتلال بقيادة عفاش لسنوات طويلة كل أساسيات الحياة وجردهم من كل مقومات العيش لكنهم استطاعوا استنهاض الهمم وطرق أبواب المستقبل بقبضات حديدية حرة وأبية.
 
الجنوب في العهد الجديد، الذي نشهد مخاضه اليوم ببطولات محاربيه الشجعان وبنفوس عظيمة تعانق بصولجانها وشموخها هامات السماء، سيكون على صورة هؤلاء الأبطال الذين يحملون بالوعي والإرادة وعداً مفعولا دون شك، بولادة جنوب جديد حر عزيز قوي ومشع في محيطه العربي والإقليمي، والجنوب القادم إلينا بسواعد الشهداء يملك من المقدرات والثروات ما يؤهله بعد الإنتصار ليكون قوة عظيمة وجبارة وليس فحسب قلعة منيعة للتحرر والمقاومة والإنعتاق، بل سنداً لكل أشقاءنا في الدول العربية ومدافعاً عن العروبة ضد مشاريع الهيمنة والطغيان التي تقود مخططاتها الإرهابية إيران ومن هو على شاكلتها، سيكون الجنوب عضداً بابناءه المقاومين الأحرار لأرض الحرمين المملكة العربية السعودية الشقيقة وغيرها من الأقطار العربية التي يتهددها المشروع الفارسي ومشاريع الهيمنة والإرهاب كما كان في السابق، فما يختزنه الجنوب العربي بحكم طبيعته من ثروات وإمكانات تجتمع مع إرادة منتجيه الصلبة كان دائما محور اهتمام كبير ورصد دائم قامت به دوائر نظام الإحتلال اليمني لعقود من الزمن، حيث سعت إلى نهب ثروات اعتلمت وجودها في باطن الأرض وتقاسمتها مع عصابات اللصوص والسماسرة والمتنفذين التابعين لها وليس فقط السيطرة على موقع استراتيجي حساس على مفارق المحيطات والبحار وطرق التجارة الدولية.
 
إن موقع الجنوب العربي الإستراتيجي يضعه في مكانة مؤثرة على المعادلات والتوازنات في المنطقة العربية والمحيط الإقليمي والدولي، وسيكون انتصار أحرار هذا البلد إعلاناً لولادة قوة صاعدة وفاعلة لها أثر كبير في معادلات المنطقة، وهذا الأمر يفسر إلى حد بعيد حجم الإمكانات التي جندها نظام المحتل الإستعماري اليمني الرجعي في سعيه لإخضاع الجنوب ولمنع تحرره طيلة العقود الماضية، واليوم نستطيع الجزم بأن الزمن لن يطول قبل انضمام هذه القلعة إلى محور الدول المتحرره حول العالم.
 
الجنوب الجديد هو اليوم في مخاض الولادة وسيكون بقوته وبإمكانات تطوره وازدهاره التي أشرقت تباشيرها بإعلان تأسيس "الإتحاد العام الإقتصادي الوطني الجنوبي" الذي يعد قوة مشعة للنهوض بإرادة التحرر والإستقلال في هذا البلد الزاخر والغني بالثروات ولرفع رأية أقتصاده في كل مكان، وهذه الإضافة التاريخية لمنظومة العمل النضالي والمؤسسي لابناء الجنوب ستمثل انقلاباً استراتيجياً كبيراً على من يراهنون لإسقاط الجنوب وإخضاعه لحساباتهم ولهيمنتهم، وتحولاً لمصلحة شعب الجنوب وإرادة التحرر والإستقلال، وسيكون الجنوب بفضل هذا المشروع الوطني الجبار مذهلاً اقتصادياً لكل أقطار العالم، لأن الجنوبيين الأحرار بعزمهم وأصرارهم ومثابرتهم سيخرجون كنوز الأرض وثرواتها وسيجعلون منها مصادر قوة واقتدار وناصر رخاء وازدهار لبلدهم، وسيحيون إرث أجدادهم الشجعان الذين ارتبطت بهم فكرة الجنة الأثيرة في التاريخ.
 
الجنوب الجديد الذي تمخض اليوم وولد مشروعاً أقتصادياً ضخماً وعملاقاً يؤسس لدولة مستقلة وذات سيادة ترتكز على دعائم مؤسسية وأرضية صلبة لتشييد وبناء الحاضر والمستقل، هو قلعة مقاومة سيمثل انبثاقها تحولاً تاريخياً وأنتصاراً نوعياً ومميزاً ضد القوى الراديكالية بل انه سيحدث إنقلاباً كبيراً في أهداف وتطلعات القوى المتربصة التي تعادي وتناهض مشروع الإستقلال الناجز، وسيكون هذا المشروع الإقتصادي العملاق إلى جانب حامل قضية الجنوب سياسياً وعسكرياً "المجلس الإنتقالي الجنوبي" بداية تحول تاريخي واستراتيجي في الشرق العربي وهي المفاجأة المذهلة التي ستقض مضاجع العصابات اليمنية التي تسعى لإستعمار الجنوب ونهب خيراته وثرواته، وسيكون الإتحاد العام الإقتصادي الوطني الجنوبي الواعد والصاعد بأهدافه الواضحة التي لا تحيد عن مبادئ الحرية والإستقلال عظيماً بمنجزاته والأيام القادمة كفيلة بإثبات ذلك والذي سنشهده بعد الإنتصار بحول الله وبفضل ما لدى الجنوب الحبيب من ثروات هائلة تذهب الى جيوب عصابات الفساد والفيد والمتنفذين تبشر باقتصاد قوي ونهضة خدمية وتنموية لا نظير لها، وتجزم التجارب بأن شعب الجنوب المناضل العظيم يمتلك من القوة والشجاعة والإرادة والقدرة والصبر ما يسمح له بشق طريقه وبثبات إلى مستقبل مشرق ووضاء وهو البارع في تطويع الصخور وصنع المستحيلات عبر التاريخ على مر الدهور والأزمان.
 
الجنوب الجديد، سيكون القوة الإقتصادية الضاربة والمذهلة في نموها السريع بسواعد المنتجين من رجال "الإتحاد العام الإقتصادي" ومدعوماً بالمحاربين الأشداء في الميادين والساحات ومسنوداً بدهاء وذكاء وعبقرية القادة الخبراء والمخضرمين في الجانب السياسي والعسكري والأمني، انها لحظة نهضة الجنوب الحقيقية ولحظة أكتمال حلقات التحرر والإستقلال، وستمثل التجربة الجنوبية في إنشاء وتأسيس هذا الكيان الإقتصادي رمزاً للمقاومة والبناء ومنارة إشعاعية عظيمة لجميع شعوب الشرق ولسائر البلدان العربية، فالجنوب العربي الآتي من هذه الملحمة الإقتصادية هو قوة هادرة وواعدة تختزن بين جنباتها الثروات والخبرات والقدرات والإمكانيات التي ستنهل منها شعوب المنطقة التواقة للحرية دروساً مفيدة في كيفية الإعتماد على الذات وتطويع المحال وتسخيره لخدمة الشعب كما ستهب قوتها لسائر الأشقاء وشركاء المصير.