تصعيد الشرعية الإخوانية في الجنوب تدل على رؤيتها المعادية للتحالف العربي

عدن لنج/خاص

لا يمكن النظر إلى تصعيد الشرعية الإخوانية في الجنوب وتوالي استقدام التعزيزات العسكرية إلى مديرية لودر بمحافظة أبين لاقتحامها، بمعزل عن رؤيتها المعادية للتحالف العربي في ظل سيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على سلطة اتخاذ القرار داخلها.

 

ردت الشرعية الإخوانية على محاولات التحالف تعديل بوصلة توجهاتها وتحييدها عن التعاون مع المليشيات الحوثية بالانغماس بشكل أكبر في تحقيق مصالح العناصر المدعومة من إيران عبر فتح جبهة جديدة في الجنوب وتوسيع دائرة الصراع خارج نطاق محافظة مأرب.

 

اختارت مليشيات الشرعية مديرية لودر بعناية لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي والتحالف العربي، إذ أن المدينة الباسلة كانت شاهدة على هزيمة التنظيمات الإرهابية التي انتشرت في الجنوب في عام 2012 قبل تطهيرها، وبالتالي فإنها قصدت أن تسلمها إلى شخص لديه انتماء إرهابي يتمثل في المدعو جعفر الخلع أحد قيادات تنظيم القاعدة الإرهابي لاستفزاز أبناء الجنوب ودفعهم نحو الدخول في صراع عسكري واسع.

 

بعثت الشرعية الإخوانية برسائل عديدة من خلال هذا القرار الذي يقف أبناء الجنوب حائلا أمام تطبيقه حتى الآن، إذ أنها أرادت أن تقول للانتقالي إنها ماضية في الانقضاض على المكتسبات التي حققها المجلس طيلة السنوات الماضية وكانت سببا في تخليص الجنوب من العناصر الإرهابية.

 

وكذلك فإنها تبعث برسائل عديدة للتحالف العربي الذي يقف حائلا أمام عملية تسليم وتسلم محافظة مأرب، إذ تؤكد على أنها ليس لديها رغبة في توجيه قوتها إلى الشمال لمواجهة المليشيات الحوثية، وأنها تُصر على أن تكون معاركها المستقبلية في محافظات الجنوب تنفيذا لخطط مشتركة مع العناصر المدعومة من إيران بتقسيم التواجد في الجبهات.

 

التحرك في اتجاه لودر في هذا التوقيت الذي يحاول فيه التحالف العربي من خلال جهود دبلوماسية حثيثة للضغط على المليشيات الحوثية للانخراط في السلام يؤكد أن الشرعية لديها رغبة في إفشال جهوده مجددا لخدمة مصالح عناصرها الإرهابية أولا، وكذلك خدمة المليشيات الحوثية التي أضحت تتقارب معها أكثر من أي وقت مضى.

 

وكذلك فإن الشرعية الإخوانية هدفت إلى تجاوز اتفاق الرياض في وقت تقوم فيه المملكة العربية السعودية بدور فاعل لاستكمال تنفيذ بنوده، وأرادت أن تُصعَب من مهمتها في الوصول إلى تفاهمات تقضي بتوجيه سلاحها ليكون في وجه المليشيات الحوثية بدلا من الأبرياء في المحافظات الجنوبية.

 

ترى الشرعية الإخوانية أن اختراق لودر يشكل إنقاذا لها من مأزقها الحالي لأنها لم تنجح في تنفيذ توجهات قوى معادية تدعمها بالمال والسلاح وعلى رأسها قطر وتركيا، إذ كان هدفها بالأساس تفريغ محافظات الشمال لتكون تحت سيطرة المليشيات الحوثية التي تشكل تهديدا على الأمن القومي العربي، ودعم انتقال عناصر الإخوان للجنوب من أجل فتح جبهة جديدة تجعل مهمة مواجهة الحوثيين أكثر صعوبة وقد تكون مستحيلة.