الثنائي الميليشياوي يتسبب بتفاقم موجات النزوح في #مأرب

عدن لنج/خاص
أدّى الجنون الحوثي في مساعي السيطرة على جبهة مأرب، المدعوم بخيانة إخوانية تمثّلت في تسليم الجبهات والمواقع للمليشيات المدعومة من إيران، إلى تؤزم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير.
 
وتفاقمت موجات النزوح التي باتت تشهدها محافظة مأرب، في ظل التصعيد الحوثي المتواصل والذي تتشبث القبائل بمواجهته على الأرض، فيما تغيب المليشيات الإخوانية من المواجهات بعدما سلّمت الأرض لـ"الذراع الإيرانية" في اليمن.
 
بحسب إحصاءات أممية حديثة، فإنّ أكثر من عشرة آلاف شخص نزحوا من اليمن خلال شهر سبتمبر الماضي، وذلك من جرّاء التصعيد الحوثي المتواصل الذي يأخذ شكلًا هستيريًّا مفزعًا.
 
وقالت وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة، إنّه مع النازحين الجدد، وهم يمثلون أعلى حصيلة شهرية تم تسجيلها حتى الآن هذا العام، يصل عدد الفارين إلى حوالي 170 ألفا من جراء القتال في مدينة مأرب وما حولها والمحافظة المحيطة بها.
 
وأضاف أن العديد من النازحين الجدد يعيشون في مخيمات للنازحين بمأرب، ما يفاقم أوضاع الاكتظاظ بالفعل.
 
وأشارت الوكالة الدولية، إلى أنّ آخرين لجأوا إلى المباني العامة المهجورة أو منازل أقربائهم أو أنفقوا مدخراتهم على استئجار مساكن.
 
تفاقم موجات النزوح يأتي في ظل إصرار المليشيات الحوثية للسيطرة على جبهة مأرب، باعتبارها تحمل أهمية استراتيجية بالغة، سواء فيما يخص مساعي السيطرة على حقول النفط، وكذا إيجاد مدخل للتمدّد صوب الجنوب.
 
في الوقت نفسه، فإنّ الشرعية مارست خياناتها المعتادة وسلمّت المواقع للمليشيات الحوثية الإرهابية، لتجد موطئ قدم لتطأ أرض الجنوب وبالتالي تستكمل حلقة تآمرها على الوطن وقضيته العادلة الرامية إلى استعادة الدولة وفك الارتباط.
 
هذا التنسيق الذي يجمع بين الحوثيين والإخوان، يستهدف تحقيق الأهداف المشبوهة لكلا الفصيلين، لكنّها في الوقت نفسه يزج بأعداد ضخمة من البشر إلى قائمة القابعين وراء جدران أزمة إنسانية شديدة التعقيد.
 
وفيما يولي المجتمع الدولي اهتمامًا بتوثيق الأعباء الناجمة عن الإرهاب الحوثي المدعوم إخوانيًّا، يرى محللون أنّ هناك حاجة ماسة للعمل على اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة، تمثّل ضغطًا ناجعًا على المليشيات الحوثية لإجبارها على وقف العبث الحاد الذي تمارسه ضد الأوضاع الإنسانية.
 
في الوقت نفسه، فإن السياسات "المشبوهة" التي تتبعها الشرعية الإخوانية وهي تسهّل للمليشيات الحوثية التمدّد على الأرض، وبالتالي تصنع الأعباء على السكان، فهناك حاجة ماسة وضرورية للضغط على الشرعية لإيقافها عن هذه الممارسات.