كيف تدفع شبوة فاتورة تسليم الشرعية الإخوانية لعدد من مديرياتها إلى الميليشيا الحوثية؟

عدن لنج/خاص

دفعت محافظة شبوة فاتورة تسليم الشرعية الإخوانية لعدد من مديرياتها إلى المليشيات الحوثية الإرهابية، وذلك بعد أن شهدت المشتقات النفطية زيادة مفرطة وغير مبررة في الأسعار في الوقت الذي تعاني فيه المحافظة أوضاع صحية متردية نتيجة إهمال الخدمات العامة ما انعكس على زيادة أعداد المصابين بالحميات الفيروسية والملاريا والضنك.

 

عمدت الشرعية الإخوانية على مضاعفة أسعار الوقود خلال الأشهر الماضية، وبدا أن ذلك يعد أحد الوسائل التي لجأت إليها لتوفير التمويل اللازم لعمليات تسلم وتسليم الجبهات بينها وبين العناصر المدعومة من إيران، وهدفت لتحويل عوائد النفط لتعزيز الشراكة بينها وبين أذرع إيران الإرهابية، وذلك بعد أن عمدت طيلة الأشهر الماضية على تهريب الوقود إلى المحافظات الشمالية التي تتواجد فيها المليشيات الحوثية.

 

يرى مراقبون أن زيادة أسعار النفط تعد وسيلة متفق عليها بين الطرفين لاقتسام خيرات الجنوب، وأن قصد العناصر المدعومة من إيران الوصول إلى شبوة تحديدا جاء بهدف السيطرة على آبار النفط بما يجعل هناك منفذ جديد للتمويل من الممكن أن ترتكن عليه في حال كانت هناك إجراءات أمنية في سواحل البحر الأحمر توقف تمدد المال والسلاح والنفط الإيراني إليها من خلال ميناء الحديدة.

 

وكانت مليشيا الشرعية الإخوانية، قد واصلت أمس السبت، تحركاتها المشبوهة، في محافظة شبوة، بالتزامن مع تحركات مماثلة من مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، وسحبت مليشياتها، من منطقة الصفراء في مديرية عسيلان، مع تحشيد المليشيا الحوثية في المنطقة نفسها بشكل مكثف.

 

وحافظت المليشيا الإخوانية على عدد محدود من مسلحيها تحت قيادة المدعو أحمد مبارك جارالله امطحين، أركان قوات أمن منشآت، في المنطقة، ورجحت مصادر ميدانية، استعداد المليشيا الإرهابية، التوجه إلى مناطق مرخة ونصاب وأخيرا عتق، مؤكدة أن التحركات الإخوانية تمهد الطريق إلى الحوثيين الإرهابيين.

 

وفي المقابل فإن تردي الأوضاع الصحية وباقي هيئات ومؤسسات الخدمات العامة جزء لا ينفصل من خطط عقاب الشرعية لأبناء الجنوب من أجل تسهيل مهمتها للهيمنة على مقدرات الجنوب ومعاداة المجلس الانتقالي الجنوبي، كما أنها جزء لا ينفصل أيضًا عن خططها لتمهيد البيئة الملائمة لتمدد المليشيات الحوثية في المحافظة الواقعة تحت سيطرة سلطتها الغاشمة.

 

وتعمل الشرعية بشكل مستمر على توجيه أموال الخدمات العامة لخدمة أهدافها العسكرية وتمويل العناصر الإرهابية التي تستخدمها في إثارة العنف والفوضى ضد المواطنين، وذلك بعد أن أضحت خاضعة بشكل كبير لتلك العناصر ولن يكون ممكنًا الاستغناء عنها.

 

واصلت السلطة الإخوانية في محافظة شبوة، ابتزازها للمواطنين، بالتلاعب بأسعار الوقود، ودفعها إلى مستويات غير مسبوقة، وقررت رفع سعر دبة البنزين والديزل (سعة 20 لترًا) إلى 22 ألف ريال، في خطوة تنذر بتداعيات وخيمة على البسطاء في شبوة.

 

وتئن الأسر في المحافظة، تحت هيمنة مليشيات الشرعية الإخوانية، من حالة غلاء وتلاعب بالأسعار، وتهريب الوقود لبيعه في السوق السوداء، وحرمان القطاعات الخدمية من مخصصاتها.

 

وفي الوقت ذاته تفشت العدوى بالحميات في محافظة شبوة، جراء تدهور خدمات المرافق الطبية، وحرمانها من مخصصاتها من السلطة الإخوانية، وحذرت مصادر طبية في تصريحات لـ "المشهد العربي"، من انتشار الحميات الفيروسية والضنك والملاريا، بين المواطنين في مديرية الصعيد.

 

وأشارت إلى أن غياب أبسط الإمكانيات في المستشفيات دفع المرضى للبقاء في منازلهم، مؤكدة أن الموقف قفز بمعدلات العدوى نتيجة مخالطة المرضى للأصحاء، للضعف، منذ منتصف الشهر الماضي.

 

وتركز السلطة الإخوانية بقيادة المحافظ المدعو محمد صالح عديو، على أخونة المرافق الطبية والصحية دون منحها مخصصاتها المالية، أو تدبير احتياجاتها من المستلزمات الطبية، للتصدي إلى جائحة كورونا، أو مواجهة انتشار الحميات.