مراقبون سياسيون: شبوة على وشك انتفاضة شعبية جارفة في وجه المليشيات الإخوانية

عدن لنج/خاص

تتواصل حدة الغضب في محافظة شبوة من الممارسات والسياسات التي تتبعها مليشيا الشرعية الإخوانية، بما ينذر باندلاع انتفاضة عارمة في وجه نفوذ حزب الإصلاح المعادي للجنوب وللتحالف العربي على حد سواء.

 

وضاق الجنوبيون في شبوة، ذرعًا من جرائم الفساد والتآمر التي اتبتعها مليشيا الشرعية الإخوانية، والتي تضمنت العمل على تسليم المواقع والجبهات للمليشيات الحوثية، كما حدث في مديريات بيحان والعين وعسيلان.

 

يرى مراقبون أنَّ شبوة على وشك انتفاضة شعبية جارفة، تندلع في وجه المليشيات الإخوانية، التي يبدو أنّها تتعرض لضغوط غير مسبوقة، تُترجم على ما يبدو في إشهارها آلة القمع في مواجهة الاحتجاجات العارمة التي اندلعت في شبوة.

 

ففي مديرية حبان، يواصل مئات المواطنين اعتصامهم السلمي في منطقة هدى في تحدٍ لبطش الشرعية الإخوانية ومليشياتها.

 

ودعا المعتصمون التحالف العربي إلى إنقاذ شبوة من مليشيا الشرعية الإخوانية والحوثية الإرهابية، وتحرير مديريات بيحان بعد تسليمها من السلطة المحلية الإخوانية للحوثيين الإرهابيين، وطالبوا بتحسين الوضع المعيشي وإيقاف قطار الأسعار وأزمة العملة الصعبة، وإنهاء الحصار الاقتصادي على الجنوب وحرب الخدمات.

 

في مديرية نصاب، يواصل الجنوبيون اعتصامهم الذي أكمل أسبوعه الأول، وطالبوا بتحرير بيحان من مليشيا الحوثي الإرهابية ومحاكمة قيادات السلطة الإخوانية في المحافظة على خيانتها وتسليمها المناطق الاستراتيجية بالاتفاق، وتحسين الظروف المعيشية، وإنهاء فوضى جبايات مليشيات الشرعية الإخوانية.

 

الغضب المتصاعد في شبوة قد يُشكّل عنصر الحسم في مواجهة حالة التخبُّط الراهنة، لا سيّما أن أبناء شبوة عقدوا العزم على عدم التراجع في مواجهة التوغّل الحوثي والتآمر والفساد الإخواني.

 

أهمية هذا الغضب تعود في الأساس إلى الخوف على كامل أراضي محافظة شبوة التي قد تسقط في قبضة الحوثيين؛ تكرارًا لسيناريو المناطق التي سُلِّمت للمليشيات المدعومة من إيران بعد انسحاب مليشيا الإخوان.

 

مليشيا الشرعية وتحديدًا قوات اللواء 163 واللواء 19 مشاة واللواء 21 ميكا والقوات الخاصة كانت قد انسحب من جبهة بيحان ضمن موائمات مع المليشيات الحوثية، فتمكنت الأخيرة من إحكام قبضتها على الأرض.

 

ويقول محللون إن حدة الغضب لن تتراجع إلا من خلال استئصال النفوذ الإخواني العسكري والإداري من الجنوب بشكل كامل، مع تمكين رجال النخبة الشبوانية من العودة لمناطقها لمواجهة المليشيات الحوثية الإرهابية.

 

وبات من الواضح أن هناك مواجهة فعلية اندلعت بالفعل بين بطش السلطة الإخوانية القمعية وإصرار المواطنين الجنوبيين على تطهير أراضيهم من السرطان الإخواني الذي يغزي النفوذ الحوثي ويفتح شهية المليشيات نحو المزيد من التوسعات الميدانية، بما يقوي من موقف المليشيات على طاولة التفاوض في مراحل مقبلة.

 

شبوة تمثّل للمليشيات الحوثية فرصة ذهبية من أجل استغلالها كقاعدة لوجستية في الحرب الشاملة على الجنوب، وذلك نظرًا لموقعها الجغرافي، ومن ثم تسود مخاوف من أن تكون الهيمنة الحوثية على شبوة بمثابة خطوة أولى في عدوان أوسع نطاقًا يستهدف العاصمة عدن وأبين وحضرموت والمهرة.

 

كما أن عوائد النفط تمثّل عامل إغراء كبيرًا للشرعية والحوثيين لأن يفرضان سيطرة كاملة على شبوة، ومن ثم السطو على المشتقات النفطية مثل حقل جنة في عسيلان الذي كميات ضخمة من النفط يوميًّا.