تصل إلى حد التصفيات الداخلية .. الصراعات تتفاقم بين قيادات وعناصر ميليشيا الحوثي

عدن لنج /متابعات
 
 
تعيش المليشيات الحوثية أزمات متفاقمة في هيكلها الداخلي بفعل تفاقم الصراعات التي تندلع بين قيادات وعناصر هذا الفصيل الإرهابي المدعوم من إيران، والتي تصل إلى حد التصفيات الداخلية.
 
وتتكرر كثيرًا عمليات الاغتيال التي تطال قيادات حوثية، وهي عمليات تنفّذها في الغالب قيادات أخرى في إطار صراعات الأجنحة التي تتفاقم بين قيادات هذا الفصيل، وتندلع في إطار التصارع على الأموال والنفوذ.
 
ففي الساعات الماضية، اغتال مسلحون قياديًا حوثيًّا في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة المليشيات المدعومة من إيران، وسط تصاعد الخلافات بين القيادات الحوثية.
 
" ومصدر مطلع أخبر أنّ عناصر مسلحة مجهولة اغتالت القيادي الحوثي المدعو عبدالرحمن سبتان في منطقة جدر شمالي صنعاء.
 
وأقدمت المليشيات الحوثية على اغتيال المنطقة بعد اغتيال سبتان، قبل أن تنقل جثته إلى ثلاجة أحد المستشفيات.
 
و"المدعو سبتان" عين مديرًا لفرع هيئة الزكاة التابعة للمليشيا الإجرامية في مديرية قفلة عذر بمحافظة عمران.
 
سبتان يضاف إلى قائمة طويلة ممن راحوا على إثر عمليات الاغتيال التي تتفاقم في معسكر المليشيات الحوثية، ودائمًا ما تحاول المليشيات التغطية على هذه العمليات حتى لا تنهار أوضاعها التنظيمية.
 
كما أن المليشيات الحوثية متهمة بأنّها تنفّذ الكثير من عمليات الاغتيالات لعناصرها بما في ذلك بارزون في صفوفها، من أجل الإدعاء بالمظلومية وتحقيق مكاسب شعبية وسياسية تخدم مشروعها الخبيث.
 
وهناك الكثير من القتلى الذين وُجِّهت أصابع الاتهام في اغتيالهم إلى المليشيات، ممثلة في جهاز الأمن الوقائي التابع لزعيم المليشيات، بينهم عبد الكريم جدبان، وأحمد شرف الدين، ومحمد عبد الملك المتوكل، وعبد الكريم الخيواني.
 
واقعة اغتيال القيادي البارز في صفوف الحوثيين والوزير السابق في حكومة المليشيات غير المعترف بها حسن زيد الذي تم اغتياله في صنعاء، كانت الدليل الأكبر على ذلك، إذ سبق أن كشف شقيقه أن قياديًا حوثيًّا أقر بأنه صفّي بقرار حوثي.
 
تفاقم ظاهرة الاغتيالات مرتبط بشكل أساسي بأنّ المليشيات تغرس بذور حكم العصابات على الأرض، تقوم على تغييب دولة القانون والعمل على تحقيق مصالح هذا الفصيل المدعوم من إيران، حتى وإن كان ذلك من خلال تصفية هذه العناصر بعضهم البعض.
 
ولا يبدو أن زعيم المليشيات عبد الملك الحوثي نجح في محاولاته للسيطرة على هذه الأوضاع على الأرض، وفشلت مساعيه للترويج بأن مليشياته كيان منظم، فاختار الاعتماد على تغيير دفة الاتهام، بمعنى أنّه يحاول لصق الاتهام في ارتكاب هذه العمليات بمعارضي المليشيات في مناطق سيطرتها.
 
لكن في الوقت نفسه، فإنّ إقرارات الحوثيين سواء من قبلهم أو من خلال ذوي الضحايا بأنّ هذه العمليات ترتكبها عناصر بالمليشيات ذاتها تنسف مساعي عبد الملك للسيطرة على الأوضاع في معسكره الإرهابي.