أبرز جرائم قراصنة الحوثي ضد الملاحة الدولية في البحر الأحمر

عدن لنج/سكاي نيوز

كشف المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن، العميد الركن تركي المالكي، عن تورط 10 حوثيين في أعمال قرصنة وانتهاكات بالبحر الأحمر هددت الملاحة الدولية وحركة التجارة العالمية.

 

المالكي أكد، مساء السبت، أن ميليشيات الحوثي أطلقت أكثر من 100 زورق مفخخ لاستهداف الملاحة الدولية، فيما تعاملت القوات اليمنية المشتركة والتحالف مع 248 لغمًا بحريًّا لتأمين الملاحة في جنوب البحر الأحمر.

 

أبرز الأسماء الحوثية المتورطة

 

وجاءت أسماء 10 حوثيين متورطين في أعمال استهداف وقرصنة لحركة الملاحة الدولية والسفن التجارية، وآخرها السفينة "روابي" التي تحمل علم دولة الإمارات، وعلى رأسهم الإرهابي المدرج على قائمة العقوبات الأميركي، منصور السعدي.

 

وضمت القائمة الحوثي أحمد أحمد حلص، ومنذر أحمد يحيى حسان، وشكيب خالد أحمد علوي، وعلي عبد الله يحيى دوم، وناجي سالم أحمد بطلي، وجميعهم جنسيتهم يمنية، وآخرين.

 

وبحسب بيان وزارة الخزانة الأميركية في 3 مارس 2021، فإن إدراج القرصان والإرهابي الحوثي منصور السعدي بالقائمة السوداء جاء لتخطيطه لـ"هجمات دموية ضد وسائل النقل البحري الدولي في البحر الأحمر"، مستهدفًا سفنًا عسكرية ومدنية".

 

وتلقى السعدي، بحسب البيان الأميركي "تدريبًا كاملًا في إيران، وعلى يد ميليشيات حزب الله، وساهم في نقل أسلحة إيرانية إلى اليمن بصورة غير مشروعة".

 

جرائم آخرها ضد السفينة "روابي"

 

وتملك ميليشيات الحوثي سجلًّا حافلًا بالإرهاب في البحر الأحمر، إذ نفذت العشرات من العمليات الإرهابية ضد سفن نفطية وتجارية، ونشرت المئات من الألغام البحرية، كما حاولت مرات عدة تنفيذ هجمات إرهابية بزوارق مفخخة.

 

وآخر تلك الجرائم تعرُّض سفينة الشحن "روابي"، والتي تحمل علم دولة الإمارات وتحمل كامل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بجزيرة سقطرى اليمنية، للقرصنة والاختطاف، مساء الأحد الماضي، أثناء إبحارها قبالة محافظة الحديدة.

 

وقبل هذه العملية سجل تحالف دعم الشرعية في اليمن 13 انتهاكًا حوثيًّا ضد السفن التجارية في البحر الأحمر.

 

وبدءًا من عام 2015، شرعت ميليشيات الحوثي، وبشكل عشوائي في نشر الألغام والقوارب المفخخة في البحر الأحمر، بالإضافة إلى إطلاق الصواريخ من السواحل القريبة.

 

وفي الأول من أكتوبر 2016 استهدف الحوثيون سفينة "سويفت" التابعة للبحرية الإماراتية أثناء نقلها مساعدات قبالة ميناء المخا، وبعدها أطلقت الميليشيات صاروخين باتجاه المدمرة الأميركية "يو إس إس ماسون".

 

وفي مطلع أبريل 2018، تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجومٍ حوثي غرب ميناء الحديدة، كما دمر التحالف في 21 يونيو 2019 نحو 5 زوارق مفخخة شمال ميناء الحديدة، كانت تهدد الملاحة الدولية.

 

وفي أواخر عام 2021 شنت الميليشيات الانقلابية هجومًا قرب رأس عيسى على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.

 

وسبق أن قرصنت سفينة عمانية تعرف بـ"الراهية" في فبراير عام 2020، حيث اعتقلت الميليشيات طاقمها المؤلف من 20 بحارا من الجنسية المصرية والهندية لأكثر من عام.

 

وفي 17 نوفمبر 2019 احتجزت ميليشيات الحوثي سفينة سعودية صغيرة وزورق سحب يحمل علم كوريا الجنوبية، ضمن عملياتها الممنهجة في قرصنة سفن الشحن.

 

أما في 6 يناير الجاري، أطلقت ناقلة نداء استغاثة بعد "مضايقة مسلحة" قبالة ميناء الحديدة في اليمن من قبل ميليشيات الحوثي، فيما أعلنت البحرية البريطانية تلقيها تقارير تفيد بوقوع هجوم على سفينة بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني المطل على البحر الأحمر.

 

من جانبه، قال المحلل السياسي اليمني عبد السلام القيسي، لـ"سكاي نيوز عربية"، إن ميليشيات الحوثي تنشط في ساحل البحر الأحمر، بتنسيق بل ودعم بحري في ظل حماية السفن الإيرانية في المياه الدولية للبحر الأحمر.

 

وأضاف القيسي أن "غاية إيران ودوافعها من خلف محاولة السيطرة وفرض قوتها على البحر الأحمر وباب المندب، ترتبط بأهمية مضيق هرمز"، معتبرًا أن "إيران تريد السيطرة على المضيق حتى تتحكم في حركة التجارة والنفط، لذا كانت جماعة الحوثي في البحر ذراعًا إيرانية لمحاولة السيطرة على مضيق باب المندب".

 

ووصف القيسي أعمال القرصنة وتفخيخ البحر بأنها "تصرفات صغيرة أمام غاية إيران التي فشلت في تحقيق هدفها بعد إطلاق عملية تحرير الساحل الغربي، وتخليص باب المندب والشريط الساحلي المحاذي لميناء الحديدة".

 

واعتبر المحلل اليمني أن "تفخيخ البحر الأحمر يضر الملاحة الدولية، ويفاقم مستوى الخطر والمخاوف على السفن والبواخر المارة عبر مضيق باب المندب".

 

وأكد القيسي أن القرصنة الحوثية للسفن التجارية لا تستهدف دول التحالف فقط بل الدول الكبرى، وتستهدف الاقتصاد العالمي، وأشار إلى أن "اختطاف السفينة روابي التجارية مجرد قياس لنبض دول العالم واقتصاديات العالم".

 

ويتابع: "إذا لم يجد الحوثي ومن خلفه إيران أي ردع حقيقي يتمثل بإسقاط اتفاق ستوكهولم الذي يحمي جماعة الحوثي في الحديدة، فإن خطوات الحوثي المستقبلية ستتطور إلى حد جعل الملف الملاحي ورقة ضغط إيرانية ضد العالم كله".