الانتقالي الجنوبي .. خمس سنوات خلت ومكاسب سياسية كبيرة تحققت

عدن لنج/كتب:فؤاد جباري
 
 
أثبتت قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي حنكتها السياسية الفائقة، ورغم حداثة عمرها السياسي إلا انها تمكنت من إدارة المرحلة سياسياً بشكل أبهر الصديق قبل العدو، والمتابع لخط السير الذي انتهجه الإنتقالي سيرى انه اجتاز طريق مليئ بالأشواك والأفخاخ والتي راهن الجميع انه سيقع عند كلاً منها، إلا انه ينجح في الآخر بشكل يفاجأ الجميع، حتى ان البعض ذهب لنسب هذه النجاحات باعتبارها مجرد اقدار تتحقق نظراً لعدالة القضية التي يحملها واحقيتها ومظلوميتها،، حقاً لقد كانت المرحلة الماضية من اهم واخطر المراحل وكان الجميع يضع اليد على الصدر خوفاً من ضياع كل شيئ، لكن كانت الأقدار دائما تقف الى جانبنا ونرى قيادة المجلس تتخذ القرار الصحيح في الوقت المناسب لنخرج من جو التوجس مبتهلين.
 
مؤخراً ومع ظهور ” الرئاسي”، لانقول بانها نهاية المطاف، ولكن لاتزال امام قيادة الإنتقالي تحديات وعقبات كؤودة ستواجهها اثناء وبعد مرحلة “الرئاسي”، ابرزها تتمثل في كيفية الموائمة بين ماتتطلبه المرحلة الانية في القبول بالشراكة ضمن “الرئاسي” وبين الحفاظ على خط سير المجلس الذي بدأه وهو مانراه على واقع الارض هذه الايام، وايضاً التساؤل الذي يطرح من قبل العامة عن ماذا بعد المجلس السياسي في حال فشل او نجح، لكن هذا التساؤل قد اجيب عليه خلال مشاورات الرياض لاشك من خلال الضمانات التي حصل عليها المجلس والتي ابرزها ادراج القضية الجنوبية في مفاوضات الحل النهائي باليمن والتي ستكون برعاية اقليمية ودولية.
 
الغريب في الأمر ان كل هذه النجاحات تحققت خلال هذه الفترة القصيرة من عمر المجلس في ظل وجود حرب متشعبة سياسية وعسكرية واقتصادية وامنية وخدماتية وإعلامية تقودها قوى صنعاء ضد شعب الجنوب وممثلهم المجلس الإنتقالي وصلت الى ادنى مستوى للحروب وهي الحرب الإخلاقية، وليس من المعيب اذا قلنا انها لو وجهت ضد دول ذات سيادة لأسقطتها فما بالك بمجلس وليد!، لكن قيادته اثبتت مهارتها في التعامل مع هذا الكم من الحروب وحجزت للقضية الجنوبية رقماً بات هو الأكبر والأصعب في المعادلة اليمنية والإقليمية على حداً سواء.
 
فعلاً ماحققه المجلس الإنتقالي الجنوبي من مكاسب سياسية للقضية الجنوبية خلال الخمس سنوات الماضية يعتبر انجازاً كبيراً رغم الحرب التي شُنت وتُشن ضده من قبل القوى المعادية والمناهضة، وسر كل هذا النجاح هو انه بقي محافظاً على علاقته بالأشقاء في التحالف العربي ولم ينجر للصدام معهم كما كانت تدفع به تلك القوى وتتمناه.