في الذكرى الثانية عشر لحرب القاعدة على أبين.. معاناة المواطنين مستمرة

عدن لنج/تقرير/ كيان شجون

**مواطنون من أبين.. تدمرت منازلنا ومازلنا نازحين في عدن 

 

**إغلاق صندوق إعادة إعمار أبين واختفاء مبالغ تعويض المنازل المتضررة

 

 

 

أثنى عشر عام مرت على حرب القاعدة على محافظة ابين، ففي السابع والعشرين من عام 2011م استيقظ أبناء المحافظة وخاصة مدينة زنجبار وما جاورها على أصوات البنادق والقذائف التي انهالت على رؤوسهم دون أن يعوا ما حدث غير أن ما كان يسمع بين الناس أن أنصار الشريعة التابعة لتنظيم القاعدة سيطرت على المدينة.

 

ترك أبناء أبين مدينتهم وذهبوا إلى العاصمة عدن ومحافظتي لحج وحضرموت بحثًا عن الأمان، طريق النزوح كان الطريق أكثر خطورة، حيث كانت الجثث مرمية في الطرقات وتملئ الشوارع. وبعد عام من الحرب عاد بعض من المواطنين إلى المحافظة ليجدوا أن أنصار الشريعة نكلوا بالمدينة فدمروا المنازل وزرعوا الألغام في الطرقات وداخل منازل المواطنين.

 

البعض من أبناء المحافظة وحتى الآن مازالوا نازحين في عدن نتيجة تدمير منازلهم وعدم تعويضهم من قبل الدولة.

 

وعلى الرغم من مرور أعوام على الحرب اللعينة الا أن المواطن في أبين يعاني من تلك الحرب، وأصبح بين ليلة وضحاها يصارع ويلات حرب ليس له فيها جمل ولا ناقة.

 

** نزوح السكان

 

علي عوض أحد ساكني زنجبار قال في يوم 27 مايو عام 2011 سقطت زنجبار بيد أنصار الشريعة، وقمنا على أصوات القذائف ونتيجة القصف على المنازل نزح سكان زنجبار بالكامل وأصبحت المدينة خاوية، وكدا أغلب ا

سكان أبين نزحوا إلى العاصمة عدن لقرابة عامين، كما دمرت المنشئات الحيوية في المدينة من مدراس ومرافق حكومية وأيضًا تعرضت الطرقات للتدمير مما سبب معاناة كبيرة لأبناء أبين.

 

وتابع حديثه &لعدن لنج& بالقول على الرغم من مرور أكثر من عشرة أعوام على هذه الذكرى الأليمة، لم يستلم المواطنين الذين تعرضت منازلهم للدمار أي تعويض، وما زالوا نازحين في عدن ويدفعون الإيجارات المرتفعة، متمنيًا من المجلس الرئاسي أن ينظر إلى حال هؤلاء الناس وأن تدفع لهم تعويضاتهم حتى يتمكنوا من العودة إلى محافظتهم.

 

** تدمير البنية التحتية

 

اما من جانب المواطن محمد موسى صالح احد سكان أبين أوضح انه في عام 2011 سقطت مدينة زنجبار بيد القاعدة وقاموا بقتل وتشريد أهلها ودمروا المنازل ونهبوا ممتلكاتها كالمواشي وغيرها، ونهبت الأراضي. 

 

وأشار نحن في أبين مازلنا نعاني حتى الآن من ويلات حرب 2011 وحرب 2015 نتيجة تدمير البنية التحتية واهمها الكهرباء والطرقات والمدارس والمرافق الصحية، ودمار المساكن حيث أن أغلب المواطنين يعيشون في منازل مدمرة والبعض الآخر يتكبد دفع قيمة الإيجارات المرتفعة كونهم لم يحصلوا على تعويض لمنازلهم التي دمرت على الرغم من نزول لجنة لحصر الدمار في ذلك الوقت. 

 

**قصف عشوائي

 

المهندس عوض محمد عوض أوضح في حديثه &لعدن لنج& إلى أن مدينتي زنجبار والكود والقرى الواقعة بينهما تضررت بشكل كبير جراء حرب القاعدة على محافظة أبين عام 2011, ونتيجة القصف العشوائي بين القاعدة والقوات الحكومية، تعرضت المحافظة إلى كثير من التدمير في البنية التحتية سواء المنازل او القطاع العام، حيث أن أغلب المنازل تدمرت اما تدمير كامل او جزيء وخصوصًا في مدينتي زنجبار والكود، كما طال بعض التدمير مدينة جعار.

 

** نهب الممتلكات

 

وتابع حديثه بالقول نتيجة الحرب نزح أبناء أبين وخاصة سكان زنجبار وخنفر وتركوا كل ما يملكون وفروا بأنفسهم مكرهين باحثين عن الأمان، حيث أنهم نزحوا إلى عدة مناطق منها العاصمة عدن ومحافظتي لحج وحضرموت، وبعد انتهاء الحرب وبعد ما يقارب عام من النزوح والتشرد في المدراس والبعض يسكن في إيجارات ويدفع قيمتها من ماله الخاص ــ على الرغم من ظروفهم الصعبةــ عاد بعض أبناء المحافظة اليها، وجودوا منازلهم دمرت وممتلكاتهم نهبت، هذا الامر أثر عليهم بشكل كبير.

 

** آثار الحرب

 

وأضاف: تأثر المواطنون بشكل كبير بسبب حرب القاعدة حيث كان التأثير النفسي أكبر بكثير من التأثير المادي ومازالوا حتى اليوم يدفعوا قيمة فاتورة حرب القاعدة على أبين، ومازالوا يعانوا من الآثار النفسية، كون أغلب المواطنين عندما خرجوا من أبين مروا أمام الجثث التي كانت تملئ الشوارع. 

 

** صندوق اعمار أبين

 

وأشار المطري إلى أن بعد اخراج القاعدة من محافظة أبين، جرى تشكيل صندوق إعادة اعمار ابين، وتم نزول لجان إلى المناطق المتضررة من الحرب ــ كل لجنة تشكلت من مهندس مدني ورجل حقوقي، وأشخاص من منظمات المجتمع المدني العاملة في المنطقة نفسها وشيخ الحارة أو من ينوب عنه، ورجال من الأمن من المنطقة نفسهاــ وجرى تقييم المنازل المتضررة، ورفعت مبالغ التعويضات إلى الحكومة والتي أقرت بالمبالغ، الا أن ما تم دفعه للمتضررين يعادل 40% فقط. 

 

وقال المهندس عوض محمد للأسف في تلك الفترة ظهر هناك كثير من المدعين بأنهم أحق بالتعويض وجرت كثير من النازعات بين من يريد هو أن يكون على رأس صندوق الاعمار ومن يريد التعويض الحقيقي لنفسه ومن يريد ان يكون له نصيب وهو لا يستحق ونتيجة لذلك فقد تمت الازاحة برئاسة الصندوق، وتم تعيين رئيس جديد للصندوق خريج كلية الحقوق، بينما عمل الاعمار هو عمل مهندسين مدنيين، حيث انه أستمر لمدة شهرين ولم يداوم فيها الا لأسبوع فقط وقدم استقالته، ومن ثم تم تعيين شخص آخر أيضا ليس مهندس وبعدها توقف الصندوق عن العمل.

 

** ضياع مبالغ التعويض

 

وفي ختام المهندس عوض محمد عوض قال للأسف محافظ محافظة أبين لم يقم بالمطالبة بالمبالغ المحتسبة للمواطنين علمًا بأن المبالغ التي تم رصدها في السابق كانت كافية لإعادة الاعمار للمنازل المتضررة في ذلك الوقت، اما الان فهي لا تساوي حتى 20% من قيمة إعادة الاعمار للمنازل نتيجة ارتفاع أسعار مواد البناء وكذلك ارتفعت اجرة العمالة وغيرها من العوامل الأخرى.