شروط الأضحية في عيد الأضحى المبارك

عدن لنج/متابعات

يسعى المسلمون إلى التقرب إلى الله سبحانه وتعالى من خلال الأضحية التي تعد من السُنن الواردة عن رسول الله "صلى الله عليه وسلم".

وتُعرف الأضحية بما يتمّ ذبحه في عيد الأضحى من أنواع محددة من الحيوانات، وهي: الإبل، والبقر، والغنم، ويشمل ذلك الغنم الماعز، والخِراف.

 

شروط الأضحية من الغنم والماعز

أبرز شروط الأضحية من الغنم، أن تكون الغنم في سن مُعتبَرة، ويشمل الغنمُ الضأنَ والمَعز؛ فإن كانت من الضأن فيجب أن تكون جذعة؛ أي بلغت من العمر 6 أشهر فأكثر، وإن كانت من الماعز فيجب أن تكون ثنية؛ أي عمرها سنة أو أكثر.

كما أن من شروط الأضحية من الغنم، ألّا تكون مَعيبة فيُشترَط في الأضحية أن تكون خالية مِمّا يعيبها عَيبًا يُضرّ فيها؛ فيُقلّل من قيمتها، أو يُفسد لَحمها؛ لأنّ كلّ ما يُؤدّي إلى وجود إفساد في لحم الأضحية، أو جعله مكروهًا، يجعلها غير مقبولة، وينطبق ذلك أيضًا على ما يُقلّل من قيمتها بشكل واضح.

أما العيوب فإمّا أن تكون عيوبًا واضحة؛ وهي التي وردت بشكل صريح في النصوص الشرعية، وإمّا أن تكون مُلتحقة بالعيوب التي نصّ عليها الشرع؛ فإمّا أن تكون مساوية لها في مقدار العَيب، أو أن يكون العَيب من باب أولى من المنصوص عليه.

كما بيّن الإمام مالك أن التضحية بالشاة تكون عن المُضحّي وعن أهل بيته جميعًا، والأفضل ذَبح شاة عن كلّ فرد من أفراد العائلة للقادر، وتُجزئ الشاة الواحدة عن الواحد مع أهل بيته عند الحنابلة، وبيّن الشافعية أنّ الشاة الواحدة لا تُجزئ إلّا عن واحد، أمّا فيما يتعلّق بأهل البيت فيكونون قد نالوا أجر القيام بشعيرة من شعائر الله.

ويُشترَط في الأضحية أن تكون ممّا يملكه المُضحّي، أو أن يملك الإذن في ذَبحها شرعًا، أو يملك إذن صاحبها إن كانت ملكًا لغيره، فلا يملك الشخص أن يُضحّي بما ليس له؛ كأن يكون قد حصل عليها بالسرقة، أو الغصب، أو غيرها من الطرق غير المشروعة.

 

وقت الأضحية

يبدأ وقت الأضحية يوم العيد بعد صلاة عيد الأضحى، ويستمر وقتها إلى غروب شمس اليوم الرابع من أيّام العيد؛ أي ثالث أيام التشريق، وتجاوُز وقت ابتدائها أو وقت انتهائها يُبطل صحّتها.

شروط الأضحية من الإبل

أن تجزئ من الضأن الجذعة: والجذع من الضأن ما أتم 6 أشهر، ومن الماعز الثني: وهي ما أتم سنة قمرية ودخل في الثانية دخولًا بينًا كأن يمر عليها شهر بعد بلوغ السنة، ومن البقر الثني: وهي ما بلغ سنتين قمريتين، والجاموس نوع من البقر، ومن الإبل -الجمال- الثَّنِي: وهو ما كان ابن خمس سنين.

وبحسب الشريعة الإسلامية، يشترط في الإبل أن تكمل الخمس سنوات فصاعدًا، والأبقار فيشترط أن تكمل سنتين فصاعدًا، أما الماعز فيجب أن تكمل سنة واحدة وتدخل في الثانية، وفي الضأن أن تتم 6 أشهر وأن تدخل في الشهر السابع.

شروط الأضحية من البقر

أن تكون قد بلغت سنتين والسبب في ذلك هو ضمان أن تكون الأضحية ناضجةً كثيرة اللحم، فإن وُجِدَ منها ما لم يبلغ السنتين وكان كثير اللحم وبلغ وزنه حوالي 350 كجم، فلا مانع حينئذٍ من التضحية به؛ لأن العلة هي وفرة اللحم وقد توفرت بالفعل.

وفيما يتعلق بالعدد الذي تجزئ عنه الأضحية، فالشاة تجزئ عن واحد، والبدنة الجمل أو الناقة والبقرة أو الجاموس تجزئ كل منها عن سبعة.

شروط الأضحية للسيدات

لا تختلف المرأة عن الرجل في شروط الأضحية، لكن يجب أن تستوفي المرأة كل الشروط التالية ليحتسب أجرها عند الله:

يُشترط في الأضحية أن تكون ملكًا للمرأة التي تريد أن تضحي، ولا تقبل إذا كانت مسروقة أو مغصوبة أو تم شراؤها بمال حرام أو بعقد فاسد.

كما يجب أن تكون الأضحية من البقر أو الغنم أو الإبل حتى تكون صحيحة، وتكون بلغت السن المعتبرة؛ وهي 5 سنوات للإبل وسنتان للبقر، وسنة للمعز و6 أشهر للضأن.

شروط الأضحية عند المالكية

لا يجوز المشاركة في الأضحية من حيث الثمن في مذهب الإمام مالك؛ لأن التقرب هو الذبح وإراقة الدم وذلك لا يتجزأ.

ويجوز التشريك في الأضحية في الأجر والثواب، وليس المشاركة في الثمن، ولا بد أن يكون من أشركهم ساكنين معه بدار واحدة، أو قرابته كالولد والأخوة وأبناء العم.

وروى الإمام مالك عن ابن عمر قال: "الأضحى يومان بعد يوم الأضحى"، فيما قال القاضي عبد الوهاب: "أيام الأضحى يوم النحر ويومان بعده ولا يضحي في اليوم الرابع"، ويكون الذبح في النهار لا في الليل