صراخ إخواني باسم حضرموت مع تزايد الضغط لاخراج العسكرية الأولى

عدن لنج/متابعات
 
 
مع تزايد الضغط الشعبي في وادي حضرموت لإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى وإحلال قوات النخبة بدلاً عنها، تتزايد تحركات جماعة الإخوان لمواجهة ذلك بخيارات متعددة حتى وإن بدت متناقضة بشكل واضح.
أحد هذه الخيارات هو محاولة إثارة مشاعر أبناء المحافظة بتبني مشروع "دولة حضرموت" كورقة رابحة تراها الجماعة لخلط الأوراق، رغم ما يعنيه ذلك من تبن لخيار "انفصالي" يفضح كل مزايداتها تحت لافتة "الوحدة" خلال الفترة الماضية بوجه مشروع المجلس الانتقالي لاستعادة الدولة الجنوبية.
هذا التناقض يكشف حقيقة أن ما يرفعه الإخوان في خطابهم من مزايدات تحت لافتات الوحدة أو الانفصال، ما هي إلا وسائل تستخدمها الجماعة في سبيل الحفاظ على مصالحها ونفوذها على الأرض في اليمن، ومنها حضرموت.
حيث ترى الجماعة بأن تنفيذ مطالب أبناء حضرموت بإخراج قوات المنطقة العسكرية الأولى وبسط سيطرة قوات النخبة الحضرمية على كامل مساحة المحافظة، يعني انتهاءً لنفوذها لحساب المجلس الانتقالي الذي يتبنى هذه المطالب.
ويمكن ملاحظة هذا المشهد بشكل واضح من خلال الحوار الذي أجرته قناة "المهرية" هذا الأسبوع مع أبرز قيادات الإخوان في حضرموت صلاح باتيس، والذي تحول مؤخراً إلى أشد المتحمسين لفكرة "دولة حضرموت".
تفاصيل الحوار فضح التناقض العجيب لمحاولات جماعة الإخوان التوفيق بين المزايدة باسم "الوحدة" بالنسبة لليمن وفي ذات الوقت تبني خيار "الانفصال" بالنسبة لحضرموت، رغم محاولة الرجل الترويج أن ما يطرحه لا يمثل حزبه "الإصلاح" (الذراع المحلي لإخوان اليمن)، بل إنه تأييد لمطالب ترفعها القبائل في المحافظة. 
فالرجل كرر خلال الحوار أكثر من مرة التأكيد على أن "حضرموت جزء من اليمن الكبير" وعلى أن "حضرموت قوية بكل أبناء اليمن"، والتشديد أيضا على "وحدوية" أبناء حضرموت وأنهم "ليسوا مهددين حقيقيين للوحدة"، حد زعمه.
ويختفي هذا الخطاب الوحدوي لباتيس عند الحديث عن المجلس الانتقالي وعن مشروع استعادة الدولة الجنوبية، ليصرخ قائلاً: إذا انفصل الجنوب وصارت دولتين فنحن دولة واحدة، بل ويتوعد بالقتال ضد المجلس الانتقالي "إذا حاول ضم حضرموت إلى الجنوب"، مضيفاً: "سنقاتل حتى ننتصر وسيقاتل معنا أبناء اليمن".
يكشف حديث الرجل حقيقة توجه الإخوان حالياً لرفع لافتة "دولة حضرموت" كورقة مواجهة فقط ضد المجلس الانتقالي، فلا يمانع الرجل وجماعته في أن تبقى حضرموت تابعة لدولة الحوثي في "صنعاء"، مقابل أن لا تعود إقليماً ضمن دولة جنوبية عاصمتها "عدن".