تحالف القاعدة والحوثي .. أخطر التحديات الماثلة أمام التحالف الدولي لمكافحة الإرهاب

عدن لنج/درع الجنوب

في ديسمبر/كانون الأول 2014م اختطفت عناصر تنظيم القاعدة الصحفي لوك سومرز من وسط العاصمة اليمنية صنعاء ، فيما بعد حاولت القوات الخاصة تحريره من قبضة القاعدة لكنه لقي حتفه ، كثير من عمليات تحرير المختطفين من يد تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن فشلت ، وهناك بعض المختطفين جرى تحريرهم مقابل دفع جزية ، حالة واحدة نجحت وبسهولة وفي عهد المليشيات الحوثية كان ذلك في مارس/آذار 2015، عندما أعلنت إيران أن القوات الخاصة نجحت في تحرير نور أحمد نيكبخت، وهو دبلوماسي إيراني، قيل إن تنظيم القاعدة في اليمن اختطفه واحتُجز منذ عام 2012م .

 

 

 

و كشف الدبلوماسي الإيراني ”نيكبخت“ تقارير نقلاً عن مصادر مقربة من تنظيم القاعدة ان اطلاق سراحه جرت في صفقة بين الحوثيين والقاعدة ، حرر بموجبها التنظيم من عناصره وقياداته البارزة التي كانت في سجون صنعاء ، وبحسب تقارير ، افرجت المليشيات الحوثية من عام 2016 وحتى 2022 ، على 400 عنصراً من تنظيم القاعدة بينهم قيادات بارزة كانوا يقبعون في سجون الأمن القومي والسياسي بصنعاء على ذمة قضايا إرهابية.

 

 

 

الخطورة في الأمر؛ ان العلاقة بين المليشيات الحوثية وتنظيم القاعدة، قد تجاوزت حرية عناصر التنظيم في التحرك وتنظيم صفوفهم في المناطق التي تسيطر عليها المليشيات، وكذا تحرير من كانوا في السجون على ذمة تورطهم بجرائم إرهابية، الى التعاون الأمني والإستخباراتي ، حيث استغلت المليشيات الحوثية، كافة المعلومات السرية في جهازي الأمن السياسي والقومي ، منها التي تحصلت عليها حكومات صنعاء من جهات استخباراتية عالمية مع تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، وليس من المستبعد ان تكون تلك المعلومات السرية قد خرجت من نطاق تعاون الأستغلال الأمني والإستخباراتي الحوثي والقاعدة في اليمن الى فروع التنظيم الأخرى .

 

 

 

كما ان مخاطر هذه العلاقة التي تتعدى البعد الوطني الجنوبي قد أثرت سلباً في الحرب الدولية على الإرهاب من خلال كشف جانباً من اسرارها التي زودت بها حكومات صنعاء في فترات سابقة ، بالإضافة الى اطلاق سراح عناصر إرهابية نوعية في خطورتها والتي كان إلقاء القبض عليها ضربة موجعة لتنظيم القاعدة ، كإطلاق سراح خبير المتفجرات بتنظيم القاعدة الإرهابي ”محمد عائض الحرازي“ في عام 2016م بصورة مفاجئة وفي إطار صفقة ، قبل ان يلقى حتفه بغارة امريكية في محافظة البيضاء التي تخضع لسيطرة مليشيات الحوثي ، ويبدو ان محافظة البيضاء التي باتت اشبه بمدينة الرقة السورية قد اختيرت لتكون غرفة العمليات المتقدمة للحوثي والقاعدة في الحرب الإرهابية على الجنوب، ومعسكر كبير لتجميع العناصر الإرهابية من القاعدة وداعش عقب طردها من محافظتي شبوة وابين الجنوبيتين في عمليتي ”سهام الشرق“ و ”سهام الجنوب“ اللتين نفذتها القوات المسلحة الجنوبية مؤخراً.

 

 

 

في سياق تتبع إثر اطلاق المليشيات الحوثية سراح العناصر الخطرة من تنظيمي القاعدة وداعش ، كشفت المعلومات الإستخباراتية من مسرح العمليات التي شنتها القوات المسلحة الجنوبية ضد الإرهاب ، ان المتفجرات التي تستخدمها العناصر الإرهابية منذ اطلاق الإرهابي” الحرازي ” وحتى اليوم، تتسم بخصائص المتفجرات والعبوات الناسفة التي تستخدمها المليشيات الحوثية ، ما يؤكد ان ” الحرازي “ وقبل ان يلقى حتفه ،قد خضع مع عدد من عناصر تنظيم القاعدة للتدريب في الورش الحوثية التي يديرها خبراء إيرانيين بصنعاء .

 

 

 

وفي المجمل ، حالت إنجازات وإنتصارات القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب ، دون إستفادة تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين من تحالفهما مع الحوثي، ولا نكون مبالغين ان قلنا ؛ إن الإنتصارات والإنجازات التي حققتها القوات المسلحة الجنوبية في مكافحة الإرهاب وبدعم من دول التحالف العربي وخاصة دولة الإمارات العربية المتحدة، قد اضافت إنجازات ومكاسب للحرب الدولية على الإرهاب، في وقت راهنت فيه القوى اليمنية المتطرفة على تحقيق ما عملت واشتغلت عليه طيلة عقدين، وهو إلصاق هوية الإرهاب على الجنوب لضمان العودة لإحتلاله وقمع ثورة شعبه بسلاح الإرهاب ذاته .

 

 

 

هذه الحقيقة التي لا ينكرها سوى جاحد، تستحث الأطراف الدولية والإقليمية ايضاً، التي تعنى بمكافحة الإرهاب وتتصدر طليعة هذه الحرب الكونية، الإطلاع بدورها في دعم القوات المسلحة الجنوبية في كافة الجوانب اللوجستية والإستخباراتية بما يضاعف من قدراتها وكفاءتها ومواصلة وتيرة الإنجازات والإنتصارات التي ودون شك ، يحصد ثمارها أمن واستقرار وطننا الجنوب والمنطقة والعالم في الحاضر والمستقبل.