مؤسسة العون للتنمية تدشن فعالية منتدى تضامن للتنمية 2024
دُشن صباح اليوم بمدينة المكلا، فعالية منتدى تضامن للتنمية 2024، الذي تنظمه مؤسسة العون للتنمية...
كشفت تقارير سياسية محلية في اليمن عن وقوف جماعة الإخوان المسلمين، وذراعها حزب الإصلاح، خلف إنشاء العديد من التحالفات والأطر القبلية والسياسية في جنوب اليمن، في محاولة إخوانية مكشوفة لاستنساخ تجربة مجلس حضرموت الوطني، بهدف الهيمنة على المكونات المحلية، وتحويلها إلى مجرد غطاء سياسي؛ لمواجهة المجلس الانتقالي الجنوبي، وتفكيك كل المؤسسات لصالح تكريس التمكين الإخواني.
يُذكر أنّه جرى الإعلان عن المجلس الوطني الحضرمي بعد أسابيع من المشاورات التي عقدت في العاصمة السعودية الرياض، ورغم أنّه لا أحد يعرف إلى الآن طبيعة الدور الذي سيؤديه هذا المجلس، لكنّ رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي أشار خلال زيارة له إلى حضرموت إلى أنّ هناك قراراً بإنشاء إدارة ذاتية في المحافظة، وإذا نجحت التجربة، فسيجري تعميمها في باقي المحافظات المحررة في الجنوب.
هيمنة إخوانية
الخبير والمحلل العسكري العميد خالد النسي قال: إنّ مجلس حضرموت الوطني تابع للإخوان المسلمين، وإنّه امتداد لشرعية هادي التي سيطر عليها الإخوان، وفشلوا في السيطرة على الجنوب من خلالها. وأضاف في تصريحات صحفية: "اليوم يأتون بتشكيل جديد ليستمر فسادهم وإرهابهم من خلاله". وتابع: "هذه التشكيلات أصبحت واجهه لأطماع الأخرين، على حساب أبناء حضرموت الذين يعانون من البطالة والفقر والجوع والإرهاب".
وفي تغريدة له، أوضح العميد النسي أنّ الحوثيين والإخوان يدعمون مجلس حضرموت الوطني، وأنّهم سعداء به أكثر من أبناء حضرموت. وأضاف: هذا يعني أنّ هذا المجلس سيكون البديل لقواتهم في وادي حضرموت، وسيرعى مصالحهم التي سيطروا عليها بعد احتلال الجنوب في 1994، وسيبقى الوادي تحت سيطرتهم وسيطرة من يدعمهم، وسيبقى أيضاً منطقة للإرهاب والتهريب والفوضى والقتل".
من جهتها، أشارت صحيفة "العرب" اللندنية، في تقرير لها ، إلى قيام قيادة الإخوان بتوجيه الكوادر التابعة لهم في المحافظات الجنوبية، بالوقوف مع المكونات التي يزمع الإعلان عنها تباعاً، في شبوة وأبين وعدن والمهرة، والانضمام إليها ودعمها إعلامياً.
واتهم ما يطلق على نفسه "حلف أبناء وقبائل شبوة" السلطة المحلية في محافظة شبوة بمنع إقامة حفل لإعلان المكون، وقال في بيان صحفي: إنّه يأسف "لمنع إقامة فعالية الإشهار، التي كان من المقرر إقامتها في قاعة الفخامة بمدينة عتق"، وذكر البيان أنّه "قرر نقل مكان الإشهار إلى مقر آخر سيعلن عنه لاحقاً".
رفض شعبي واسع
تحدث رئيس فرع المجلس الانتقالي الجنوبي سعيد المحمدي أمام آلاف المتظاهرين الرافضين لمجلس حضرموت، والمجالس الشبيهة، التي تدعم وتكرس للهيمنة الإخوانية، وندّد المحمدي بـ "مؤامرات تفريخ المكونات، ودغدغة عواطف البسطاء بالإدارة الذاتية"، معبراً عن رفض المجلس لكل هذه الخطط، قائلاً: إنّها "مؤامرات تفكيك قوات النخبة، وتمزيق النسيج الحضرمي، وإعادة تمكين أدوات حلفاء اجتياح الجنوب، من مفاصل السلطة المحلية في المحافظة".
وحذّر المحمدي من إعلان المجلس الحضرمي، مؤكداً أنّ هذه الخطوة "تهدف إلى سلخ حضرموت عن محيطها الجنوبي، وتفكيك مؤتمر حضرموت الجامع الذي اتفق عليه أبناء المحافظة عامة، وخلخلة وحدة الصف الحضرمي، لكي يتسنى لهم ابتلاع حضرموت، وضمها إلى دويلتهم البديلة عن دولتهم التي تركوها للحوثي".
من جهته، عقد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن عيدروس الزبيدي اجتماعاً موسعاً لقيادات القوات التابعة للمجلس، ولفت إلى أنّ قواته "ستقوم بواجبها لحماية حضرموت من الإرهاب الذي يستهدفها في الوقت المناسب".
الزبيدي، الذي يشغل أيضاً منصب نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أكد أنّ "حماية شعب الجنوب مسؤولية القوات المسلحة والأجهزة الأمنية الجنوبية والمقاومة الجنوبية، وأنّها ستقوم بواجبها من أجل حماية حضرموت".
بالتزامن مع ذلك، أعلنت لجنة تنفيذ مخرجات لقاء حضرموت العام (حرو) التابعة للانتقالي عن برنامج شعبي، يتضمن تنظيم وقفات شعبية في جميع المديريات، وقد تسلّم مديرو المديريات مذكرات بالمطالب العامة لإرسالها إلى السلطة المحلية، وأعلنت الحركات الشعبية في الجنوب عن التصعيد الميداني في كل المديريات.
مؤشرات التصعيد
مواقع إعلامية يمنية قالت: إنّ قائد اللواء الأول، حماية رئاسية، في المكلا العميد سالم القرزي، رفض دخول قوة شمالية جديدة أرسلها رئيس المجلس الرئاسي؛ للانضمام إلى قوام كتيبة الحماية في القصر الجمهوري بالمكلا.
وبحسب صحيفة "العرب"، شهدت حضرموت أنشطة علنية غير مسبوقة لفرع التجمع اليمني للإصلاح في كافة مدن حضرموت؛ في محاولة لاستغلال الوضع القائم وتعزيز الحضور السياسي والإعلامي. وقال الباحث والصحفي اليمني سعيد بكران في تصريحات لـ "العرب": إنّ القوة التي تضم قرابة (500) فرد تمّ إرسالها من مأرب إلى المكلا لاستلام حماية القصر الجمهوري بدلاً من قوات النخبة الحضرمية التي تؤمّن القصر منذ تحرير المكلا من تنظيم القاعدة.
واعتبر بكران أنّ مثل هذه الخطوة الاستفزازية قد تسهم في زيادة توتير الأوضاع في محافظة حضرموت، التي يطالب سكانها بإحلال قوات النخبة بدلاً من القوات الشمالية في سيئون، في حين يتم تحريك قوات شمالية للمكلا. وأضاف الباحث اليمني، نقلاً عن "العرب": "أعتقد أنّنا أمام حالة مناكفة ورسائل متبادلة بين الانتقالي والعليمي، لكنّ الخطير أنّ المسار الذي يتحرك به رئيس المجلس الرئاسي للردّ على الانتقالي يضرب الاستقرار في المكلا، وينذر بعودة الفوضى، ويشكل انتصاراً لتنظيم القاعدة الذي يتربص بحضرموت، ويعتبر قوات النخبة عدوه الأول".
وحول الدعوات إلى استئناف الاحتجاجات في حضرموت، قال بكران: إنّ "الانتقالي يمتلك قاعدة شعبية كبيرة، وأيّ دعوة تصدر منه، أو من المكونات الموالية له؛ ستنجح في إيصال رسالتها".
جدير بالذكر أنّ الائتلافات الجنوبية المدعومة إخوانياً، أو من جهات أخرى، فشلت تماماً في سحب البساط من المجلس الانتقالي الجنوبي، بما في ذلك: مؤتمر شعب الجنوب الذي يقوده محمد علي أحمد؛ والمؤتمر الشعبي الجنوبي الذي يقوده أحمد الميسري، والائتلاف الوطني الجنوبي الذي يقوده أحمد العيسي، وغيرها؛ بسبب عدم وجود حاضنة اجتماعية واسعة، كتلك التي يتمتع بها الانتقالي الجنوبي.