عدن لنج/ خاص
مع حجم الغضب الذي أثير في أعقاب واقعة اغتيال مسؤول برنامج الغذاء العالمي في محافظة تعز مؤيد حميدي، فإنّ تنظيم الإخوان الإرهابي تعامل باستراتيجية خبيثة يستهدف من خلالها إنقاذ نفوذه وحضوره في المحافظة.
المسؤول الأممي كان قد اغتيل بعدما أطلق عليه الرصاص من قِبل عنصر ملثم أمام أحد المطاعم في مدينة التربة الخاضعة لسيطرة المليشيات الإخوانية الإرهابية.
واقعة الاغتيال فجرت حالة واسعة من الغضب ضد المليشيات الإخوانية الإرهابية، مع مطالب واسعة لتقويض نفوذ مليشيا حزب الإصلاح، بعدما ثبت للقاصي والداني أن المليشيات تستخدم هذه الذراع المسلحة في تنفيذ بنود أجندتها الخبيثة والمشبوهة.
تيقن تنظيم الإخوان لحجم الخطر الذي يُحاك ضد أراضيه ونفوذه ومستقبل سيطرته ومن ثم باتت أجندته المشبوهة قيد التهديد، وهو ما دعا التنظيم للتعامل بخبث عبر محاولة غسل سمعته من حالة التلطيخ التي واجهته.
المليشيات الإخوانية بادرت في أعقاب جريمة الاغتيال في تعز، لإظهار نفسها تتحرك لبسط السيطرة الأمنية، وللإدعاء بأنها تتحكم في مفاصل الأمور، وروجت كتائبها الإعلامية والإلكترونية وأبواقها السياسية أنّها قادرة على فرض الأمن وتغليب سلطة القانون.
انحناء المليشيات الإخوانية أمام العاصفة جاء بعدما وجدت المليشيات نفسها قيد ضغوط وتهديدات واسعة النطاق، وتحديدا فيما يخص سيطرتها ونفوذها في محافظة تعز، وذلك بعد توالي المطالب بتفكيك نفوذ عصابات الإخوان في تعز.
ولا تريد المليشيات الإخوانية تهديد مناصب قيادات الصف الأول في محافظة تعز، ممن يديرون ويتحكمون في المؤسسة الأمنية بتعز، باعتبار أن استمرار هذه القيادات أصبح على المحك بشكل كبير.
وعلى ما يبدو، لم تتوقع المليشيات الإخوانية الإرهابية، ردة الفعل التي أثيرت في أعقاب اغتيال المسؤول الأممي، وكانت تنتظر أن الجريمة التي تفوح منها رائحة تورطها فيها، ستمر كما مرّت عمليات مماثلة، لم تنل من نفوذ المليشيات.
إلا أنّ حجم الغضب الدولي والإقليمي إزاء الجريمة دفع المليشيات الإخوانية للانحناء أمام هذه الجريمة، ومحاولة الظهور بمظهر من يتخذ إجراءات أمنية لمنع تكرارها، إلا أن هذا الأمر يبدو مستحيلا باعتبار أن حزب الإصلاح يعتمد في بقائه على صناعة هذه الفوضى.