عدن لنج/نيوزيمن-عبدالله البحري
منذ أكثر من شهر، يواصل المعلمون والمعلمات في المدارس الحكومية بمحافظة أبين، جنوب البلاد، إضراباً مفتوحاً، وسط تصاعد الاحتجاجات والوقفات المنددة باستمرار تجاهل الحكومة للإضراب وتعمد المماطلة في الاستجابة لمطالبهم المشروعة.
"لم يعد راتب المعلم يغطي أدنى الاحتياجات المعيشية"، بهكذا عبارة يقول أحد المعلمين المضربين في مدرسة حكومية بمنطقة الكود بضواحي زنجبار لموقع "نيوزيمن". مشيرا إلى أن هناك تجاهلا متعمدا من قبل الحكومة للإضراب والمستحقات المالية للمعلمين التي أقرت في اجتماعات سابقة مع الحكومة من أجل تحسين وضع المعلم الذي يواجه أوضاعا معيشية متدهورة بسبب انهيار العملة وارتفاع المواد الغذائية.
ويؤكد المعلمون المحتجون أن تعليق الدراسة مستمر حتى التزام الحكومة بتحقيق المطالب التي يرفعونها وفي مقدمتها انتظام صرف المرتبات شهرياً، وإطلاق هيكل الأجور والعلاوات السنوية والتسويات وتسوية أوضاع معلمي 2011م وصرفها. داعين الحكومة إلى احترام المعلم وحفظ كرامته وصرف حقوقه حتى يتمكن من العطاء والقيام بواجبه وتأدية رسالته التربوية والعلمية.
وندّد المعلمون بصمت الرئاسة والحكومة، تجاه ظروف المعلمين وتدهور العملية التعليمية في ظل التجاهل غير المبرر له لما آلت إليه أوضاع المعلم والتعليم في عموم البلاد. مشيرين إلى أن قرار الإضراب وتعليق الدراسة وتوقف الأبناء عن التعليم ليس سهلا عليهم، ولكن المعلم حقيقة لم يعد باستطاعته أن يقدم أي عطاء في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة التي يمر بها والتي أثقلت كاهله وأرهقت تفكيره.
وأكدوا بأن المعلمين يكنون كل الحب والاحترام لأولياء الأمور ويتأسفون للظروف القاهرة التي أجبرتهم على الإضراب بسبب عدم المبالاة من الحكومة التي تماطل في صرف حقوق المعلمين. داعين أولياء الأمور لمساندة المعلمين والوقوف معهم للضغط على الحكومة والمطالبة بحقوق المعلم واحترام قيمته ومكانته، وصرف حقوقه وتسوياته.
ويؤكد الأمين العام لنقابة المعلمين والتربويين الجنوبيين في محافظة أبين الأستاذ، سلمان العقد، في تصريح لـ"نيوزيمن": "نحن أولاً مع حقوق المعلمين، ومع أي خيار يتخذونه لانتزاع حقوقهم".
وأضاف: "وضع المعلمين صار بائسا مع استمرار تجاهل الحكومة وعدم تجاوبها للنداءات والمناشدات التي ترفع مراراً وتكراراً من أجل تحسين أوضاع المعلمين في ظل الغلاء الفاحش والتدهور المعيشي وانهيار العملة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وغيرها". موضحا أن عدم انتظام الرواتب أوصل المعلمين والمعلمات إلى حالة من الإحباط والسخط والتذمر وهذا من حقهم، فهم بناة الأوطان وحملة المشاعل واليوم يتم تركهم في العراء لتنهشهم الحاجة. موضحا أن ما يحدث للمعلمين في الوقت الحاضر جريمة بحقهم.
وقال العقد في حديثه لـ"نيوزيمن": للأسف الشديد دور النقابات ومعها اتحاد العمال لا يرقى إلى طموح المعلمين لمجابهة هكذا أوضاع، كذلك أن عدم توحد المعلمين ساهم في خلق حالة من التململ بين أوساطهم، لذا نأمل توحد كافة الجهود وعمل فعل ثوري يؤدي إلى انتزاع الحقوق ودحر الفساد والمفسدين وتنقية الإدارات والوزارات منها في قادم الأيام.