«مشاورات الكويت» ..جدية الحكومة الشرعية تواجهها مراوغات الانقلابيين وعدم جديتهم

عدن لنج - صحف :

بعد أكثر من ستين يوماً من بدء المفاوضات اليمنية بين الحكومة الشرعية والانقلابيين في دولة الكويت الشقيقة، لم تظهر أي بارقة أمل تشير إلى ابتعاد الحوثيين والمخلوع صالح عن المراوغة، وكسب الوقت وإظهار الرغبة الحقيقية من أجل إنهاء الحرب التي تسببوا فيها، وأغرقت اليمن في الصراع الدموي الذي تشهده البلاد.

وبدا واضحاً من تصريحات رئيس الوفد الحكومي اليمني نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية عبد الملك المخلافي وجود حالة من الإحباط الشديد لمواقف المتمردين وتلويحه بالانسحاب من مشاورات الكويت في حال عدم تعديل متمردي الحوثي والمخلوع صالح موقفهم.

منح المخلافي المتمردين أسبوعاً آخر لإنجاح المفاوضات، ولم يكن هذا هو موقف الحكومة الشرعية فقط، بل كان أيضاً موقف سفراء الدول المعنية بالمشاورات والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ احمد الذين ألمحوا إلى أنهم أيضاً سيغادرون الكويت بسبب مواقف الحوثيين وصالح، خاصة وأن المفاوضات تدور في حلقة مفرغة وبدا واضحاً أنها وصلت إلى طريق مسدود، خاصة وأن الحوثيين يتفاوضون فقط من أجل إضاعة الوقت ولا يلتزمون بالمرجعيات.
وحتى نهاية الأسبوع الماضي طرح الوفد الحكومي اليمني الشروط والمعايير المهنية التي يجب توافرها في أعضاء اللجنة العسكرية والأمنية التي ستتولى تأمين صنعاء خلال انسحاب المليشيات منها، بالإضافة إلى الانسحاب من المدن وعملية تسليم وتسلم السلاح الثقيل والمتوسط من المليشيات الانقلابية وفق قرار مجلس الأمن 2216، وأن يتم تشكيل هذه اللجنة بقرار جمهوري من الرئيس عبدربه منصور هادي بصفته الرئيس الشرعي للبلاد، غير أن وفد مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية لا يزال يتهرب من الخوض في الإجراءات العملية لإنهاء الانقلاب وتحقيق السلام من خلال طرحه موضوع المناصفة في تشكيل اللجنة العسكرية والأمنية.

يأتي ذلك فيما تواصلت المعارك بين قوات الشرعية والمتمردين الحوثيين في العديد من المناطق. واندلعت مواجهات مسلحة في تعز، بعد أن حاول الحوثيون وقوات صالح التقدم باتجاه مواقع قوات الشرعية في منطقة الضباب غرب المدينة جنوب غرب اليمن، كما اشتد القتال بين الطرفين في شارع الأربعين شمالي المدينة، حيث كثف المتمردون الحوثيون قصف الأحياء السكنية بشكل عشوائي، ما أسفر عن مقتل مدنيين، بينهم أطفال.

كما تواصلت المواجهات المسلحة بين المقاومة وميليشيات الحوثي وصالح في مناطق عديدة ببلدات الحزم وحبيش والقفر بمحافظة إب وسط البلاد.

وقصفت الميليشيات الانقلابية بمختلف الأسلحة قرى الشعاور والأهموم مخلفة أضراراً مادية مختلفة، فيما تقدم مقاتلو المقاومة الشعبية في عدة مناطق، وسط اشتباكات هي الأعنف مع الحوثيين، وخلفت قتلى وجرحى منهم.

كما نجحت قوات الشرعية في طرد ميليشيا الحوثي وصالح من مناطق العقبة وعسامة والمصوالة، والسيطرة على هذه المناطق التي كانت تخضع لهيمنة المتمردين.
وتواصلت المعارك العنيفة بين القوات الموالية للحكومة الشرعية والميليشيات الحوثية وقوات صالح في بلدتي المتون والمصلوب بمحافظة الجوف شمال شرق البلاد.

كما استمرت الاشتباكات والقصف المدفعي المتبادل بين الطرفين في بلدة صرواح غرب محافظة مأرب، وفي بلدة نهم شمال شرق صنعاء، وفي عسيلان شمال غرب محافظة شبوة الجنوبية. واندلعت معارك شرسة بين قوات الشرعية اليمنية ومتمردي الحوثي والمخلوع صالح في مناطق عدة من محافظة الضالع جنوب غرب اليمن. وتركزت المعارك في مناطق التهامي ويعيس شمال مديرية مريس، أسفرت عن مقتل وجرح عدد كبير من المتمردين، وسيطرة القوات الشرعية على عدد كبير من الأسلحة المتنوعة.

ودارت المواجهات، عقب هجوم واسع شنه المتمردون على مواقع المقاومة في الضالع، لكن قوات الشرعية تمكنت من صد الهجوم، ودمرت عتاداً للمتمردين أسفر عن مقتل وجرح العديد من المتمردين.

تأمين عدن

تواصل قوات الشرعية عملياتها من أجل تأمين عدن، وبقية المحافظات المحررة، حيث نجحت أجهزة الأمن في عدن من ضبط خلية إرهابية لـ«القاعدة» متورطة بعمليات الاغتيال التي وقعت في المدينة مؤخراً. وتم اعتقال 3 عناصر من التنظيم أثناء دهم لأحد الأوكار التي كانوا يختبئون فيها في مديرية المنصورة». ومن بين المعتقلين قيادي خطير مسؤول عن تجنيد الشباب، وتجري التحقيقات معهم، حيث تم العثور أثناء الدهم على منشورات وتسجيلات خاصة بالتنظيمات الإرهابية كان المعتقلون يروجون لها في أوساط المجتمع.

كما نجحت قوات الحزام الأمني في المدخل الشرقي للمدينة من ضبط شاحنة محملة كميات كبيرة من الألعاب النارية والمفرقعات شديدة الانفجار التي كانت عناصر تحاول إدخالها إلى عدن.

وتم إفراغ حمولة الشاحنة وإتلافها مباشرة، حيث عثر بين تلك المفرقعات النارية على قنابل صوتية شديدة الانفجار. وأصدرت السلطات اليمنية الشرعية على الفور تعميما يقضي بضبط أي سيارات تحمل ألعاباً نارية أو مفرقعات لما يسببه استخدامها داخل الأحياء السكنية من أضرار للمواطنين وإزعاج وإقلاق لسكينتهم.

في الوقت نفسه، سلم عنصر من تنظيم «القاعدة» في اليمن، نفسه للسلطات الأمنية في مدينة عدن جنوب البلاد، في ظل استمرار العمليات الأمنية الرامية لتأمين المدينة من التنظيمات الإرهابية وفرض الأمن والاستقرار بشكل كامل.

وقام أحد العناصر المطلوبة أمنياً بقضايا الإرهاب بتسليم نفسه للسلطات الأمنية، فيما طالبت السلطات في عدن بقية العناصر الأخرى تسليم أنفسهم وأنهم سيلاقون معاملة إنسانية، محذرة من أن القوات الأمنية ستضرب بيد من حديد كل من تسول له نفسه إحداث فوضى في عدن.

أفكار «الإخوان» يطبقها الحوثيون

يسعى الانقلابيون وبكل الأشكال والوسائل العمل على السيطرة على أجهزة الدولة خاصة الجيش والشرطة والمخابرات مستعينين في ذلك بالمخططات التي كان يضعها «الإخوان» في الدول التي حاولوا السيطرة عليها. وبدا ذلك واضحاً مما أعلنه رئيس الجانب الحكومي في لجنة التنسيق والتهدئة العسكرية العقيد عسكر زعيل الذي أوضح أن هناك مخططا حوثياً لإحلال 180 ألف عنصر في الجماعة في مؤسستي القوات المسلحة وجهازي الأمن السياسي والقومي (المخابرات)، والوزارات المدنية. ويتضمن المخطط ضم 120 ألف جندي في القوات المسلحة، و60 ألفا في الداخلية، وترقية ثلاثة آلاف ضابط.