يمارسها العرب كل جمعة برمضان.. لعبة “المحيبس” تراث بغدادي نقله العراقيون إلى كندا

عدن لنج - هافينغتون بوست عربي

 

تعد لعبة المحيبس من الألعاب العراقية الشعبية، وخاصة في العاصمة بغداد التي تنتشر في شهر رمضان بين مختلف المناطق في بغداد وعلى شكل فرق، كل فريق يمثل منطقة سكنية، وعادة تقام بين الرجال فقط.

العراقيون الذين يعيشون بمدينة ميسيساغا في مقاطعة اونتاريو بكندا نقلوا هذه اللعبة معهم وصارت تلعب بين الرجال والنساء.

قوانين اللعبة تقوم على أن يجتمع فريقان، في مواجهة بعضهما، ويخفي شخص حلقة معدنية “محيبس”، في إحدى يديه، ويكون عضواً بالفريق المنافس مطالباً بمعرفة في يد مَن تخبأ الحلقة من بين جميع أعضاء الفريق الآخر؟

ويكون الفريق الفائز مؤهلاً للمرحلة المقبلة والتنافس في نهائيات اللعبة.

بطولة المحيبس

من أجل ذلك أقامت جمعية “بلاد ما بين النهرين”، في كندا بطولة المحيبس كل جمعة خلال رمضان، داخل نادي شهريار العربي بالمدينة، ويقدم للفريق الفائز البقلاوة والزلابية، ويتم تقاسمها فيما بعد بين الأعضاء الفائزين.

“هافينغتون بوست عربي” حاورت السيد محمد زهير حمودي رئيس الجمعية الذي قال إن اللعبة تمثل جزءاً مهما من التراث البغدادي لشهر رمضان، أردنا أن نحي تراثنا في كندا.
نهدف إلى جمع الجالية العراقية والعربية.

يقول السيد حمودي، أردنا أن نجمع الجاليتين العربية والعراقية ونزيل الحواجز الطائفية والمذهبية، فشاركنا في التجمع إخوة عرب وعراقيون من مختلف المذاهب وكذلك الديانات.

المشاركة النسائية تتفوق


ويضيف حمودي “نظمنا يوماً للرجال فحضر 40 شخصاً فقط، بسبب انشغالهم، وفي اليوم المخصص للسيدات حضرت 130 سيدة، أما آخر لقاء فكان مشتركاً وحضر حوالي 180 شخصاً”.

الهدف كما يقول مدير الجمعية هو إدخال الفرحة على قلوب العراقيين، ويوقل “لقد ألمَّ بالعراقيين الكثير من الويلات والمصائب، ونريد لمن هو موجود في كندا أن ينسى آلامه وهمومه من خلال مشاركته لأنشطتنا”.

تراث عراقي أصيل نسعى لإحيائه


يقول الجبوري، أحد المشاركين باللعبة ورئيس إحدى الفرق، كنت أمارس هذه اللعبة في بغداد وعندما علمت بتنظيمها في كندا، بادرت إلى المشاركة لأنها تعكس تراثنا العراقي الأصيل ونسعى إلى إحيائه في كندا، وإقامة مثل هذه الفعاليات بالخارج تعيد لنا اللحمة العراقية، حيث إن المشاركين من مختلف أطياف الشعب العراقي .

كيف تقسم الفرق في كندا؟

يقول نزار الجبوري وهو أحد المشاركين باللعبة، إن تقسيم الفرق يتم وفق نوع الزي الذي يرتديه الشخص “من يرتدي الدشداشة العراقية يكون بفريق ومن يلبس اللبس الاعتيادي (القميص والبنطال) يكون بالفريق المضاد” .

وخلال استراحة اللعبة المختلفة يتجمع المشاركون ويقمومون بغناء المربع البغدادي، ويتمنى الجبوري دخول اللعبة إلى المجتمع الكندي ومشاركة مواطنين كنديين معهم في المسابقة.

وتقول السيدة فاطمة المدرس، وهي ضمن الفريق النسائي، “على كون أن اللعبة يلعبها الرجال فقط بالعراق، لكن نحن بكندا نشارك الرجال في لعبها، لأننا نجد فيها استعادة تراث نعتز به كعراقيين في الخارج”.

تختم فاطمة حديثها قائلة، ما ألمّ بالعراق يشعرنا بالحزن، لكن تجمعنا على اختلاف طوائفنا في الخارج فرحة لا تقدر بثمن