ماذا قال المواطنون عن تردي الخدمات في عدن ؟

عدن (عدن لنج) ماهر درهم:

يعاني سكان مديريات عدن في شهر رمضان الكريم من طفح مياه الصرف الصحي منذ أسابيع بعدد من الشوارع بالإضافة إلى تكدس القمامة و عدم تدفق المياه الصالحة للشرب لعدد من الأحياء السكنية بعدن .

 

"عدن لنج" تجولت بعدد من المديريات وخرجت بهذا التقرير :

 

البداية كانت من مديرية كريتر حيث التقينا بعدد من المواطنين الذين شرحوا لنا معاناتهم في الشهر الفضيل :

 

حيث تقول الناشطة الحقوقية هبة عيدروس : تعاني مدينة عدن من تردي عدد من الخدمات الأساسية للمواطن منها شحة المياه  فهي تنقطع لساعاتٍ طويلة عن المناطق المنخفضة بينما تنقطع لأيام عدة عن المناطق المرتفعة والمرتفعات الجبلية وذلك منذ عدة سنوات ولازالت هذه المشكلة مستمرة حتى يومنا هذا غير أن أهالي عدن كانوا يأملون أن يحدث تغيير بعد تحرير عاصمتهم وحل معضلة الخدمات الأساسية التي تؤرق كل مواطن وعلى رأسها المياه بسبب المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الأطفال والنساء والكبار بسبب تعبئة المياه من المناطق المنخفضة ونقلها إلى منازلهم المرتفعة ولكن معضلة المياه نجدها مرتبطة بصورة مباشرة بمعضلتين أساسيتين يعاني المواطن منهما وهما انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة في اليوم وأزمة المشتقات النفطية اللتان أيضاً لم يوجد لهما حلولا على أرض الواقع بالرغم من توقيع الحكومة اتفاقيات يفترض أن تكون حلولاً تُخفف من الحال المتردي لهذه الخدمات ، فحتى اليوم التيار الكهربائي ينقطع لأكثر من عشر ساعات في الـ 24 ساعة والمشتقات النفطية أسعارها للمواطن المستهلك في ارتفاع إلى جانب شحة توافره ما ذنب المواطن الذي خرج من حرب عبثية شنت على عدن وألحق بها أعلى نسبة دمار حرب حدثت في تاريخ عدن فأفقدت أهلها الأرواح والأموال ومع ذلك لم يحصل المواطن على الحد الأدنى من الخدمة والحال مستمر.

 

حيث أن من يستهلك الخدمة ويسدد قيمة استهلاكه للمياه المتقطعة وضعه كغيره غير المسدد لقيمة الاستهلاك وهنا لا وجود للعدالة في الأمر !!

وأضافت :إلا أننا نأمل أن تجد مؤسسة المياه حلولاً جذرية لأسباب شحة المياه في عدن ولو على شكل مراحل مع الأخذ في الاعتبار عدم تحميل المواطن أي أعباء أو التزامات مالية جديدة؛ وذلك بسبب عدم قدرة المواطن على تحملها في حقيقة الأمر يكفيه نسبة رسوم الصرف الصحي 70% من قيمة الاستهلاك لدى البلدية . وفي حالة وجود أي مشاريع متعثرة لتحسين وضع المؤسسة عليها أن تسعى إلى استكمالها بمساعدة الحكومة المتواجدة في عدن حالياً دون تحميل المؤسسة مديونية تثقل كاهلها قد تؤدي إلى انهيارها بشكل مباشر أو غير مباشر . وفي نفس الوقت ننصح المواطن بسداد ما عليه من متخلفات مالية على أقساط مريحة لضمان عدم انهيار المؤسسة ومن جانبنا نطالب المؤسسة العامة للمياه بتحسين الخدمة فتحسين الخدمة سيُعد دافعاً قوياً للمواطن بالسداد .

 

واختتمت حديثها بالقول :أما إذا تحدثنا عن تردي خدمة الصرف الصحي فنقول لم  نر تحسّن في هذه الخدمة على أرض الواقع فعدن تعاني من الأمراض بسبب تردي هذه الخدمة حيث يعود السبب في ذلك إلى تهالك الشبكة، وعدم تناسبها مع التوسع العمراني، وعدم فتح مجاري السيول وصيانتها بشكل دوري مما يؤدي إلى فيضان البيارات وتكوّن المستنقعات في الحارات والأحياء الشعبية وبذلك يكون المتضرر الأساسي هي الفئة الفقيرة التي تسكن المناطق الشعبية . كما أن انتشار القمامات بشكل كبير في أماكن تجمعها المخصص وأماكن أخرى جميع ذلك يؤدي إلى انتشار الأمراض والأوبئة ناهيك عن استمرا موجة الإضرابات لعمال النظافة للمطالبة بمستحقات مالية لهم.

ويرى المواطن مدثر دحمان أن سبب عدم تدفق المياه للمنازل يعود إلى التوسعة العمرانية بقوله : أزمة المياه في الشعب العيدروس بدأت بشكل كبير بسبب ازدياد عدد السكان وتوسعهم إلى الجبل وكذلك ضعف في شبكة المياه المتقادمة والتي تم إنشائها في أيام الاستعمار البريطاني على عدد قليل من السكان ولم يتم استبدالها بشكل جذري وإنما حلول ترقيعيه وأيضا نقص كمية الضخ من البرزخ ، ونقص الضخ أثر كثيرا على وصول المياه إلى المناطق المرتفعة في الشعب وجبل العيدروس خاصة ومناطق عدن عامة.

وأضاف :وعند الحديث إلى المسئولين في المؤسسة العامة للمياه يتحججون بنقص الديزل ولايقدروا يشغلوا كل الآبار حتى يصل إلى كل منطقة وأصبح المواطن يبحث عن المياه من مكان إلى آخر ويتم نقله بواسطة الحمير وكأننا في قرية ، رغم أن عدن عرفت شبكة المياه والخدمات الأخرى من العشرينات القرن الماضي .

 

 

بينما يعتقد المهندس علي ناصر طفح مياه الصرف الصحي وتكدس القمامة تسببت بشل حركة الناس حيث أن المواطن  تتنجس ملابسه أثناء ذهابه إلى المسجد .

 

لم يختلف الوضع كثيرا في الشيخ عثمان عن كريتر حيث تطفح فيها مياه الصرف الصحي وتتكدس القمامة في الشوارع .

وترى الإعلامية دعاء نبيل أن حل مشكلة طفح مياه الصرف الصحي يمكن في :شبكات تصريف المجاري يجب انتشالها من حالتها الرثة فمشاريع تطوير وتحديث شبكات الصرف الصحي التي سلمتها الحكومات السابقة لمقاولين لم يلتزموا بأبسط شروط المناقصات وذلك قبل عشر سنوات تقريبا .

وأضافت :وتم خلالها نهب المليارات من موازنات الدولة وهذا نتيجة الفساد الذي يرتكز عليه النظام المركزي الذي دائما يتغنى بشعارات الوحدة اليمنية وهي بريئة

واختتمت : وكذلك الحال للحكومة الحالية والتي هي امتداد حقيقي لذلك النظام الفاسد حتى النخاع وما سبق لم يحدث إلا الخراب لشبكات الصرف الصحي وكذلك الحال للخدمات الأخرى فحدث ولأحرج .

 

وتقول الصحفية  حنان قيس : مديرية المعلا تعاني من تفشي ارتفاع أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية والملابس خاصة بقرب عيد الفطر المبارك ارتفعت الأسعار بشكل جنوني وأيضا تعاني من طفح المجاري في الشوارع والطرقات حيث يصل سريان المجاري بجانب المنازل الأرضية .

وأضافت : ونلاحظ انتشار مخلفات القمامة الملقاة في الشوارع والطرقات مما يسبب انتشار الأوبئة والأمراض الخطيرة للسكان الذين يعانون من طفح المجاري ومخلفات القمامة وتعاني من أزمة الكهرباء حيث أكثر  من النصف اليوم تنقطع الكهرباء في ظل فصل الصيف الحار والصيام وأزمة الماء يصل إلى المنازل بعد يومين  وهناك سكان يقطنون في الأدوار العالية بالعمارة يصل الماء بشكل بطيء في منازلهم

واختتمت حديثها بالقول :نأمل من السلطة المحلية أن تلتفت لهموم ومعاناة المواطن وتوفر له الأمن والعيش الكريم وإلا سيضل الحال يزداد للأسوأ في ظل الحكومة اليمنية في الرياض الذي لاتهمها معاناة شعبها

 

 

واختتمنا زياراتنا بمديرية التواهي التاريخية التي تشهد تردي كبير على مستوى الخدمات الأساسية فوجدنا شوارع تغرق بمياه الصرف الصحي وسط مخاوفي من الأهالي من انتشار الأوبئة

تقول الناشطة ضياء السروري :للأسف التواهي تشهد اليوم أسوء مراحلها  فهي تستغيث بأبنائها ولكن دون جدوى فهم يرونها تتهالك ويندثر تاريخها وماضيها الجميل ويغرق ببحر الفساد والإهمال.. أجمل شوارعها اليوم يعيش واقع عفن يحمل بين أجنابه وباء مخيف قد يفضي على سكانه كل هذا يحدث في ظل غياب تام للجهات المسئولة رغم وجودهم وإقامتهم في نفس المنطقة.

 

وأضافت بالقول :الشوارع غارقة بمياه الأمطار والمجاري ولم يقدم المجلس المحلي أي خطوه إيجابية لمساعدة السكان في شفط هذا العفن القاتل.. قبل أيام تجمعت كميه من المياه في مدخل مدينة التواهي لدرجه أن  المياه الراكدة تحول لونها لخضار العفن واستمرت لأيام طويلة دون أي اهتمام.

 

أضافه لأن هناك انقطاع شبه تام للماء قد يتعدى الثلاث أيام متتالية تكرار الشكوى لم يقدم للسكان أي شي والمجلس المحلي غائب تماما وغير قادر على أي عمل يخدم به أهل المنطقة.

 

وفي ختام حديثها قالت :قبل حوالي ثلاث أشهر سربت إلينا صوره من ميزانية المديرية ورأينا بأن مئات الآلاف تصرف لأغراض لا تخدم المنطقة ولا سكانها ومن الطبيعي أن الإهمال والتسيب ينتشر ويتوغل طالما وان الرقابة والمتابعة معدومة من قبل جهات الاختصاص .

 

ويعاني سكان منطقة الفتح من عدم تدفق المياه الصالحة للشرب الى المنازل بصفة مستمرة حيث يقول جميل الأصبحي الكلدي : الماء يأتي كل يومين فجر الخميس والاثنين ولا يوصل لجميع المنازل بسبب ضعف الضخ اليوم إلي يأتي فيه الماء الجميع بحاله استنفار أما طفح المجاري نادر الوقوع وان وقع الأهالي يتكفلوا بإصلاحه من خلال التبرع .

على رغم من تردي الخدمات على أغلب الأصعدة في عدن لكن يبقى أمل المواطن بأن يأتي فرج الله قريبا .