والد الشهيد بكار عوض يروي لـ عدن لنج تفاصيل وصور تنشر لأول مرة عن حادثة استشهاده في جبهة غازي علوان

عدن (عدن لنج) ماهر درهم:

تحل علينا الذكرى الأولى لإستشهاد البطل المقاوم بكار عوض بكار الذي كغيره من أبناء عدن حمل السلاح وخرج للدفاع عن مدينته التي أحبها وقدم لها روحه رخيصة على الرغم من أنه لم يكن عسكري او سبق له وان خاض تدريبات عسكرية وطول حياته لم يكن ممن يهوون عمل السلاح واستخدامه لتروعي المواطنين من يعرف الشهيد بكار سيدرك بأن جسمه النحيل لا يسمح له بأن يخوض أي حرب خصوصا وانه لم يتلقى أي تدريبات عسكرية ولكن بحسب من شاركوه في الحرب فأنه أبلى بلا حسنا وكان في الصفوف الأمامية في الجبهات وقدم ما يستطيع من أجل مد المقاومين بالسلاح والغذاء وكان ينقل أفراد المقاومة عبر سيارته التي كانت مصدر رزقه .

 

كانت البسمة لا تفارق محياه و من يلتقي به لا يمل من الجلوس بجانبه كان يقابل الناس بوجه بشوش ويتقبل كلامهم بصدر رحب ، أذهل الجميع بشجاعته في جبهات القتال على الرغم من أن سلاحه كان إيجار ولم يكن يملك سلاح يدافع به عن المدينة التي عشقها حد التضحية بنفسه من أجل أن تعيش وأهلها بسلام وسعادة .

 

للأسف كل تلك التضحيات التي قدمها الشهيد بكار لم تروق لحكومة الشرعية التي رفضت الاعتراف به كشهيد مقاوم ومناضل على الرغم من الوثائق التي تقدمت بها أسرته إلى الجهات المسئولة رغم شهادة قيادة الجبهات التي قاتل فيها بكار .

 

أشتهر بكار بأنه الشهيد الحافي بعد تمزق حذائه في الجبهات وقام بصناعة حذاء من الكراتين .

 

يقول ديفيد براون المسئول الأمريكي في البنتاجون الذي كان يتحدث أمام طلاب إحدى الجامعات الأمريكية حول الأحداث والمعارك التي تشهدها بعض البلدان العربية وما أفرزته من دروس ومعاني: كيف لمقاتل يصنع حذاء عسكري من مخلفات عبوات الماء البلاستيكية ومقاتل أخر لديه رجل خشبية يصول ويجول وسط المعارك وآخر يعود للقتال بعد إصابته وشاب بلا سلاح ينتظر متى يسقط رفيقه ليأخذ سلاحه ويقاتل ؟ كيف تواجه هؤلاء وتهزمهم ؟

 

واستطرد براون حديثه بالقول : لقد كان هؤلاء المقاومون مصدر الإلهام لشعب الجنوب وصورهم بهذا الشكل أمدتهم بطاقة وصبر وتحمل أقوى من الحبوب المنبهة التي تعطى للجيوش.

 

لم تعترف حكومة الشرعية بتضحياتك التي قدمتها يا بكار من أجل تحرير عدن لكنها كانت محل إعجاب دولة عظمى مثل أمريكا .

 

"عدن لنج" التقت بوالد الشهيد بكار الأستاذ عوض بكار وخرجت بهذا الحوار :

 

*هل تفاجأتم عندما قرر الشهيد ان يلتحق بركب المقاومة الجنوبية ؟ وماذا كان ردكم حينها ؟

 

للأمانة ماكنت مقتنع على مشاركته بالقتال أولا لأني بحاجة ماسه إليه لأنه هو الوحيد الذي يقوم بتوفير كافة متطلبات المنزل . ثانيا كنت اعرف بنية ولدي لايتحمل أثر القتال ولكن بالأخير رضيت عن التحاقه بالمقاومة ولكن رفضت أعطيه سلاحي الشخصي ولكن اكتشفت انه يستأجر سلاح ويشتري ذخيرة وكان يستعمل السيارة الخاصة التي أعطاه إياه أخيه للعمل بها من اجل يحسن دخله إلا انه كان يستعمل السيارة في سبيل المقاومة لنقل السلاح والأفراد والغذاء والاشتراك بالمعارك بها ولقد استغربت من أين يأتي بالبترول وهو معدوم فقلت له فكان رده المقاومة وذكر أسم الشيخ :بن بريك أعطاء تعليماته بصرف البترول له ولقد استشهد بسيارته وكان هو وثلاثة من أفراد المقاومة احدهم أصيب واقتلبت السيارة بعد إصابته بمعدل دبابة بتاريخ 28 رمضان في مشروع غازي علوان وللأسف الشديد شلحت سيارته في الموقع للعلم فقط الكثير ممن تحطمت سيارتهم في المعارك الا الشهيد بكار لم يعوض ولقد أبلغت بن بريك بذلك بان هناك كيل بمكيالين عند التعويض .

 

 

*ماذا كان يخبركم الشهيد بكار في الليلة الأخيرة معكم ؟

 

في ليلة 27 رمضان الساعة٧ مساء جاء وهو منهك وتعبان ووجه يملأه الفرح بانتصار خورمكسر واستقبلناه أنا و أمه وزوجته وأخواته بفرح وزغاريط ودموع واحتضنهم وسلموا عليه وباركوا له النصر وخرج بعدها مع زملائه ليناقشوا خطة اليوم الثاني وعاد ١٢ (بالليل) وقال يا أبا أريد أنام الحمدلله حررنا عمران حتى خورمكسر بعد حرب شوارع الحمدلله وقال بنام الآن ولا أريد احد أن يصحينا لأننا بكره سوف نحرر إن شاءالله مسقط رأسي كريتر العز .

 

*ماهي أخر كلمة قالها بكار قبل خروجه من المنزل ؟

 

وبعد طلوع الفجر جاء رفيقه وأخوه أسامة واثنين آخرين يريدوا بكار رديت نعم بكار تعبان وقال يريد أن ينام قال عم عوض ضروري تصحيه وبالفعل صحيناه ونزل وخرج لهم ورجع له ايش الموضوع وأشوف في عينه شرار حمراء كالجمر ودع أمه وأخواته وزوجته وكان في اجمل لبس ومرتب وعطره يفوح حوله، وبنات اخية قالوا اليوم عمي عريس ولأول مرة كنا نودعه ولم يكن يخطر ببالنا أنها النظرة الأخيرة .

 

*كيف علمت بنبأ استشهاد بكار ؟ وماذا كان ردة فعلك ؟

 

لم أنام ليلتها إلى الساعة العاشرة صباحا،بعد صلاة الظهر افتزيت من نومي على الصراخ والعويل في البيت وقلت الحمدلله بكار استشهد عندي إحساس باستشهاده.

وعرفت فيم بعد حقيقة ذهابه فجر ذلك اليوم لقد استشهد اعز رفاقه في الموقع الذي استشهد فيه .

لا انسي في المساء عند حضور شباب يافع ربنا يحفظهم بالقدوم إلى المنزل يقدمون واجب العزاء للشهيد ولم يتمالكون أنفسهم ورأيت الدموع في عيونهم ولا يريدون أن يظهروها أمامي ولكن خدعتهم دموعهم وأوصيتهم بالاهتمام باانفسهم فقلت أن دم بكار رخيصة لعدن .

 

*أثناء الحرب ماذا كان يخبركم الشهيد بكار بعد عودته من الجبهة ؟

 

أثناء الحرب عند عودة بكار من الجبهة كان يقص علينا مايقوم به الشباب قاتل وكان دوره فعال في قتال الحوثه والعفاشيين وبصراحة لم أكن أصدقه حتى ابن خالته عمرو وخاله احمد و سامح كنا نناجمه ولا نأخذ كلامه بمحمل الجد نقول له هكذا خلصوا الحوثة والحرس وأقول له يا بكار بنيتك (نحالة جسده) هذه لا تسمح لك أن تستعمل الار بي جي أو الصاروخ وكنت ارثي لحاله وأكذبه ياريتني ما كذبته كان متقبل لكلامي بطاعة الوالدين رحمة الله عليك يابكار ومرة التقيت بأحد أصحابه وساكن مع أبوه جوارنا اسمه عبدالله البيتي وقال ياعم عوض ابنك مجنون الحقه بايموت ذهبت معه للجبهة مايخاف يدخل وأنا هربت أحسن شيء لاتخليه يذهب للجبهة وعندما عاد لأني أنا والجميع لا ننام إلا عندما يعود قلنا له لماذا أخذت عبدالله معك رد يا أبا هذا جبان هرب نحن كنا نريده معاهم وبعد استشهاده ما سمعته من قادته رحمة الله عليه . العميد طه الصبيحي عندما حضر إلى منتزه با حاج ونظر إلى صورة بكار معلقة فوق الجدار قال متى استشهد وأشار إليه خالد وقال هذا أبو الشهيد بكار وجاء يقبل راسي والدمع بعينه وقال بحسره ماقام به الشهيد وكثير من القياديين وزملائه اشادو بمأثره وماكان يقوم به وشجاعته ومقدامه استمع هذا الكلام ولم أكن اصدق أن ماقام به الشهيد بكار كما اعرف ابني نحيل البنية طيب خدوم طايع لوالديه الكل يحبه والابتسامة لاتفارقه .

 

*أمنية كان يتمنى ان تتحقق ؟

 

تمنى قبل استشهاده بأن يكون في عدن للاحتفال بعيد النصر استشهد بتاريخ 28 رمضان .

 

 

*في الذكرى الأولى لاستشهاده ماذا تقول لبكار ؟

 

بكار أيها البطل لم اصدق حتى اليوم خبر استشهادك وانتظرك .

ذلك شكل فراغ كبير واستغفر ربي على مااقول وصحيح الكل من الأسرة سعيد باستشهادك لأنك كما قلتها وكررتها إن لم أدافع على ديني وعرضي وارضي لماذا أعيش وها قد استشهدت وكتبت وصيتك قبل استشهادك بثلاثة شهر لانك مصمم على الشهادة ولكن الألم الذي بقلوبنا بفراقك عنا لا يمحيه غيابك رحمة الله عليك وعلى جميع الشهداء .

 

*بعد استشهاد بكار هل تواصل معكم احد المسئولين ليقدم لكم واجب العزاء ؟

 

لم تتواصل لعنة الله على حكومة لم تكلف نفسها حتى بإرسال فرد بسيط منها لتقديم واجب العزاء أو السؤال عن أسرته والمصيبة الكبرى لم يعترفوا بأن بكار شهيد والسبب لم يعتمد عاقل الحارة بذلك لم تعبي الاستمارات والدلائل أمام المسئولين في المديرية والمحافظة مطلق الموافقة على استشهاده وأقسمت اليمين أنني لم اذهب إلى أي مسئول لاندل أمامه ولم تقدم الدولة أي شيء يذكر للعلم اتصلت بالأخ علي النوبة وكيل المحافظة لشؤون الشهداء وأبلغته بذلك وهو صديق كان يعمل معنا في المؤسسة وكان رده يثلج الصدر وله تصور وصدق تجاه اسر الشهداء وقال سوف أعطي تعليماتي لمدير مكتب المنصورة بالحضور الينا وتسجيل الشهيد ضمن قوائم الشهداء وهذا كان قبل 45 يوم إلى يومنا هذا ماوصل صاحب المنصورة بالرغم من اتصالنا فيه اعتقد أن البترول أخره للمجيء.

 

*هل هناك منظمات التفتت إليكم ؟

 

لم تقم أي منظمة مجتمع مدني في عدن أن قامت بالحضور إلى عندي أو قامت بتقديم واجب العزاء بالشهيد ولكن اتصلت بالأخ \صالح ذيبان والقاضي فهيم بالأمانة لم يقصروا عبر التلفون بمواساتي وإرسال المواد الغذائية الأول من صالح ذيبان في سبتمبر من العام الماضي والثانية من القاضي فهيم في شهر يونيو الحالي .

الهلال الأحمر الإماراتي فلها الشكر فقد قامت بتوفير الكثير من السلل الغذائية من يوم استشهاد بكار كما قامت في مجمع ظمران بتقديم أسماء بنات الشهيد وقاموا بتصويرهم .

 

 

*تواصل معكم أبناء الجنوب من مختلف البلدان ماذا كان حديثهم معك ؟

 

أتقدم بالتقدير والعرفان لبنائي واخواني المغتربين في كل أنحاء العالم وفي الداخل من كافة المحافظات في الجمهورية بما قدموا من مواساة ودعم معنوي ومادي والاتصال الشخصي والكتابة عند الشهيد الى يومنا هذا وان دل على شيء إنما يدل على مدى التكاتف الأخوي ولااستطيع أن اعبر لان الكلمات تعجز عن التعبير عما قدموه قيمة لهم جميعا دون استثناء وأما الحكومة السارقة فلعنة الله عليه من بحاح إلى بن ذغر.

 

*كلمة أخيرة ؟

 

أقول أن كافة شهدائنا يستحقون الثناء والمراعاة سواء كانوا حزبيين أو غيرهم فكلهم شهداء للوطن ولكن أقول على القائمين عليها لا تكيلوا بمكيالين فكلهم شهداء وجرحى ويجب أن نخبر أبنائهم لما قدموا للوطن من دماء وانتصرت وانتم فوق كراسي الحكم تتعالوا وبفضلهم وصلتم إلى هذه الكراسي وأقول للقائد الرئيس عبدربه لقد وعدت اسر الشهداء بأن تكون مدينة الصالح لأسر الشهداء ولكن من سكن تلك الشقق ؟