طموحات علميةالحمض النووي (الدنا) يمضي قدماً في معركة تخزين البيانات

عدن لنج - هافينغتون بوست

 

يستمر حمض الدنا النوويّ بالتقدّم في سباق تخزين البيانات في عالم يتجّه إلى ملفات متزايدة الأحجام بشكل مستمر. ولأوّل مرة في التاريخ، أعلنت شركة مايكروسوفت بأنها نجحت في تخزين 200  ميجا بايت من البيانات دفعة واحدة في حمض الدنا النوويّ.

 التخزين في حمض الدنا النووي

كما ذكرنا في تقاريرٍ سابقة، فإن شركة مايكروسوفت كانت تبحث عن موارد حيويّة لحلول ممكنة لتخزين البيانات، كما أنها قامت بشراء عشرة ملايين شريط من حمض الدنا النوويّ الاصطناعي من شركة "تويست بيوساينس"، وذلك لاعتقادهم بأن لحمض الدنا النوويّ قدرة وكفاءة عالية، إضافة الى إمكانية تخزين البيانات طويل الأمد، حيث أنّ كل 1 جرام من حمض الدنا النوويّ باستطاعته تخزين 1 مليار تيرا بايت من البيانات.

وكما يبدو الآن فإن حمض الدنا النوويّ يمضي قدماً كأحد كبار المتنافسين في سباق تخزين البيانات. وقد أعلنت شركة مايكروسوفت نجاحها في تخزين 200  ميجا بايت من البيانات دفعة واحدة في حمض الدنا النوويّ، وهو أمر لم يقم أحد به من قبل.

التدفق الهائل القادم للبيانات

تبقى التكلفة هي التحدّي الأكبر في تخزين البيانات بواسطة حمض الدنا النوويّ. وقد ذكر الباحث رينهارد هيكيل الذي يقوم بأبحاث ما بعد الدكتوراه في جامعة كاليفورنيا في بركلي: "حتى يتم اختياره من قبل الناس حقاً، فنحن بحاجة الى تخزين البيانات على شيء أرخص من أشرطة حمض الدنا النووي، ولكنه يبدو أمراً صعباً في الوقت الحالي".

وبالرغم من أن هذه العملية حسّاسة ومكلفة (دون الإعلان عن حجم التكلفة)، إلا أنه يُعتقد بأن التطورات في مجال الصناعات التكنولوجية الحيوية ستؤدي في النهاية إلى خفض هذه التكاليف، وإعادة إنتاج العملية بشكل أسهل، مما يجعل حمض الدنا النوويّ بديلاً مرغوباً عن الطرق التقليدية في التخزين باستخدام الأشرطة المغناطيسية التي لا تعد كافية أو مرنة.

ويقول كبير الباحثين القائمين على المشروع في شركة مايكروسوفت كارين ستراوس: "بالنظر الى التوقعات الحالية، فنحن لا نستطيع أن نخزن بهذه الطريقة جميع المعلومات المخزنة على الأجهزة بنفس التكلفة".

ومن المتوقع أن يصل حجم البيانات الى 16 تريليون جيجابايت بحلول العام المقبل، وفقاً لشركة البيانات الدولية"IDC"، أيّ ما يعادل 100 مركز للبيانات العملاقة، وهو ما يعدّ أمراً ضرورياً لإنشاء مركز تخزين ضخم. ويهدف البحث الى إيجاد البديل بحيث يتطابق مع هذه الضرورة عندما يحين الوقت.

ويقول ستراوس: "إن الشركة مهتمة بمعرفة ما إذا كنا نستطيع إنشاء نظام متكامل يمكنه تخزين المعلومات آلياً، كما يمكن استخدامه للتخزين المركزي بالاعتماد على حمض الدنا النوويّ".

ويشبّه ستراوس الأمر قائلاً بأن مقداراً من حمض الدنا النوويّ بحجم علبة الحذاء باستطاعته تخزين كل هذه الـ 16 تريليون جيجابايت من البيانات دون حدوث أية مشاكل.

المصدر: MIT Tech Review