دراسة تكتشف بأنّ تحفيز الدماغ يؤدّي إلى تحسّن مؤقّت في الرؤية

عدن لنج - مرصد المستقبل

 

وجد العلماء بأن تحفيز القشرة البصريّة في الدماغ لمدة عشرين دقيقة قد يُحسّن من الرؤية لدى الشخص لمدة قد تصل إلى ساعتين، ولا يُعتبر هذا الأمر بديلاً عن الحلول البصرية المعروفة، إلا أنه يبقى أداة لفهم الجهاز البصريّ بشكل أفضل.

تحفيز الدماغ لرؤية أفضل

كما هو معروف فإن عملية الليزك والعدسات والنظارات تعالج مشاكل الرؤية بشكل مباشر من خلال العينين، ولكن وجد العلماء حديثاً طريقة لحلّ مشكلة ضبابية الرؤية وذلك من خلال القيام بإجراء للدماغ عوضاً عن ذلك. حيث أن التحفيز الخفيف المباشر للقشرة البصرية في الدماغ لمدة عشرين دقيقة، يحسّن الرؤية بشكل مؤقت لمدة قد تصل إلى ساعتين، وذلك في دراسة أجريت على 20 مشاركاً من الشباب الأصحاء.

وقد كان للتحفيز بالتيار المباشر على الجمجمة دور في جعل الرؤية طبيعية، حيث أبدى المشاركون ذوو الرؤية الأسوأ التحسّن الأكبر، أما أولئك الذين كانت لديهم الرؤية طبيعية أو شبه طبيعية فلم يلاحظوا فارقاً كبيراً خلال التجربة.

وللإيضاح فإن هذا الإجراء ليس بديلاً عن عملية الليزك أو النظارات، لأنه لا يمكن أن يحسّن من حالة العينين. وقد فسّر الباحثون ذلك بأن التيار الكهربائي يعزز من الإشارات البصرية لتتمّ معالجتها بشكل أسرع في الدماغ. فبالرغم من أنها لا تعالج مشاكل العين، إلا أنها تحسّن الطريقة التي يعالج بها الدماغ الرؤية بإزالة الغباشة والضبابية.

التقدّم بحذر

ومن المعروف بأن التحفيز الكهربائي للدماغ يساعد في تحسين الذاكرة والإبداع وتعزيز مجمل العمليات المعرفيّة، فضلاً عن تخفيف الاكتئاب. ولكن قبل الذهاب لشراء مجموعة مستلزمات التنبيه بالتيار المباشر عبر الجمجمة أو صنع واحدة بنفسك، يجب معرفة أن استعمال التحفيز الكهربائي للدماغ يرافقه تحذيرات، حيث يمكن أن يسبّب تغيرات في المزاج، والصرع، وبعض التأثيرات طويلة الأمد التي لم يتمّ التعرف عليها حتى الآن. وحتّى لو تمت العملية تحت إشراف المختبر فإنها تتم خلال مدة لا تتجاوز العشرين دقيقة في كل مرة، وذلك فقط للأشخاص الذين خضعوا لاختبارات طبية معينة قبل هذا الإجراء.

وقد أطلق الباحثون دعوات من أجل ضبط الأجهزة التجارية. حيث كتب نيك ديفيس، وهو أحد كبار المحاضرين في علم النفس في جامعة مانشستر متروبوليتان تعليمات لتوخّي الحذر عند استخدام مثل هذه الأجهزة، حيث قال: "من المحتمل أن تؤدّي الجلسات المتكررة من (التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة) أو (التحفيز الكهربائي عبر الجمجمة) الى آثار عصبية طويلة الأمد. وقد تكون هذه الآثار هي ما تجعل من تحفيز الدماغ أمراً ممكناً ومرغوباً للمعالجة السريرية. ولأنه لا توجد منطقة منعزلة تماماً في الدماغ، فقد بدأ الباحثون بفهم الآثار المترتبة عن تحفيز إحدى مناطق الدماغ على المناطق الأخرى فيه."

وبالرغم من أن هذه الدراسة تُظهر قيمة "التنبيه الكهربائي للدماغ عبر الجمجمة" في الأبحاث المستقبلية وفي فهم الكيفيّة التي يعمل بها الجهاز البصري، إلا أنه من الأفضل الامتناع عن استخدام هذه الأجهزة التجارية حتى يتمّ التحقق من أمانها وسلامتها عن طريق المزيد من الدراسات.

المصدر: ScienceAlert - Latest