أحاديث عن 17 يوليو وعزائم قوية وفت بالعهد وحققت الأمل ... عدن تتذكر يوم النصر

عدن لنج - صحف :
عدن:شكري حسين

«يوم من الدهر، لم تصنع أشعته شمس الضحى، بل صنعناه بأيدينا»، بهذه الكلمات استقبل سكان محافظة عدن، وعموم محافظات جنوب اليمن، الذكرى الأولى لتحرير المدينة وتطهيرها من ميليشيات الانقلابيين بفعل عزيمة شباب المقاومة وقوات الجيش وإخوانهم من دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.

«الخليج» وفي إطار حرصها على إظهار وإبراز تضحيات الرجال الميامين، الذين صنعوا «ملحمة» الوفاء للدين والأرض والعرض، وكتبوا بنور الشفق، حروف ألق ذلك اليوم المجيد، فليس أفضل ولا أجمل من أن يتحدث أصحاب النصر، عن نصرهم والأبطال عن بطولاتهم، فكان نايف البكري، قائد المقاومة الشعبية في عدن حاضراً في هذه المناسبة بمعية المقاوم الشجاع: محمد حسن البعداني، الذي ما لبث أن عاد من رحلة علاجه في الأردن بعد إصابته في معركة تحرير عدن، ليلتحق برجال المقاومة في جبهة باب المندب.
ويسود شعور لدى أبطال تلك الملحمة وفي الذكرى الأولى للانتصار بأنه

«يوم للتاريخ، يوم أعز الله فيه عباده المخلصين، وأذل فيه أهل الرجس والنفاق «عملاء» إيران والمجوس الذين عاثوا في الأرض اليمنية الفساد»، ففي ذلك اليوم وقف الجميع 
وقفة إجلال وإكبار للتضحيات الجسام التي اجترحها الرجال الصناديد من أبناء عدن وإخوة لهم في الدم والعقيدة من دول التحالف العربي، خاصة أبناء الإمارات والسعودية، من أجل إيقاف المد الفارسي الصفوي من التمدد في «عدن» الحبيبة التي ستبقى رغم أنف الحاقدين وكيد الكائدين أرضاً عربية، ترفض «الفارسية» والطائفية التي أرادوا غرسها في «مدنيتها وتعايشها وانفتاحها». ويسرد شريط الذكريات أنه في ذلك 

 
الصباح الجميل كانت الأنفس تهفو لمعانقة شمس الحرية، والقلوب تتطلع لإشراقة اليوم المنتظر، والنصر المؤزر الذي خطط له رجال ميامين من إخوتنا في دول التحالف العربي، ونفذه وترجم خطواته شباب عدن ومحافظات الجنوب عموماً، حباً ووفاءً ورغبة في رؤية المدينة الجميلة وقد تطهرت من ميليشيات الحوثي، والمخلوع صالح، فكان الجميع عند الموعد، وكانت لحظة «الإشراقة» التي امتزجت فيها حبات العرق بقطرات الدم، وتلاحمت الأرواح والأجساد، لتغدو روحاً واحدة وجسداً واحداً، شعاره: «التضحية والتحرير»، فليس غير «عدن» حاضرة في القلوب، وليس غير حب الدفاع عنها من يعلو مسامات الوجوه، فكانت طلقات بنادقهم، ورشاشات مدافعهم، وقطرات دمائهم، تكتب بنور الشفق حروف الألق، تؤسس لآت جديد، عنوانه الحرية والانعتاق من ظلمات «الحوثي» وأعوانه، في معركة صمود قل نظيرها وملحمة وفاء، سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته. ويذكر سكان عدن 
بحرقة وألم، أشكال القتل والتدمير والنزوح، التي عانت منها المدينة المسالمة أثناء حرب الميليشيات الظالمة على عدن الإنسان والتاريخ والحياة في الفترة من 26 مارس 17 يوليو من العام المنصرم، وما عانت فيه المدينة من بطش وتنكيل وإحراق لكل جميل فيها، حتى قيض الله لها رجالاً من أبنائها وإخوة أعزاء من أشقائها في الإمارات والسعودية وباقي دول التحالف العربي، تمكنوا بفضل من الله أولاً، وبعزيمة وتضحيات الأبطال من كسر أنف الميليشيات، وإرغامها على الانحناء والخضوع لإرادة شعب «لا يقهر»، وروح لا تعرف «الانكسار» فكان يوم النصر المظفر.

ولاشك أن لتضحيات الكبيرة التي قدمها شباب عدن وشيخوها، ونساؤها وأطفالها وبناتها في معركة الصمود والفداء ستظل محفوظة في سجل هذه المدينة واليمن كله، خصوصا بعد أن أصبح أهلها اليوم يتنفسون عبير الحرية ويقفون معا لبناء بناء الدولة المدنية الحديثة التي يتطلع لها كل أبناء اليمن، وفي انتظار استكمال معركة التحرير سواء بالقوة العسكرية أو العمل العسكري، فالهدف الذي تحقق في هععدن يجب أن يتحقق في معظم مدن اليمن بما فيها صنعاء حتى يعود اليمن إلى استقراره بعيدا عن السياسات التي حاولت اختطافه إلى جهة أخرى. وقد لا يطول الوقت حتى يتحقق ذلك الهدف مهما كانت التضحيات.