“ملحمة حلب الكبرى” تعيد الدعاة السعوديين

عدن لنج / محمد الزين

بعد ساعات من إعلان القيادي السعودي في صفوف الأجانب المقاتلين بسوريا، عبدالله المحيسني، عن بدء عملية عسكرية تقودها فصائل مسلحة من المعارضة السورية باسم “ملحمة حلب الكبرى” لكسر الحصار المفروض على المدينة، شهدت مواقع التواصل الاجتماعي متابعة منقطعة النظير لهذه العملية التي تهدف إلى إنقاذ أهم معقل متبقي للثورة السورية.

وحظي وسم #ملحمه_حلب_الكبري، بتفاعل كبير من طرف رواد مواقع التواصل الاجتماعي، مما جعله الهاشتاج الأكثر انتشارا، وتصدر قائمة المواضيع الأكثر متابعة عبر موقع التدوين القصير “تويتر”.

وقال السعودي المحيسني، في مقطع فيديو، إن “معركة حلب ستكون أكبر ملحمة في تاريخ الجهاد الشامي”، وتابع “إن كان النظام قد فتح 4 معابر، فإن جيش الفتح سيفتح كل معابر حلب”.

وكشف المحيسني، عبر حسابه على “تويتر”، أن “التحضير للمعركة بدأ قبل شهر”، وقال: “كان أهلنا في حلب يقولون أين جيش الفتح وقادة الجيش يقولون في أنفسهم سيأتيكم الجواب قريبا”.

وفرض الجيش السوري والميليشيات الإيرانية بدعم كثيف من الطيران الروسي، حصارا مطبقا على حلب بعد أن قطع آخر طرق إمداد المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة.

واقع.. وتشكيك

وقد حرص رواد مواقع التواصل الاجتماعي، على متابعة سير المعارك من خلال تغطية شبه مباشرة، تضمنت مجموعة من الصور ومقاطع الفيديو، التي ترصد تطورات الوضع الميداني.

وقال مغردون، إن حصيلة ملحمة حلب الكبرى، مكنت حتى الآن من أسر66 عسكريا من بينهم ضباط و33 من الصفويين و 19 إيرانيا، وكتب أحدهم “مازالت معارك حلب تهز عرش بشار بدمشق صيحات الله أكبر دواء لكل عنيد أبى أن يخضع”.

 

وفي الوقت الذي ألقى فيه بعض المتفاعلين مع هذا الوسم، باللائمة على السياسات الغربية كما هو الحال مع “محمد بن نواف”، الذي غرد قائلا “السياسات الغربية التي تتحدث عن حقوق الانسان هم من قتلوا مليون جزائري و اثنان مليون عراقي، وهم من يدعمون الأنظمة العربية”.
 
وشدد “عبد الله الشايجي”، على أن سير المعارك في سوريا غير محسوم ولن يتحقق ذلك في القريب، وكتب “لاتنخدعوا المعركة سجال وطويلة ومؤلمة، والتآمر مستمر-وغير مسموح لطرف ينتصر ويقوى – سينفذون خططهم ليردوا بقصف مجنون-الحذر”، فرد عليه آخر بقوله “بشائر النصر ترفرف من حلب الشهباء.. انهيار كامل في صفوف قوات النظام ومرتزقته والقتلى والأسرى بالمئات”.

ولاحظ المتابعون لوسم ملحمه_حلب_الكبري، والذي طُبعت تغريداته بلبوس الدعاء للفصائل المسلحة بالنصر في هذه المعركة، أن غالبية الشخصيات الدعوية في السعودية، وقعت في ورطة حقيقة نظرا لمواقفها السابقة التي واجهت بسببها اتهامات بالتحريض على “الجهاد” استفادت منها التنظيمات المتشددة التي أصبحت في نهاية المطاف أكبر عائق أمام الثورة السورية.

ولكي يجدوا مخرجاً من حرج الدعاء للفصائل في حلب، ابتكر بعضهم طريقة طريفة تعتمد التخصيص محلياً، ثم الدعاء لحلب قبل التعميم، وهو ما بدى واضحا في تغريدة للداعية محمد العريفي، جاء فيها “اللهم انصر إخواننا المرابطين فى سبيلك في جنوب المملكة، وفي حلب وفى كل مكان ربّ سدد رميهم وثبت أقدامهم وانصرهم على أعدائهم”.

أما د. عائض القرني، فغرد يقول “اللهم انصر أجناد الإسلام؛ في حلب الشام على الروس والمجوس؛ واحرسهم بعينك التي لا تنام ياشديد الانتقام”.
 
وجنح الداعية عوض القرني، للتحليل بدل الدعاء الصريح، وكتب “معركة حلب ستقرر مصير سوريا كلها ومعركة سوريا ستقرر مصير المنطقة والأمة ل ١٠٠ عام قادمة، فهل تعي أمتنا ذلك؟؟ الدعم
والدعاء #ملحمه_حلب_الكبري.

 

 
مفارقات بالجملة
 
بعض النشطاء، ركز على رصد الظواهر الطريفة في معركة تحرير حلب، ومن أبرزها على الإطلاق دور أطفال المدينة في “ملحمة حلب الكبرى”، حيث بادروا بجمع إطارات السيارات وقاموا بإحراقها لتشوش أعمدة دخانها على الطيران الروسي، وكتب مغرد يقول “من الإطارات صنع الأطفال مضاد للطائرات، حيث لا يوجد اطفال في حلب الكل هناك ابطال ورجال”.