من آلان إلى عمران: الموت غرقا أو تحت القصف

سورية (عدن لنج) متابعات:

الآن عندما نتحدث إلى الآباء داخل حلب وداخل المدن المحاصرة الأخرى فهم يقولون لنا إن ذلك لم يعد خياراً رغم أن الخيار قاس فلم يعد يتوفر المزيد من الخيارات للآباء في سوريا لأنهم يشعرون أن أوروبا أغلقت أبوابها أمامهم.

 

عندما تنظر إلى وجه عمران، أعتقد أن ذلك يؤثر فيك أن هذا الوجه الملطخ بالدماء يبدو غير مستوعب ومصدوم جداً حتى عندما سحب يده المليئة بدمائه فهو لم يصدر أي ردة فعل، ويبدو أن هذا ما بات معناه أن تكون محظوظا كطفل في سوريا، أن تكون محظوظاً يعني أن تُنتشل من تحت الأنقاض بعد 45 دقيقة من البحث تمضيها وحيداً في الظلام ومن ثم تسحب حياً.

 

وتلك اللحظة أعتقد أنها تذكر الكثير منا بصورة طفل سوري آخر، وهو آلان الكردي الذي لم يكن محظوظاً، صورة جثة الطفل آلان البالغ من العمر ثلاث سنوات ظهرت على شواطئ البحر المتوسط، في ذلك الوقت أعتقد أننا جميعاً فكرنا أن الخيارات صعبة وهي إما البقاء في سوريا تحت القصف وتحت البراميل المتفجرة والبقاء داخل المناطق المحاصرة أو المغادرة والمخاطرة عبر البحر والمخاطرة بإمكانية العبور بأطفالك إلى بر الأمان وهم على قيد الحياة.

 

والآن عندما نتحدث إلى الآباء داخل حلب وداخل المدن المحاصرة الأخرى فهم يقولون لنا إن ذلك لم يعد خياراً رغم أن الخيار قاس فلم يعد يتوفر المزيد من الخيارات للآباء في سوريا لأنهم يشعرون أن أوروبا أغلقت أبوابها أمامهم.