صحيفة خليجية تكشف عن علاقة المخلوع بتنظيم القاعدة

عدن لنج - صحف :

 

شكلت منطقة حضرموت رغماً عن سكانها، مناطق وجود لتنظيم «أنصار الشريعة» الجناح اليمني لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، والذي لم يكن يحوز أي أراضٍ في اليمن، وكان أفراده يتنقلون بين الجبال، هرباً من هجمات الطائرات من دون طيار الأمريكية، إلى أن اندلعت الثورة الشعبية والشبابية في اليمن، ليستغل التنظيم الفرصة وبتواطؤ من حكومة «المخلوع» علي صالح، ويسيطر على كامل محافظة «أبين»، ومنطقة «عزان» بمحافظة شبوة، ويتمدد بعدها إلى «المكلا».
توجه مراكز البحوث الأمريكية في عدد من تقاريرها أصابع الاتهام للمخلوع صالح، بأنه سهل لعناصر القاعدة الدخول والسيطرة على المحافظة، حتى يخفف الضغط عليه من قبل الثوار الشباب في ميادين الثورة في صنعاء والمحافظات، وليوحي لدول المنطقة أن البديل لحكمه سيكون الإرهاب وأصحاب الفكر الضال، ولم تنطل اللعبة على أحد وسقط نظامه رغم أحابيله.
تعود علاقة نظام صالح مع القاعدة إلى تسعينات القرن الماضي، حيث أقر الزعيم الروحي للقاعدة أسامة بن لادن في المقابلة الشهيرة التي أجريت معه عام 1996، حينما كان يقيم في جبل عش النسور في أفغانستان، بأنه «اتفق مع علي عبد الله صالح على أن يشاركه في الحرب ضد الجنوب في صيف 1994، مقابل السماح للقاعدة بالوجود في اليمن، لما يتميز به من بيئة جبلية وقبلية حاضنة مثلها مثل أفغانستان تماماً»، رغم أن بن لادن أكد في تلك المقابلة أن صالح نكث ببعض شروط الاتفاق.
الأمر المؤكد أن المخلوع ظل يعمل مع القاعدة وعناصرها، بعد أن أعاد صياغتها وتوظيفها لخدمة نظام حكمه الفاسد، وأنه ظل يستفيد من وجود القاعدة في بلاده، لابتزاز الولايات المتحدة والغرب، ليقوموا بمساعدته في ما عرف وقتها بالحرب على الإرهاب، وهو ما قاد لأن يحصل على مختلف أنواع الأسلحة؛ والآليات؛ والأموال، بدعوى محاربة التنظيم، في الوقت الذي ظل يحتفظ فيه بحبل سري معه، وهو ما كشفه اليمني هاني مجاهد وهو من أعضاء التنظيم، وكان يعمل مخبراً لنظام المخلوع صالح وقتها، في فيلم «مخبر القاعدة» الذي أعدته قناة الجزيرة وكشف حقائق عدة، أكدت علاقة صالح ونجل أخيه عمار بتنظيم القاعدة، وكشف عن علاقة قوية تربط مسؤول تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي قُتل في غارة بطائرة من دون طيار، بعمار صالح الذي كان يرأس جهاز الأمن القومي قبل ثورة فبراير.
وفجر مخبر القاعدة مفاجأة من العيار الثقيل عندما اتهم الزعيم الجديد للتنظيم قاسم الريمي بأن له اتصالات سرية مع المخابرات اليمنية، حيث قال: «عندما اكتشفت أن بعض قادة تنظيم القاعدة تحت سيطرة الرئيس السابق صالح تفاجأت كثيراً في البداية، ولكنني الآن على علم بالدور الذي لعبه قاسم الريمي وبقية القيادات في الماضي، والدور الذي لا يزالون يلعبونه». وهو ما قاد التنظيم ليثور بعدها ويقول إنه سينفذ عمليات ضد القناة الفضائية.
وكان القول الفصل في علاقة المخلوع صالح بتنظيم «أنصار الشريعة» الإرهابي، هو ما ورد في تقرير شارك فيه خبراء دوليون تابعون لمجلس الأمن الدولي، والذي ورد فيه أن وزير الدفاع اليمني السابق، اللواء محمد ناصر أحمد، التقى سامي ديان، أحد قادة تنظيم «القاعدة» في مكتب صالح، قبيل خلعه عام 2012 عقب ثورة الشباب. وأوضح التقرير أنّ وزير الدفاع، في ذلك الوقت، استُدعي إلى مكتب صالح، بينما كان الجيش اليمني يشنّ هجوماً ضدّ تنظيم «القاعدة» في محافظة أبين، التي ينتمي إليها الرئيس الحالي عبد ربه منصور هادي ووزير الدفاع محمد ناصر أحمد.
وكان هدف صالح المباشر من استدعائه الوزير هو «تكليفه بسحب القوات الحكومية من المعارك ضدّ تنظيم القاعدة»، في محافظة أبين، ربما من أجل تسهيل استيلاء «القاعدة» عليها، بغرض تصعيب مهمة خلفه هادي.
وهو ما كان، حيث انسحب الجيش اليمني من المعارك ما قاد إلى سيطرة «القاعدة» على محافظة أبين، التي استطاعت قوات الشرعية السيطرة على أجزاء كبيرة منها مرة أخرى الأسبوع الماضي، بفضل تكامل عمل قوات الشرعية وقوات التحالف العربي.