الميليشيات تواصل تجنيد لاجئين أفارقة للقتال في صفوفها

عدن لنج - شبوة :

 

كشفت تقارير مدنية قيام الميليشيات في اليمن بعملية تجنيد واسعة للاجئين القادمين من القرن الأفريقي والدفع بهم صوب جبهات القتال، وأن أجهزة الأمن في شبوة ضبطت عدداً من اللاجئين الأفارقة يحملون بطاقات وهويات عسكرية من بلدان مختلفة من بينها أثيوبيا عقب وصولهم إلى سواحل المحافظة بطرق غير شرعية.

في الوقت الذي سرعت الحكومة الشرعية خطواتها من أجل تفعيل أجهزة الأمن البحري وتأمين المياه الإقليمية ومكافحة تهريب الأسلحة واللاجئين، أفاد مسؤولون في وزارة الداخلية لـ «الاتحاد» أن سواحل اليمن تستقبل الآلاف من اللاجئين القادمين من القرن الأفريقي بطرق غير شرعية وأن معظم من يصلون لا يتم تسجيلهم خصوصا في المناطق التي يسيطر عليها المتمردون، مضيفا أن هناك معلومات عن قيام ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح بنقل المئات من اللاجئين الأفارقة القادمين بطرق غير شرعية إلى معسكرات ومراكز تدريب في صعدة ومناطق محاذية للسعودية تمهيدا لإشراكهم في العمليات العسكرية.وأشار إلى أن إغراءات مالية ومميزات معيشية يقدمها الانقلابيون للاجئين من أجل استقطابهم والزج بهم في معسكرات تدريبية للقتال في صفوفهم.

وأعلنت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، في يونيو، أن نحو 10 آلاف شخص يتوافدون شهرياً إلى سواحل اليمن قادمين من منطقة القرن الإفريقي والشرق الأدنى، للبحث عن فرص العمل وسبل العيش في اليمن أو للانتقال منه إلى دول الخليج، في حين أكدت الحكومة اليمنية وصول أكثر من 64 ألف لاجئ إلى البلد عبر البحر بطرق غير مشروعة منذ بداية العام الحالي فقط، وأن هناك مؤشرات تؤكد استغلال ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية اللاجئين في الأعمال القتالية.وأوضح النائب في البرلمان عن محافظة صعدة عثمان مجلي، إن الحوثيين والمخلوع صالح قاموا بتجنيد العشرات من اللاجئين في اليمن عن طريق استغلال أوضاعهم الإنسانية خصوصا ممن وصلوا إلى البلد بطريقة غير نظامية، لافتا إلى أن أعداد اللاجئين في تزايد شبة يومي عبر السواحل اليمنية، ووصلت أعدادهم إلى أكثر من مليون نسمة داخل البلاد كتقديرات أولية معظمهم من الصومال.
وأكد أن الميليشيات الانقلابية قاموا بتجنيد الآلاف من اللاجئين خصوصا الأطفال منهم وتم الدفع بهم إلى جبهات القتال، وهو أمر كشفته قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية التي أسرت العشرات من الأفارقة الذين قاتلوا إلى جانب الانقلابيين.

وأكدت مصادر أمنية  أن المئات من المهاجرين الأفارقة وصلوا إلى سواحل شبوة خلال الفترة الماضية، وأن الكثير منهم يتوجهون صوب مناطق يسيطر عليها المتمردين الحوثيين والمخلوع صالح في أطراف مديرية بيحان وعسيلان، كاشفاً ضبط عدد من اللاجئين يحملون هويات عسكرية خصوصا من دولة إثيوبيا حيث كشفت التحقيقات الأولية قيام جهات تابعة للميليشيات الحوثية والمخلوع صالح باستقدام أعداد كبيرة من المرتزقة والقوات المدربة من أجل الدفع بهم في للقتال في صفوفهم.

وتحدث أحد الإعلاميين عن مشاهدة العشرات من اللاجئين الأفارقة وهم يسيرون على طول الخط الرابط بين منطقتي بلحاف وبئر علي وعلى طول الطرقات المودية إلى عتق عاصمة شبوة، وهم يتحججون بأنهم قادمون للبحث عن العمل أو التوجه نحو السعودية ودول الخليج.

وأضاف إن لاجئين تبين لاحقا أنهم جنود يحملون بطاقة عسكرية برتب متفاوتة، وأن من بين الذين تم التعرف عليهم أحد الجنود في الجيش الاثيوبي أكد أن هناك جهات تقوم بمنحهم أموالا في أثيوبيا من أجل إرسالهم إلى اليمن للمشاركة في الحرب الدائرة.

وشرعت الحكومة الشرعية في إعادة تفعيل دور الأجهزة الأمنية خصوصا مصلحة خفر السواحل للقيام بدورها في تأمين المياه الإقليمية خصوصا من أعمال تهريب الأسلحة واللاجئين .وتخرجت خلال اليومين الماضيين أولى الدفعات الأمنية المتخصصة في قوات خفر السواحل اليمنية قطاع خليج عدن، ضمن الجهود المتواصلة لإنشاء نواة حقيقية لهذا الجهاز والقيام بمهامه الوطنية.
وأكد العقيد مسعد علي أسعد مدير مصلحة خفر السواحل قطاع خليج عدن أثناء حفل تخرج الدفعة أهمية قوات خفر السواحل للأمن الوطني خصوصا لتأمين الشريط الساحلي الكبير، وإن إعادة تفعيل هذا الجهاز مستمرة من خلال أعمال التدريب والتأهيل للكوادر الجديدة من المقاومة الشعبية التي تم إدماجها مؤخرا.