تأمين سواحل شبوة خطوة نحو استئناف تصدير النفط

عدن لنج - صحف :

 

يعد ميناء بلحاف النفطي في مديرية رضوم الساحلية الواقعة في محافظة شبوة، جنوب شرق اليمن، من أهم المشاريع الاستراتيجية التي جرى تأمينها من قبل قوات النخبة الشبوانية المدربة من قبل قوات التحالف العربي ممثلاً بدولة الإمارات العربية المتحدة. وبدأ المشروع عمله في تصدير الغاز الطبيعي في عام 2009، من خلال حقول الإنتاج الواقعة في نطاق القطاع 18 في محافظة مأرب التي تصل منطقة بلحاف عبر أنبوب رئيس بطول 320 كيلومترا، حيث تبلغ طاقته الإنتاجية 6،9 مليون طن من الغاز الطبيعي سنويا. ويوفر المشروع إيرادات تقارب أربعة مليارات دولار سنوياً، نصفها تحصل عليها الحكومة اليمنية ونصفها الآخر يتقاسمه الشركاء الفرنسيون والأميركيون وغيرهم، ضمن إدارة الشركة اليمنية للغاز المسال.

وأسهمت قوات التحالف العربي في تدريب قرابة 600 جندي من قوات النخبة الشبوانية ضمن جهودها في تأمين الشريط الساحلي في محافظة شبوة، على البحر العربي، الذي يحتضن مشاريع استراتيجية من بينها منشآت بلحاف لتصدير الغاز المسال وميناء النشيمة النفطي إلى جانب منطقة بئر التي تحتضن موانئ صغيرة.

وأفاد قائد المقاومة الشعبية في بلحاف، خالد العظمي لـ»الاتحاد» أن الدفعة الأولى من القوات المدربة باشرت مهامها وتتمركز حاليا في مواقعها لتأمين الشريط الساحلي الواصل من منطقة الخيبة غربا حتى مثلث العين شرقا، لافتا إلى أن هناك خطة أمنية متكاملة تم وضعها بالتنسيق مع التحالف العربي لتأمين الشريط الساحلي والمنشآت الحيوية.
وأكد أن هناك دفعات أخرى ستصل خلال الأيام القادمة وسيتم إلحاقها بالمهام الأمنية من أجل تعزيز جهود حفظ الأمن والاستقرار، مشيدا بدور التحالف العربي ممثلة بدولة الإمارات العربية المتحدة التي أشرفت على تدريب القوات وتأهيلها بشكل متكامل في أحد المعسكرات بمحافظة حضرموت المجاورة ضمن جهودها في قوات التحالف العربي لتأهيل لبناء جيش وطني جديد. وظل ساحل شبوة عرضه لتهريب الأسلحة المشتقات النفطية والمهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الأفريقي خلال السنوات الماضية ناهيك عن التهديدات المحدقة من قبل التنظيمات الإرهابية التي أعلنت سيطرتها على مدن قريبة من مديريات من بينها مدينة عزان التي تبعد 60 كيلومترا عن منطقة بلحاف ما فاقم التهديدات على منشآت النفط والغاز.

وظلت مديرية رضوم من بينها منطقة بلحاف تحت سيطرة المقاومة الشعبية الجنوبية عقب فشل تقدم الميليشيات الانقلابية للسيطرة عليها، وظلت المقاومة الشعبية تتولى حماية بلحاف حتى تدريب قوات النخبة الشبوانية التي تولت خلال الأيام الماضية مهامها لتأمين المنطقة والشريط الساحلي. وجاء تأمين المديرية من قبل قوات النخبة الشبوانية كخطوة مهمة نحو تأمين منابع تصدير النفط والغاز على البحر العربي وتعزيز الجهود الرامية لاستئناف عملية إنتاج النفط والغاز المتوقف منذ أبريل 2015، حتى اللحظة .
من جانبه أكد محافظ شبوة،حامد لملس، أن إدارته تعمل على استئناف إنتاج النفط وتصديره وكذا تشغيل منشأة بلحاف الغازية بعد توقف دام قرابة عامين، موضحا أن هناك خطة تنسيق مع وزارة النفط والمعادن بإعادة تشغيل الشركات النفطية في المحافظة وتم النزول إلى قطاع العقلة النفطي الذي تديره الشركة النمساوية (O.M.V) واللقاء بالفنيين هناك لترتيب عملية التشغيل من جديد. وكشف المحافظ أن عملية إعادة الإنتاج ستكون خلال الأسابيع القليلة القادمة وذلك عبر نقله برًا إلى حضرموت لتصديره حتى تتم صيانة أنبوب النفط الرابط من منطقة عياذ إلى ميناء النشيمة في سواحل شبوة، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية والعسكرية وبمساندة التحالف العربي لديها خطة محكمة لتأمين الشريط الساحلي والمحافظة بشكل كامل، بما يسهم في استئناف عملية تصدير النفط والغاز خلال الفترة القادمة وكذا مكافحة التهريب. وأضاف أن الهاجس الأمني كان من المعوقات لإعادة الشركات النفطية للعمل في المحافظة، وتمت طمأنتهم لترتيب الجانب الأمني وتقديم الدعم والحماية اللازمة لاستئناف العمل من جديد».