يسكتون على انتهاكات الانقلابيين .. «إخوان اليمن».. حملة إعلامية فاشلة ضد «التحالف»

عدن لنج - صحف :

 


محمد الغيثي (أبوظبي):

يمثل الإعلام «الإخواني» في اليمن جبهة عريضة للدفاع عن الانقلابيين من خلال محاربة الشرعية، ومن يدعمها خدمة لأجندات خاصة تقودها الجماعة وتهدف علناً إلى عدم السماح بالاستقرار.

ولا شك أن «إخوان اليمن» مصابون بالبارانويا، فالتشبث الأعمى بالأوهام، والطمع المستمر في سلب حقوق الآخرين والقابلية العالية جداً للقيام بتصرفات غير محايدة ما هي إلا درجة متقدمة في الذاتية المقيتة والضغينة غير المبررة. هذا المرض السياسي لازم جماعة «الإخوان» في بلدان مختلفة، فسقطوا، لأن جماعة بهذا السلوك لا بد لها أن تكون مؤذية لنفسها قبل الآخرين. والغريب أن جماعة «الإخوان» في اليمن لم تستفد من تجارب «الجماعة» في بلدان أخرى، بل وقرر منتسبوها أن يبدأوا سلوكاً عدوانياً جديداً ضد أطراف دافعت عن كرامة اليمنيين بالرجال والمال والسلاح. «جنون العظمة» الذي يعيشه حزب الإصلاح اليمني «الإخوان»، هو جنون سيحطم ذاته بذاته.

في الأسبوع الأول من أبريل الجاري، شنت الآلة الإعلامية لجماعة «الإخوان» في اليمن حملة واسعة، حاولت خلالها تشويه الدور الشريف لقوات التحالف العربي خاصة دولة الإمارات العربية المتحدة وذلك في جزيرة سقطرى. حاولوا شيطنة المساعدات والخدمات العظيمة التي تقدمها دولة الإمارات هناك، وعملوا على تصوير هذا الدور الذي يأتي دعماً للشرعية على أنه «نوع من الاحتلال» و«مد جسر جديد للنفوذ».
واستغل «الإخوان» كعادتهم طيبة الإنسان اليمني البسيط دون جدوى، وتناسوا أن الجميع أصبحوا قادرين على التفريق بين من يُصدّر الحياة إلى اليمن، ومن يصدر الموت ويتفنن في صناعته.

وخلال الآونة الأخيرة عملت الآلة الإعلامية لـ«الإخوان» في اليمن على نشر تقرير كتبته إحدى المنظمات التي تمثل إحدى الصور النمطية للإعلام «الإخواني»، التقرير الذي كتبه مركز يسمى «إيماسك» يتضمن بصمات سياسية واضحة لذراع «الإخوان» في اليمن، جاء في مطلعه رد هزيل على رئيس تحرير جريدة الاتحاد الإماراتية الذي نشر مقالة بعنوان (الإمارات.. مساعدات بلا شروط) رد فيها على الحملة التي بدأت منذ مطلع الشهر الجاري، ولا غرابة في أن مقالة واحدة كهذه كانت كفيلة بإفشال هذه الحملة، فالحق أبلج، ولا يمكن أن تُغطى الشمس بغربال.

واستمراراً لخلط الأوراق في الشارع اليمني، نشرت هذه المواقع «الإخوانية» أن المنظمة التي نشرت التقرير منظمة إماراتية «رسمية» لإيهام الناس في اليمن بأن «الإخوان» أصبحت لهم رسالة ولهم صوت كفيل بأن يجعل دول التحالف داعماً رئيساً لـ«الإخوان» بدلاً عن الشرعية! وهذا الأمر فيه مواكبة خطيرة لمحاولتهم تمثيل «الشرعية» ارتداء ثوب الدفاع عن حقوق اليمنيين. والمضحك جداً، أن التقرير يتضمن اتهاماً كاذباً وخطيراً تجرأت الجماعة على وضعه داخل التقرير، قالت فيه إن الإمارات تُموِّل حملة ضخمة لمحاربة «الإخوان» المتأسلمين في اليمن، حتى أنها وصلت إلى مرحلة متقدمة من الاتهامات الضمنية والصريحة لدولة سالت دماء رجالها دفاعاً عن الشرعية والحق في كل ميادين الحرب، التي غاب عنها كاتبو هذا التقرير وغيره.

جماعة «الإخوان» تعادي الدول التي تملك أجهزة أمنية ناجحة وقادرة على حماية نفسها من مكر «الإخوان» والجماعات الإرهابية الأخرى، ومن حاول تهديد أمن دولة الإمارات لن يتورع عن تهديد الأمن الداخلي في دولة غير مستقرة مثل اليمن، وبالتأكيد فإن من يُمثل خطاً رئيسياً من خطوط إنتاج وصناعة الإرهاب، لن يكون بقاؤه على المسرح السياسي عامل استقرار لليمن. لقد عمل «إخوان اليمن» على تشويه الشرعية قبل غيرها، ولا غرابة أن يستمر هؤلاء في محاربة مصالح اليمنيين والإصرار على زراعة الشر هناك فمن خرج سياسياً من رحم المخلوع لا يمكن أن يكون إلا صورة جديدة من صور الحرب والشر والصراع.

وعودة إلى التقرير، حاول كاتبوه أن يصوّروا للقارئ اليمني أن جماعة «الإخوان» في اليمن تمد يد السلام وباقات الورد إلى دولة الإمارات. وبشكل مختصر لا يمكن لمن يقدم الموت لأهله في اليمن أن يقدم الحياة للآخرين، ومن انسحب وسلم المعسكرات والأرض لـ«الحوثيين» لا يمكنه أن يكون صادقاً في مؤازرة الشرعية.
إن الدور الذي تتقمصه جماعة «الإخوان» في اليمن المتمثلة في «حزب الإصلاح» قد بات مفضوحاً، والدليل على ذلك يتمثل في استمرار الحملات الإعلامية لعشرات المواقع والقنوات الإعلامية التابعة للحزب، كان آخرها تقديم تقرير لمنظمة حقوق الإنسان يتهم سلطات المحافظات المحررة بانتهاك حقوق الإنسان سعياً لتشويه الشرعية، وقوات التحالف بدلاً من عرض عشرات الآلاف من الانتهاكات التي نفذها الانقلابيون.

أصبح الإعلام «الإخواني» في اليمن يمثل جبهة عريضة للدفاع عن الانقلابيين بصورة مباشرة وغير مباشرة من خلال محاربة الشرعية ومن يدعمها خدمةً لأجندات خاصة تقودها الجماعة وتهدف علناً إلى عدم السماح بالاستقرار، وسعياً لكي تكون الجماعة شريكاً سياسياً أساسياً على حساب تضحيات اليمنيين أخذاً بالمبدأ الذي يقول «أنا أو الطوفان».

واتهام الدول الرئيسية في التحالف العربي بأنها تحمل «رؤية عدائية» ما هو إلا إبراز للدور المغرض والنوايا الحقيقية لجماعة «الإخوان» المتأسلمين في اليمن. ومع هذا كله لن يكون هذا الدور السلبي أشد ضراوة من جبهة الانقلابيين الرئيسية التي هزمها التحالف شر هزيمة، ولن يكون تكسير أذرعة الشر أكثر كلفة من محاربة الشر نفسه. لا يمكن سرد المواقف السلبية لهذه الجماعة في مقالة أو كتاب، إنما هذا غيض من فيض. والمهم أن هؤلاء يملكون في داخلهم بذرة هلاكهم، وأعمالهم كفيلة بسقوطهم، وكما لفظهم الشعب مع الانقلابيين في عدن وحضرموت ومناطق كثيرة في اليمن سيلفظهم التاريخ إلى المكان الذي يكون فيه اليمنيون بأمان من مكرهم، أما محاولة تشويه دول التحالف فما هي إلا فقاعات لا يطول عمرها، ولا يمكنها الوقوف أمام الحق وأهله.