حزب الإصلاح.. انتهازية بلا حدود ومسيرة فشل متكرر..(تقرير) يرصد مسيرة الحزب

عدن (عدن لنج)خاص:

ظهر حزب التجمع اليمني للإصلاح " فرع التنظيم الدولي للإخوان المسلمين باليمن" بشكل مفاجئ للحياة السياسية اليمنية، بإيعاز من علي عبدالله صالح رئيس حزب المؤتمر الشعبي العام بعد أن كان قياداته جزءاً من حزب ( صالح )، وذلك في 13 سبتمبر 1990م، بعد ثلاثة اشهر من توقيع اتفاقية ما تسمى ” الوحدة اليمنية”، ومن وقتها وهو حزب تائه في مسارات شتى، اثبتت الأيام أنه حزبا، لا يعرف كيف جاء..؟ وما هو هدفه..؟ وإلى أين يتجه..؟، وهو الامر الذي سبب الفشل لحزب الاصلاح، وورطه في علاقات وطيدة بالإرهاب، فضلاً عن التغير في المواقف بين اليسار واليمن، وعجزه عن اتباع نهج واضح  .

 

 

تاه حزب الإصلاح منذ ولادته، واصيب بالشيخوخة المبكرة، نتيجة غياب الأهداف والرؤية، وانحصارها في ضرب خصمهم الجنوبي ” الحزب الاشتراكي اليمني” ليجني الفائدة ” علي عبدالله صالح” وحزبه، الذين سرعان ما انقلبا على تحالفهما مع الاصلاح، واعلنا انهما استخدما الاصلاح مجرد ورقة عبور للسيطرة على اليمن شمالها وجنوبها .

 

وبالإضافة الى ذلك، فقد تسببت السيطرة على حزب الاصلاح من قبل قيادات امنية ومخابراتية، وقيادات ترتبط بالمصلحة والتكسب السياسي، وجني المال، بالاعتماد على عائلة “حميد الاحمر” التي بنت مجدها من النهب والاستيلاء، باتفاقيات مع ” علي عبدالله صالح”، كان اهمها تقاسم ثروات الجنوب واراضيه والبسط والسطو على املاك الناس وحقوقهم.

 

 

عوامل كثيرة، أدت الى  تحول حزب الاصلاح، لملكية واقطاعية خاصة، تستخدم فيها قياداته المصلحية، جهود وحياة الاعضاء، وتربطهم بايدلوجية الدين، التي طالما ظهر الاصلاح بها وهو يستخدمها لأغراض سياسية، وابرزها ” الفتاوى الدينية المسيسة”، والدعم المباشر وغير المباشر، للحركات الارهابية واعمال الابتزاز السياسي والاقتصادي، وغيرها من الامر الكثيرة، التي ظهر فيها حزب الاصلاح متناقضا ومتخبطا.

 

 

 

فشل وتضييع الفرص:

تعددت محطات التأريخ، وتغيرت مراحله، ولم يجني حزب الاصلاح في اليمن والذي اعتقد الكثيرين انه سيكون وريثا لحزب المؤتمر في قيادة البلد، غير الفشل، والعجز، ليس في الوصول الى حكم اليمن فقط، بل فشله حتى في الحياة السياسية، وهو الأمر الذي يعزوه المراقبين عن كثب الى الغياب الكامل للرؤية وفقدان حزب الاصلاح للقيادة السياسية المدنية المؤهلة، والمرنة والقادرة على الخروج عن روتين ونظام الجماعة الاخوانية “السري” بما بتناسب مع المراحل السياسية وأحوالها .

 

وفي كل فرصة من الفرص الذهبية، يرمي بها القدر بين يدي حزب الاصلاح وقياداته، يأبى حزب الاصلاح التقاطها، فيتوه طويلا حولها، حتى تذهب منهم الفرصة، ليتحول إلى  عمله الأمني السري، واللجوء الى الاعمال المشبوهة وحالة الفوضى الامنية، وربما الاغتيالات للخصوم بطريقة أو بأخرى. وهو الامر الذي اثبت التأريخ أن الاصلاح يلجأ لها ليعوض فشله الذي لم ينتجه غيره. كما يؤكد العديد من المراقبين والسياسيين في اليمن.

 

تكرر ت الفرص عشرات المرات، وتكرر الفشل ايضاً الذي رافق مسيرة حزب الاصلاح ” فرع اخوان اليمن”  منذ ظهوره، سياسيا وميدانيا، ولم يكن حضوره السياسي  في مراحل اليمن المختلفة، إلا وجها آخر لحزب المؤتمر الشعبي العام، وداعما له كحزب رديف، وغير معلن، ومتقاسما معه اصوات الانتخابات، خاصة انتخابات 93 و 97م، وذلك لضرب الحزب الاشتراكي اليمني، الذي جاء الاصلاح اصلاً لضربه وتحجيمه، كما دونها في مذكراته شيخ ومؤسس حزب الاصلاح ” عبدالله بن حسين الاحمر” .

 

توالت الفرص وتكررت اما حزب الاصلاح، كي يكون الحزب الحاكم بديلاً عن صالح وحزبه، ولكنه لم يستطيع تجاوز الخط الذي رسمه قياداته منذ البداية، فظلت قواعده الشعبية تتحرك في مساحة محددة، ودائرة متاهة مغلقة تم وضعها باتقان .

 

هل يملك الاصلاح قيادة حقيقية..؟

 

يتحدث تأريخ حزب الاصلاح، والأحداث، عن حقيقة غياب القيادة السياسية الحقيقة، لهذا الحزب، وهو ما جعلهم لغمة سائغة، للتلاعب بهم، من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، فمنذ ظهور قيادات الاصلاح، بعد ان كانوا اتباعا لعلي عبدالله صالح، كان أول عمل لهم معه، أن استخدمهم الرجل لتنفيذ عمليات تصفية واغتيالات بحق قيادات وكوادر الجنوب من اعضاء ( الحزب الاشتراكي اليمني)، وهو العمل الذي اعتبره كثيرون بأنه يأتي ضمن منهج الحزب الأمني، وقيادته العاجزين عن الخروج من مربع عملهم كــ( مخبرين ومنهجين لتصفيات الخصوم، وتغذية الصراعات، والابتزاز السياسي اضافة الى الانتهازية ) .

 

منذ ولادة حزب الاصلاح ” فرع الاخوان المسلمين باليمن”، ولم تظهر او تنتج أي قيادة حقيقية، تنتهج النهج السلمي، والعمل السياسي بأبجدياته واخلاقياته، فكان نسخة أخرى من حزب المخلوع صالح ” المؤتمر الشعبي العام” سواء في استخدام التصفيات تجاد الخصوم السياسيين، أو الفساد والفشل الاداري، واستخدام الابتزاز والانتهازية،  غير ان حزب الاصلاح اكسبته خبراته الفاشلة تلك، ان يتهم أي معارضين له، بتهم جاهزة ويستخدمها في اعلامه الرسمي او المدعوم منه، والتي تصل احيانا الى حد ” التكفير “.

 

أدى الفشل القيادي لحزب الإصلاح، في مختلف مراحل مسيرته الحزبية، الى كشف ” الوهن” التنظيمي لهذا الحزب، وعجز تام في الانتاج القيادي، او اجراء التغييرات داخل صفوفه القيادية. كما استمر الفشل في الحزب، نتيجة انتهاجه ” الاجتماعات السرية ” التي يُمنع كثير من اعضاءه ورموزه من حضورها، والتي تأتي ضمن ( ايدلوجية متحولة)، التي وصفها سياسيون كثر، بأنها ( ديكتاتورية حزبية) أكثر من كونها ( ايدلوجية) طبيعية تتصف بها العديد من الأحزاب في العالم، وهي التي  تحول بها حزب الاصلاح من حزب سياسي الى حزب ( مليشاوي) خاصة وان يمتلك مليشيات مسلحة كبيرة.

 

ومع تراكم الاخطاء العميقة، والتناقض الغريب، والتذبذب في المواقف، تواصل سقوط حزب الإصلاح شعبياً، وسياسياً، والذي ازداد نتيجة غموض مواقفه من الدفاع عن اليمن من مليشيات الانقلاب التابعة لـ( الحوثيين والمخلوع) . ليتحول مؤخراً الى ( حزب إعلامي بامتياز وظاهرة صوتية) توزع الاتهامات على الجميع، وتهاجم الكل، حتى دول (التحالف العربي) التي قدمت الكثير في دعم اليمن، والدفاع عنها من السقوط بيد ( إيران) ومشروعها الفارسي العدائي للعرب .

 

أين اختفت حشود الاصلاح..؟

يقول الاصلاحيون، ان لهم قواعد شعبية عريضة، وواسعة، ولكن لم تظهر الايام تلك الشعبية، إلا في المواقف التي يكون صالح ورفقاءه من حزب الاصلاح، قد اختاروا لها الظهور، اعلامياً .

 

ولا تحتاج المرحلة الحالية، لدليل، على حقيقة ان حزب الاصلاح حزبا متخبطا، إذ ان في اهم مرحلة من مراحل التأريخ والتحولات السياسية محليا وعربيا ودولياً، يثبت الاصلاح انه بلا شعبية، او ان هناك قرار مركزيا من القيادة المحتكرة للحزب، تمنع انصار الاصلاح من الوقوف بوجه مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح، ولو بالمسيرات الشعبية في الشمال، فضلا عن احقية المواجهة المسلحة، خاصة اون الاصلاح حزبا مليشاويا لديه كتائبه المسلحة والمدربة وكثير منهم جهاديون شاركوا في معارك خارج اليمن.

 

وفي كلا الحالتين، سواء الاصلاح بلا شعبية، او له شعبية يراد لها عدم مواجهة المليشيات، فإن ذلك ما يؤكد ان الاصلاح حزبا متخبطاً، او انه وجها آخر، او حليفا خفيا للمخلوع صالح والحوثيين. وهو ما يحتاج الاصلاح لنفيه ميدانيا من خلال انجازاته على الارض في تخليص محافظات الشمال من المليشيات الانقلابية .

 

الاصلاح ( ظاهرة صوتية)

مع كل فشل جديد، للإصلاح، نتيجة العجز القيادي والخواء السياسي الذي يعشعش في فكر قياداته، والكثير من اعضاءه، يتحول لحظتها إلى ” ظاهرة صوتية ” عدائية، تستخدم الإعلام المدعوم عشوائياً، لمعاداة الجميع، فيفتحون النار على كل الاطراف لملء الفراغ، وتعويض العجز الذي لم تنتجه غير الأفكار المغلقة المحصورة بين ( التكسب المالي والسياسي، والانتهازية، وصنع الاعداء من العدم)، وهي نفس الافكار التي لم ينتجها غير حزب المخلوع ( صالح) المؤتمر الشعبي العام  .

 

هذه الظاهرة الصوتية، التي يعيشها حزب الاصلاح، تتجسد فعلياً في غياب أي انجازات له على الأرض، وليس آخرها، عجز الاصلاح عن تحرير مواقع ومناطق الشمال، من سيطرة مليشيات الحوثي والمخلوع، رغم الدعم السياسي والعسكري والمالي، الكبير والخيالي الذي  الاصلاح من دول التحالف العربي.

 

وهذه هي إحدى الفرص  من عشرات الفرص التي لو كان الاصلاح إقتنصها ووقف بإخلاص الى جانب التحالف العربي، لتربع على عرش حكم صنعاء ومحافظات الشمال، لكنه ومثلما تؤكد مسيرته التأريخية، حزب فاشل لا يستطيع إلا استخدام وسائل اعلامه لمهاجمة نجاحات الاخرين، والتشوية بهم، والنواح والشكاوى التي تظهره كــ( النائحة المستأجرة) على حد وصف الكثير من الناشطين المعارضين لحزب الاصلاح.

 

التحالف العربي وفرصة الاصلاح:

 

سقط الاصلاح مجدداً بتضييعه فرصة ذهبية القاها القدر اليهم، بعد عجزهم من التخلص، من علي عبدالله صالح والحوثيين، والثأر منهم، فافلتوا فرصة الوقوف الى جانب التحالف العربي، والقتال الى جانبه، حتى يتمكنوا من الظفر بالحكم، باعتبارهم الجهة الوحيدة التي يمكنها ان تمسك زمام امور صنعاء ومحافظات الشمال، إذا انتصرت على مليشيات الحوثيين والمخلوع صالح .

 

لكنهم، ونتيجة العقلية البليدة التي لم ولن تكون سياسية يوما ما، أرادوا ابتزاز التحالف العربي، بشروط وضمانات حتى يقاتلوا المليشيات التي هي في الاصل عدوة لهم، وأرادت تصفيتهم ومسحهم من الخارطة اليمنية .

 

ترك الاصلاح هذه الفرصة لتذهب مع الرياح، بغباء مركب، ناتج عن التفكير المصلحي لقيادات الغفلة الاصلاحية التي لا تفكر إلا كيف تحمي ما نهبته من اموال وثروات، ودون أدنى اعتراض من الاعضاء والقيادات الاصلاحية، التي وجدت نفسها، تائهة تغرد خلف قيادات الحزب المصلحية

 

وسرعان ما يلي تضييع الاصلاح للفرصة الذهبية، ليكونوا على اتم الاستعداد، للبدء بعملهم المتبع دوما بفشلهم المعهود، والذي يحلو لهم تنفيذه، وهو عمليات (الاغتيالات – والارباك الامني – وتغذية الفتن والصراعات المسلحة ) إلى جانب استخدامهم الاعلام لمعاداة الجميع ورمي السهام العشوائية، في حال هستيريا لم يصنعها بهم احد غيرهم .

 

حزب الإصلاح انتهازية بلا حدود :

 

تاريخ حزب الإصلاح منذُ تأسيسه على يد الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح من اجل اضعاف الحزب الاشتراكي اليمني عام 1990، وتاريخه مليء  بالانتهازية التي يسعى الحزب من خلالها  الوصول الى السلطة، ولكن هذه الانتهازية في كل مره توقعه في فشل جديد .

 

من وقوفه مع الرئيس المخلوع ضد الجنوب في حرب 1994م حيث كان حزب الإصلاح الشريك الرئيسي والاساسي في الحرب على الجنوب، وحاول خلال تلك الحرب ان يسيطر على محافظات جنوبية من خلال زرع قيادات موالية له وعلى علاقة بجماعات إرهابية، وهدف في تلك المرحلة الى استخدام القوة والبطش ضد المواطنين والقيادات المحلية في هذه المحافظات، تحت استخدام الفتاوى ورجال الدين وتخويفهم من انهم اشتراكيون وشيوعيون ولا بد من الانصياع لما تمليه عليهم القيادات الإصلاحية التي ترتبط بجماعات جهادية كانت في افغانستان

 

استغل الإصلاح مرحلة ما بعد 1994 ومشاركته نظام الرئيس المخلوع في السلطة، لتوغل في المناصب القيادية العليا للدولة وركز جهوده للسيطرة على التربية والتعليم بشكل أساسي، وزرع الالاف من عناصره ضمن قوات الجيش والامن السياسي، قبل ان يدرك المخلوع صالح خطر الإصلاح ويقصيه من الشراكة عام 1997 م، ليخرج حزب الإصلاح من السلطة، وبيداء ممارسة الانتهازية السياسية مع حزب المؤتمر مجدداً.

 

وعقب شعور الحزب بالإقصاء من السلطة، لجأ الى محاولة العودة اليها من خلال الإعلان على اللقاء المشترك الذي يضم الى جواره عدوه الرئيسي الحزب الاشتراكي اليمني وبعض الأحزاب اليمنية الأخرى.

 

سعى حزب الإصلاح من خلال هذا التحالف الى استمالة الجنوبيين من خلال الحزب الاشتراكي اليمني، الذي كان يتمتع بشعبية في الجنوب، بالإضافة الى هدف آخر وهو الضغط على الرئيس المخلوع لتحقيق مكاسب سياسية .

 

وفي حروب صعدة ظل الإصلاح منحاز الى مليشيا الحوثي، مع ادراكه ان هذه مليشيا متمردة تشكل خطر على اليمن، ولكن تأييده ذلك كان بهدف تحقيق مكاسب سياسية من خلال الضغط على الرئيس المخلوع صالح .

 

وعندما ظهر الحراك الجنوبي في العام 2007 كان حزب الإصلاح احد مؤيدي هذا الحراك وارسل قياداته الى عدد من الفعاليات في المحافظات الجنوبية، لم يكن ذلك التأييد عن قناعة شخصية بمطالب شعب الجنوب ولكن بهدف ابتزاز الرئيس المخلوع صالح لتحقيق مكاسب سياسية إضافية، حيث تكشف ذلك بعد ما يسمى ثورة الربيع العربي، اذ كشر حزب الإصلاح أنيابه على الجنوبيين واظهر انه لا يختلف كثيراً على الرئيس المخلوع صالح في نظرته تجاه الجنوب وشعار الوحدة او الموت .

 

ثورة شباب اليمن التي اندلعت بالتزامن مع ثورات الربيع العربي، لم تسلم ايضاً من انتهازية وتسلق حزب الإصلاح، فبعد مشاهدته نجاح الثورات في بعض الدول العربية، ومحاولة تكرار شباب اليمن تلك لثورات، سعى حزب الإصلاح الى استغلال هذا الزخم الثوري وركب ثورة الشباب، وإعلان قيادات في الحزب تأييدها لها، وذلك بهدف تحقيق مكاسب سياسية وليس ثورة ضد النظام الحاكم الذي الإصلاح في الأصل جزء منه .

 

واتضح ذلك جلياً عند اول تسوية سياسية تضمن عودة الحزب للشراكة في السلطة، وخذلانه دماء الشهداء وتوقيعه على اتفاقية المبادرة الخليجية التي اعادته شريك أساسي للسلطة .

 

وعندما دشن الحوثيين انقلابهم، بحصار الرئيس هادي وحكومته مستغلين تسهيل الإصلاح لهم المهمة بدعوتهم ومشاركتهم الاعتصامات في صنعاء، وعدم التصدي له اثناء اجتياحه صنعاء تحت شعار لن ننجر،  ذهب قيادات الحزب الى محافظة صعدة لمقابلة زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي، وذلك بهدف التقرب منه ليعيدهم للسلطة كشركاء معه.

 

انطلاق عاصفة الحزم بعد اجتياح الحوثيين للجنوب في ظل صمت الإصلاح، غير موازين القوة في اليمن، وسرعان ما اعلن حزب الإصلاح تأييده للعاصفة ومباركته لها، وارسل قياداته الى المملكة في محاولة لاحتواء العاصفة والسيطرة عليها ليكون هو من يتحكم بمجريات الأمور بعد مرحلة العاصفة .

 

واظهر الحزب خلال عاصفة الحزم المستمرة انتهازية كبيرة، فهو سعى للحفاظ على قوته العسكرية، بالتزامن مع سرقة الانتصارات التي تحققت في المحافظات المحررة، ولا سيما في المحافظات الجنوبية التي كانت الامارات شريك أساسي في الانتصارات التي تحققت فيها .

 

وعندما شعر حزب الإصلاح ان الامر ستخرج من تحت يديه في هذه المحافظات، سعى لإشعال الفوضى مستغلاً وجود عناصر له في السلطة، وموالين في الجيش، وذلك بهدف اثارة الفوضى وتعطيل عملية تطبيع الحياة في هذه المحافظات، وتأخير أي انتقال لمؤسسات الدولة الى عدن .

 

احداث ما بعد العاصفة والتي مازالت مستمرة كشفت وجه الإصلاح للأخرين، وباتت وسائل اعلام عربية وخليجية ودولية تتحدث عن انتهازية الإصلاح ومحاولته سرقة الانتصارات التي تحققت في الكثير من المحافظات .

 

 

استمرار الانتهازية سيقابلها استمرار الفشل :

 

مراقبون ومحللون سياسيون يقولون ان الإصلاح سيواصل انتهازيته بهدف الوصول الى السلطة مستخدماً كل الأساليب التي استخدمها سابقاً، ولكنه سيواجه فشل ذريع في المرحلة المقبلة، بحكم الوعي الشعبي الكبير ولا سيما في المحافظات الجنوبية التي باتت تعرف حقيقة الحزب .