هل يحن الجنوبيون لعهد الإستعمار البريطاني؟

عدن (عدن لنج)ماهر درهم:

بعد نجاح بريطانيا في القضاء على النفوذين البرتغالي والهولندي في منطقة الخليج العربي, عقدت أول معاهدة ذات طابع سياسي مع سلطان أحمد (سلطان مسقط) سنة 1798 م, ولم يكد القرن التاسع عشر ينتهي حتى كانت بريطانيا قد عززت نفوذها في الخليج العربي حيث ارتبطت جميع إمارات الساحل العربي وهي و والكويت بمعاهدات سياسية مع بريطانيا كما أخضعت الساحل العماني لنفوذها عام 1820 م.

 

بدأت بريطانيا نفوذها في الجنوب باحتلال جزيرة بريم في مدخل البحر الأحمر سنة 1799 م, ونظرا لأهمية عدن كمفتاح البحر الأحمر قامت عام 1839 م باحتلالها بعد مقاومة عنيفة من السكان.

وبدأ الاحتلال البريطاني لمدينة عدن في 19 يناير 1839 وحتى جلاء المستعمر منها في 30 نوفمبر 1967م ، ووصفت هذه الفترة بالفترة الذهبية لمدينة عدن حيث شهدت تطورا كبيرا في البنايات والشوارع بالإضافة الى البنوك والحركة الإقتصادية حيث كان ميناء عدن الثالث على مستوى العالم بغض النظر أن كان هدف بريطانيا من إعمار عدن هو لتحقيق الرفاهية وإسعاد مواطنيهم (البريطانيين) أم لا.

وبعد تحقيق الوحدة اليمنية بين الجنوب والشمال في عام 90م تعرضت العاصمة عدن والجنوب لتدمير ممنهج من قبل نظام صنعاء الذي قام بطمس وتدمير معالم عدن الأثرية لتصبح من مدن الدول النامية حيث باتت تفتقر لابسط الخدمات مثل المياه والكهرباء التي عرفتها من عقود طويلة ، ما جعل شريحة واسعة من المواطنين يحنوا للعهد البريطاني بل أن هناك من يرى منهم بأن عدن لا تساوي شيئا وهي بعيدة عن لندن.

في هذا التقرير سلطنا الضوء على أراء المواطنين الجنوبيين بشأن عودة بريطانيا الى عدن او عن امكانية انضمام عدن لدول الكامنولث :

البداية كانت مع استاذ القانون الدولي د.محمد علي السقاف الذي قال:يحق لعدن كمستعمرة سابقة لبريطانيا طلب الانضمام الي عضوية الكمنولث وان لم تكن دولة وقد أطلقت شخصيا هذه الفكرة وطالبت بها منذ عدة سنوات.

واضاف:وقبل ثلاثة أعوام طرحت الفكرة علي وزير خارجية حكومة الظل لحزب العمال البريطاني الذي التقيته مع قيادات من مجوعة تاج في بريطانيا .

 

واختتم حديثه بالقول:وكررت الفكرة مجددا وعرضتها علي مدير مكتب المحافظ السابق عيدروس بان يتقدم المحافظ بهذا الطلب وذلك عند التقائي به في ندوة عقدت في البحر الميت في الاْردن ولا اعرف اذا بلغ المحافظ السابق رسالتي له بالفكرة ام انها ماتت في البحر الميت !؟؟.

 

وقالت الصحفية جاكلين احمد:بالنسبة للتواجد البريطاني في عدن لم يكن تواجد فعال او بناء لأبناء الشعب عموما حيث لم تكن بريطانيا تقدم خدماتها في عدن لأجل العامة بل من اجل ابناءها والخواص والعاملين معها وبالتالي فأن كل الاثار المتواجدة من مباني ومستشفيات ومدارس ليست الا مجرد خدمات تابعة للمتواجدين من البريطانيين وخواصهم والتابعين لهم .

واضافت:ومن ثم لمن اتيحت له الفرصة من الشعب الإستفادة منها لكن غالبية من يتحدثون عن التواجد البريطاني او يتمنون عودته هم لايعرفون ان تواجد بريطانيا وتمدد نفوذها في عدن خاصة والجنوب عامة ما هو الا تمدد ونفوذ إستعماري بحت لا علاقة له بتنمية عدن او الجنوب او لم يكن في اولوياته تنمية عدن والجنوب والحنين لعودتها مبني على معلومات مغلوطه بكون كل مافي عدن من خير هو نتاج الخير الذي وهبته بريطانيا لجنوب اليمن .

واختتمت حديثها بالقول:في الحقيقة ان بريطانيا لم تترك الا ابنية خالية .. ومقار حكومية دون خبرات الا من القليل ممن كانوا يعملون لديها ممن فضلوا البقاء في عدن بعد الإستقلال وما تواجد لاحقا من تطور او مواكبة إقتصادية ولو بطيئة انما هو نتاج سياسة لاحقة ومجهود شعبي ولو شحيح اما سبب تعلق المطالبين بعودة بريطانيا او الحلم بعودة حكمها هو فكرتهم المغلوطة والتي وجدت من يغذيها .. وربما ظنهم ان بريطانيا ان عادت سوف تتغير سياساتها ونهجها خاصة مع التطور العلمي والتكنلوجي الهائل الذي يعيشه العالم .. لكن من وجهة نظري يبقى الإستعمار واحد لاتغيره التكنلوجيا ولا العلم .

 

وردا لسؤالنا بشأن عدم إنضمام عدن لدول الكمنولث قالت جاكلين: في اعتقادي ان السبب الرئيسي لعدم ضم عدن لرابطة الكمنولث كون عدن ليست دولة مستقلة .. كما ينص الشرط الاساسي ان تكون الدول الأعضاء دول ذات سيادة مستقلة .. اي ليست محافظة ولا ولاية .. وبهذا لاتملك اقتصاد مستقل يؤهلها لان تكون عضوا في الرابطة.

ويرى المهندس فهمي كليب بأن العصر الذهبي لعدن والجنوب كان أبان الاستعمار البريطاني بقوله:زمن بريطانيا كانت سنوات إعمار لعدن ونقلت نقلة نوعية إلى أعظم مدن العالم لن أتكلم عن إحتلال أرض وحق الجنوب بأرضه لنتكلم عن فترة التطور والبناء وتأسيس الخدمات والبنية التحتية والإستفادة العظمى من الموقع الإستراتيجي، لذا شهدت عدن نهضة علمية وتطورا فريدا في كافة المجالات جعلتها تتربع على موقع متقدم بين مدن العالم.

 

واضاف: وكانت بريطانيا تركز على عدن وأجزاء من لحج لذا توافقت مع سلطان لحج على أن يتنازل لها عن بعض المناطق كالشيخ عثمان الذي أصبح مركزا تجاريا هاما ولحق به دار سعد لتبعد منطق التوتر عن عدن وإخلاءها من منطقة الصراعات فوجودها ( ) بالنسبة لعدن كمدينة ارتقت لمستوى العالمية نعم هي أحسن السنوات رغم أن الكثير سيعارض هذا.

واشار المهندس فهمي كليب الى ان الجنوب كدولة تمتد من باب المندب إلى المهرة _بست محافظات على قرار الجمهورية بعد الإستقلال_ لم تستفد غالبية المحافظات من تلكم النقلة فظلت أكثر المناطق كأبين وشبوة وأجزاء كبيرة من حضرموت والمهرة تعاني من الجهل وتفشي المرض وعدم الإهتمام بها وحصر النشاط على مدينة عدن وماجاورها وتم الاتفاق مع سلاطين تلك المناطق بإستخدام كمواقع تخدم نشاطها وتسهيل المهام وأحيانا للتهدئة وقت النزاع.

 

واختتم حديثه بالقول:نعم احن لتلكم الايام لأني ارى عدن مدينة السلام زهرة المدائن تدمر على مراحل عدة برغم ألمي على الدماء التي سالت على تربتها وكان أمل الشهداء تتوج بأعلى القم أصبحت شعارات الوطنية تتلاطم بها أمواج رغبة بسلطة جاه ومغنم ومكونات تستخدم كمعول هدم دمرت به تاريخ وحضارة.

 

وتحدث الناشط وديع امان بالقول:الأوضاع المتردية التي كابدها أهل عدن خلال السنوات الأخيرة جعلت البعض منهم يحن لعودة الإستعمار البريطاني غياب أو تدهور الخدمات الضرورية للمواطن كالكهرباء والمياه وغيرها من الخدمات هي أبرز أسباب هذا الحنين.

 

واختتم حديثه بالقول:كما ان هذا الحنين لايعتبر رغبة ملحة بل هو كنوع من المقارنة بين الماضي والحاضر فما كانت عليه عدن في السابق من تطور وتحضر وازدهار ورفاهية لم يعد له أي أثر في حاضرنا سوى بعض الذكريات الجميلة في ذاكرة أهل عدن.

 

وتحدثت الناشطة الحقوقية هبة عيدروس بتصريح مقتضب أنها ترفض الاستعمار لان الاستعمار يبقى استعمار مهما عمل من انجازات.

 

وقالت الكاتبة الصحفية سهى عبدالله:في ظل الحياة الصعبة والوضع الكارثي الذي يعيشه الجنوب تحت شريحه من الناس وخصوصا التي عايشت وجود بريطانيا تحن لتلك المرحلة فبالرغم من ان وجود بريطانيا كدولة محتله الا انها اهتمت بالإنسان في ذلك الوقت.

 

 

واضافت: ولم تقم بإذلاله .. فالتعليم والصحة والخدمات كانت متوفرة والحياة الكريمة ولكن بالمقارنة بالحياة الان وتحت ظل الشرعية وصل الانسان الى اقصى درجات المهانة والذل .

 

واختتمت حديثها بالقول: اذن ستجد الناس تحن للماضي لرقيه واختلافه عن الحاضر المرير .. فبريطانيا اكثر رحمه مما يحدث الان من مهزلة تدفع الصغير والكبير للحنين للماضي مع الامل في ان الغد يكون اكثر اشراق بحصول وطنا الجنوب على حريته واستقلاله.

 

 

واختتمنا تقريرنا مع الناشطة رانيا عولقي التي قالت:كانت جدتي تحكي لي كثيراً عن بريطانيا وعن ما فعلته لعدن ، ودائماً تنهي حديثها في جملة سلام الله على بريطانيا ، تمنينا كثيراً أن تكون بريطانيا حتى الان في عدن ،ليس لاننا عبيد ونريد الاحتلال بل لاننا رأينا الاحتلال الشمالي ورأينا ما عانيناه من الاحتلال فأصبحنا نرى بان بريطانيا لم تكن أحتلالاً لا باس ان تأخذ بريطانيا مصالحها وتعطي الشعب حقوقه .

 

واضافت: كنا نسمع ذلك كثيراً ، ان اجدادنا ونحن الذي لم نأتي على عهد بريطانيا نحن إليها ونتمنى لو كانت هي من بقت حتى الان أعتقد ان حالنا لكان افضل .. سلاماً على احتلال لم يسلب منا حق انتمائنا سلاماً على احتلال لم يميتنا جوعاً ويسرق منا رغيف قوتنا ، سلاماً على احتلال غادرنا ولم يدمر مديتنا ومازال حتى الان يدفع رواتب المصافي في عدن ..

 

واختتمت حديثها بالقول:لسنا عبيداً ولا نريد احتلال لكن أن كان ما فعلته معنا بريطانيا احتلالا فحياه الله من احتلال ..

 

 

ويحن الأغلبية من سكان محافظة عدن الى أيام الأستعمار البريطاني التي يوصفوها بالأيام الذهبية حيث يتمنوا الإنضمام الى دول الكمنولث البريطاني لكون مدينتهم ضلت تحت الحكم البريطاني 129عام فيبقى السؤال  هل لازالت تحن بريطانيا لعدن ولأهل عدن ؟ هل ستقبل إنضمام عدن ضمن دول الكمنولث ؟