ميد دريم ... خيار سيئ لكنه الوحيد

المكلا (عدن لنج) ايوب عامر:

هي وسيلة النقل البحرية الوحيدة التي تعمل في نقل المواطنين من سقطرى الى المكلا والعكس وتعد نسبياً همزة الوصل الأمنة بين الجزيرة واليابسة ، على غرار زوارق الصيد التي يستقلها بعض المواطنين لتنقلهم رغم خطورتها.

 

ميد دريم ... والبداية

 

هي سفينة صنعت في عام 1980 وكانت تعمل لنقل المسافرين من بيروت الى قبرص وتتسع حوالي مئتين مسافر ، وفي مطلع العام الماضي اطلقت اولى رحلاتها من المكلا الى سقطرى واستبشر المسافرين خيراً بوجود سفينة ميد دريم لما توفرة من خدمات ، كصالات مكيفه ومطعم واماكن استحمام نظيفة، وشاشة مسطحة ، كل هذه الخدمات هي متواجدة في مكاتب السفينة واعلاناتها الملصقة بالشوارع الا ان الواقع عكس ذلك ،لان المكيفات لاتعمل والحمامات متسخة والاكل الموجود بالمطعم رديء جداً.

 

 

ميد دريم... والمتاجرة بارواح البشر

 

لكل شيئ في هذا الكون عمل معين وقدرة محددة ، الا ان ميد دريم خالفت كل الاعراف والقوانين الموضوعه في مجال النقل ، فميد دريم صنعت خصيصا للابحار عبر مياه الانهر، لان الغاطس مسطح وليس كاسرًا للامواج المخصص للابحار في المحيطات، وعمق غاطس ميد دريم 2 متر فقط، وهو مايشكل خطورة كبيرة للركاب الذاهبون لجزيرة سقطرى عبر ميد دريم التي تعبر المحيط العربي بخطورة بالغة.

 

 

وعدد الركاب في الرحلة الواحدة غالباً مايتجاوز الاربعمئة مسافر .! فتلقى بعض الركاب يقفون من دون مقاعد والبعض الاخر ينام على سطح السفينة تلسعه اشعة الشمس الحارة في اوقات النهار ، ناهيك عن الحمل الزائد من البضائع التي يتم نقلها والذي غالباً مايثقل السفينة ويجعلها تنزل عن منسوب المياه المحدد ،مما قد يتسبب بغرق السفينة وتعرض الركاب للخطر،

 

ويقول احد المسافرين على ظهر السفينة حمدان محضار :" انه وبعد انطلاق السفينة بلحظات ، صُدمنا بعدم توفر الخدمات على ظهرها فاجهزة التكييف لاتعمل ولا توجد مظلات على سطح السفينة فتلقى المسافرين بين خيارين لا ثالث لهما ، اما ان يبقوا في الصالات مع الحر الشديد او يذهبوا لسطح السفينة وتشويهم حرارة اشعة الشمس ،ناهيك عن رداءة الطعام الذي يباع باسعار باهضه واتساخ وعدم نظافة اماكن الصرف الصحي الامر الذي ادى الى كثير من حالات الاغماء بين المسافرين".

 

 

ميد دريم ...اهمال وعدم التزام بالمواعيد

 

 

استهتار واهمال القائمين على السفينة وعدم احترامهم للمواعيد يلاحظه كل من يسافر على متن ميد دريم ، فالوقت والتزامات المسافرين هو اخر هم لإدارة السفينة، فمواعيد انطلاق السفينة غالباً ما تتأجل وليس لها وقت محدد ،ويتحدث سالم احمد احد الاعلاميين المسافرين عبر سفينة ميد دريم:" انه الشهر الماضي تم تأجيل رحلتنا لمدة اربع ايام وبدون عذر مقنع".

 

واضاف:" خلال فترة التأجيل كنا نتواصل مع ادارة السفينة ولم يحددوا لنا يوم بل كانوا كل يوم يقولوا لنا بكرة بيكون السفر ولمدة اربع ايام ونحن على هذا الحال".

 

واردف قائلاً:" كان عندنا جدول عمل ووقت محدد لزيارة سقطرى والمغادرة منها وهو اسبوع ولكني اضطررت للمكوث بسقطرى اسبوع اضافي بسبب عدم التزام سفينة ميد دريم بالمواعيد وهو الامر الذي تسبب لي بخسارة مادية جراء مكوثي اسبوع اضافي في الجزيرة وعدم عودتي في الوقت المحدد من قبل الجهة التي اعمل لديها".

 

 

رسائل من المواطنون ...للجهات الحكومية المختصة

 

 

ويعاني المواطن في سقطرى من غلاء قيمة تذكرة السفينة والتي تبلغ خمسة عشر الف ريال يمني وهو مايقارب خمسين دولار امريكي للذهاب ومثلها للاياب،

 

وقال احد سكان الجزيرة ابراهيم احمد:" اضطر الى دفع ثلاثون الف ريال وهو مايقارب ثلثين راتبي لاحصل على تذكرة ذهاب واياب في السفينة وهو مايؤثر على معيشة السكان في الجزيرة ، مما يضطرهم للبقاء في عزلة عن العالم".

 

واضاف:" نطالب الجهات الحكومية المختصة بتخفيض قيمة التذكرة لكسر العزلة عن سقطرى وعمل رقابة على اداء السفينة لتحسينه وتطويره لتسهيل عناء السفر وجذب المسافرين لكونها الخيار الوحيد المتاح لديهم".