كيف استقبل اهالي عدن شهر رمضان(تقرير خاص)

عدن (عدن لنج)عماد بابطاط:

هي عدن ، حاضنة الديانات والاعراق ، حاضنة الماضي والمستقبل ، مدينة الحب والسلام ، هي عدن التي احتوت الجميع دون اقصاء او تهميش .

 

يهل عليها شهر رمضان المبارك بعد عامين من تحريرها من مليشيات الظلام ،مليشيات اكلت الاخضر واليابس ؛ واهلكت الزرع والسل .

 

لا يكاد بيت واحد في عدن لا يحتضر ذي استشهاد او جرح احد افراد المنزل العتيق ، فمليشيا المسيرة الشيطانية ابت الا ان تدمر كل شيء جميل ؛ ابت الا ان تقتل كل شيء يتحرك امامها .

 

يختلف رمضان هذا العام تماما عن باقي السنوات الماضية من عدة نواحي ونبدأ بسردها للقارئ الكريم :

 

ارتفاع السلع الغذائية :

في هذا العام تختلف اسعار السلع الغذائية تماما عن باقي السنوات الماضية ، بالرغم من توفير السلع الغذائية من بعض المنظمات والمؤسسات الخيرية ، الا ان اسعار السلع الغذائية ارتفعت بشكل جنوني، ربما السبب الرئيسي هو انهيار العملة المحلية مقابل العملات الاجنبية.

 

العادات والتقاليد :

في ظل سيطرة مليشيات الحوثي وصالح على المحافظات الجنوبية وابرزها محافظة عدن ، الا ان اغلب العادات والتقاليد القديمة لأهالي استمرت في ظل السيطرة الحوثية على المساجد في عدن ، كانت الوشاحات الترحيبية التي تقام قبل رمضان مستمرة ، فمثلا مسجد ابان في كريتر استمر في تقديم الاشعار الترحيبية ،ومسجد الغفار في المعلا ايضا، ولكن في الوقت الحالي في ظل تحرير عدن من المليشيات قامت جماعات مسلحة مجهولة بمنع اقامة هذه العادات والتقاليد في المساجد بقوة السلاح .

 

ومما يدخل بعض البهجة والفرح في قلوب العدنيين ، هي تلك العادة التي تتزايد في شهر رمضان هي تبادل الاكل بين الجيران،

الفرحة العامة :

اختفت مظاهر الفرح باستقبال رمضان في اغلب المنازل العدنية ، يعود السبب الرئيسي الى فقدان هذه الاسر بعض افرادها، منهم من استشهد في الحرب الاخيرة ، ومنهم من غادر الى بلدان اخرى لتلقي العلاج ، ومنهم لا زال اسيرا في يد المليشيات الحوثية او مفقودا .

امراض واوبئة :

انتشرت في الايام الاخيرة قبل قدوم شهر رمضان المبارك بعض الامراض والاوبئة التي ادوت بحياة الكثيرين في عدن ، فوباء الكوليرا انتشر مؤخرا في اطرف عدن وبعض مديرياتها ، وقد صرحت العديد من المنظمات الدولية والصحية بإصابة اكثر من 300 شخص بهذا المرض القاتل .

وعود كاذبة :

استقبل اهالي عدن شهر رمضان المبارك بإنطفاء الكهرباء لساعات في ظل ارتفاع درجات الحرارة ، وقد وعدت الحكومة اليمنية بإضافة 100 ميجا لكهرباء في العام 2016 كطاقة مستأجرة؛ وفي نهاية المطاف تم افتتاح محطة 60 ميجا في اول رمضان والتي لاتغطي العجر في محطات كهرباء عدن .

 

الامر الذي جعل المواطن العدني يعاني الامرين، درجات حرارة مرتفعة ، انقطاع التيار الكهربائي لساعات طويلة ، وقد توفى 3 اشخاص قبل ايام من مرضى القلب والضغط بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي .

 

نظم نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي وقفة احتجاجية سلمية في ساحة العروض اطلق عليها اسم ( مسيرة الشموع ) تنديدا بما اسموه العقاب الجماعي لعدن ، نتيجة لكثرة ساعات الانطفاء ، مرددين شعارات مناهضة للحكومة الشرعية ووعودها الكاذبه بحل مشكلة الكهرباء في العاصمة عدن .

 

وقام مواطنون بقطع العديد من الشوارع الرئيسية في العاصمة عدن احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي .

عودة الحكومة :

عادت الحكومة مؤخرا الى عدن، فور وصولهم افتتحوا محطة الطاقة القطرية المقدرة ب 60 ميجا الموعودة ، علق المواطن العدني آماله على المحطة الجديدة آملين ان تنتشلهم من الموت البطيئ وكثرة ساعات الانطفاء، تعدلت ساعات الانطفاء من 4 ساعات وتشغيل ساعة ،الى 3 ساعات تشغيل مقابل 3 ساعات انطفاء لمدة يومين فقط.

وها هو المواطن العدني يعود الى السيناريو القديم وتقليص ساعات التشغيل تدريجيا من 3 ساعات الى ساعتين .