حروب إيران المكشوفة في اليمن

عدن لنج - صحف :

الخليج الاماراتية :

مع مرور كل يوم، تتراكم الأدلة على الدور الإيراني التخريبي في اليمن والمنطقة بشكل عام، وفي تطورات الأيام القليلة الماضية، عاد الدور الإيراني للبروز مجدداً من خلال استهداف ميليشياتها في اليمن، المتمثلة بجماعة الحوثي، للأراضي السعودية عبر إطلاق صاروخ باليستي على العاصمة الرياض، والذي وإن لم يصب هدفه بعد اعتراضه وإسقاطه في الجو، إلا أنه أعطى مؤشراً على إصرار إيراني على تخريب المنطقة عبر أدواتها وأذرعها المختلفة، ومنها اليمن، حيث لا تزال جماعة الحوثي تنفّذ سياسة إيرانية خبيثة تهدف إلى مزيد من إشعال الأوضاع، غير مبالية بالمعاناة التي تسببها مغامراتها على الشعب اليمني، الذي وجد نفسه ضحية الأطماع الإيرانية.
المجتمع الدولي صار يدرك أبعاد تدخل إيران في اليمن، والهدف من الدعم المستمر الذي تقدّمه لميليشياتها في اليمن، سواء عبر الأسلحة أو عبر الخبراء الذين يتواجدون في العاصمة صنعاء وصعدة، المعقل الرئيسي للجماعة الحوثية الإرهابية، والتي تعمل على تسخير كل إمكاناتها لإطالة أمد الحرب، ظنّاً منها أن ذلك يساعدها على البقاء لفترة أطول، لكن كافة المؤشرات تؤكد أن إيران وميليشياتها تخسر كل يوم مزيداً من الأراضي لصالح الشرعية التي باتت على تخوم العاصمة صنعاء، ولها مواقع متقدمة في الساحل الغربي بالبحر الأحمر، إضافة إلى تطهيرها للمناطق التي ظلّت ترزح تحت سيطرة الميليشيات الإيرانية في محافظة شبوة.
المؤامرات الإيرانية في إعادة خلط الأوراق لم تعد تنطلي على أحد، فالمجتمع الدولي أصبح يدرك حقيقة هذه المؤامرات، والدور الذي تقوم به طهران في اليمن وفي بقية المنطقة العربية، وفي هذا الصدد يؤكد الأمين العام للأمم المتحدة أنتونيو جوتيريس أن الأمم المتحدة تأخذ على محمل الجد المخاوف التي تبديها المملكة العربية السعودية من الدور الإيراني في اليمن، وما يتركه ذلك من مخاطر على أمنها القومي، فيما يشير المتحدث باسم التحالف العربي العقيد الركن تركي المالكي إلى أن المجتمع الدولي أصبح يدرك خطورة التدخلات السافرة للنظام الإيراني في المنطقة، ويرى أنَّ استمرار إطلاق الصواريخ الباليستية على السعودية، يثبت استمرار تهريب الصواريخ الإيرانية إلى ميليشياتها في اليمن.
لا يخفى على أحد بصمات إيران في تزويد الحوثيين بالسلاح، من بينها الصواريخ الباليستية، وفي هذا الصدد تؤكد السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي، أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون على السعودية، الثلاثاء الماضي، يحمل جميع بصمات هجمات سابقة باستخدام أسلحة قدّمتها إيران للجماعة المتمردة على قرارات الشرعية الدولية.
تخطئ إيران عندما تعتقد أن استمرارها في دعم جماعة متمردة يمكن أن يجنّبها عقوبات المجتمع الدولي، الذي أصبح على يقين من أن إطالة أمد الحرب وانسداد أفق الحل السياسي للأزمة في اليمن، إنما يعود بدرجة رئيسية للتعنّت الذي تبديه ميليشياتها، متمثلة بجماعة الحوثي، تحت وهم القدرة على الصمود بمبررات واهية، لا يجني من وراء هذه السياسة سوى الشعب اليمني من ويلات الحرب التي تشنّها جماعة الحوثي المتمرّدة عليه منذ أكثر من ثلاثة أعوام، بدعم ومؤازرة من إيران، وهي حرب مكشوفة صار الشعب في اليمن يدرك أبعادها ومخاطرها وتأثيرها في وضعه الداخلي وعلاقته بمحيطه العربي.