تحرشات تركية تنذر بمناوشات عسكرية في المتوسط

عدن لنج - متابعات

أثار اعتراض قطع بحرية تركية، طريق سفينة تابعة لشركة “إيني” الإيطالية لاستكشاف الغاز في البحر المتوسط مؤخرًا، غضب الأوساط الأمنية في مصر، وسط تخوفات من وقوع مناوشات عسكرية تؤثر على أعمال حقل “ظهر” المكتشف حديثًا.

 

 

 

وأكّدت وسائل إعلام قبرصية خلال الساعات الماضية، خبر اعتراض السفن الحربية التركية لسفية “إيني”، لافتة إلى أن القوات البحرية التركية تنفذ مناورات بالقرب من منطقة التنقيب عن الغاز المصري.

 

 

 

ودأبت صفحة وزارة الدفاع المصرية خلال اليومين الماضيين، على بث مقاطع فيديو حملت شعار “القوات البحرية.. عمالقة البحار”، حاولت من خلالها توجيه رسائل بالإجراءات التي تتخذها القوات البحرية لحماية حقل “ظهر” في البحر المتوسط.

 

 

 

ودخلت مصر وتركيا الأسبوع الماضي في مناوشات كلامية حول التنقيب عن الغاز بالبحر المتوسط، بعدما أعلنت أنقرة عدم اعترافها باتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر وقبرص، قبل أن تحذر القاهرة من محاولة المساس بسيادة مصر على المنطقة الاقتصادية الخاصة بها في شرق المتوسط.

 

 

 

وقال وكيل جهاز المخابرات المصري سابقًا، اللواء محمد رشاد، إن تركيا “ستواصل تحرشها بالسفن والأطقم العاملة بالتنقيب عن الغاز في المنطقة المشتركة بين مصر وقبرص واليونان”.

 

 

 

وأضاف رشاد في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن “تركيا تحاول من خلال استفزازها للأطراف الثلاثة المشاركة في التنقيب عن الغاز، تحويل الصراع الاقتصادي والسياسي إلى صراع حربي في المنطقة”.

 

 

 

وتوقع أن تعقد الدول الثلاث اجتماعًا تشاوريًا للرد على التحركات التركية الأخيرة، مشيرًا إلى أن هناك احتمالية لتقديم شكوى إلى الأمم المتحدة حول تهديدات تركيا، وكذلك تحركاتها في البحر المتوسط.

 

 

 

ولفت رشاد إلى أن مصر “تعمل حاليًا على تجنب الدخول في صراع عسكري أو مناوشات مع الجانب التركي، لتأثير ذلك على استقرار المنطقة، وتحقيق الأهداف الاقتصادية التي تحاول مصر إنجازها في مجال الغاز والبترول”.

 

 

 

وقال مدير مركز يافا للدراسات الاستراتيجية، رفعت سيد أحمد، إن “المناوشات العسكرية التركية لمنع عمليات التنقيب في البحر المتوسط تزيد من احتمالية المواجهة العسكرية بين أنقرة والقاهرة”، مشيرًا إلى أن “كافة المؤشرات تزيد من احتمالية هذا الصدام في حال فشلت المحاولات السياسية والدبلوماسية للتهدئة بين البلدين”.

 

 

 

وأكّد سيد في تصريحات لـ”إرم نيوز”، أن مصر “سترد على أي حماقات ترتكب من قبل تركيا لضمان حقوقها النفطية”، مطالبًا بـ”ضرورة التنسيق مع الجانب القبرصي والمنظمات الدولية بكافة الانتهاكات التركية قبل التحرك حيالها”.

 

 

 

وشدد على أن مصر “قادرة على الحفاظ على حقوق مصر في المياه الإقليمية بالبحر المتوسط”، مبينًا أن “الأطماع التركية في النفط المصري قديمة”، على حد تعبيره.

 

 

 

ودعا إلى “استخدام كافة الوسائل الدبلوماسية والعسكرية للحفاظ على حقوق مصر التاريخية، وردع أي محاولات تسعى لسلبها”.

 

 

 

ونجحت شركة “إيني” الإيطالية في اكتشاف حقل “ظهر” بمنطقة امتياز شرق البحر المتوسط، والذي يغطي نحو 100 كيلو من مساحة الامتياز.

 

 

 

وأطلقت مصر و”إيني” إشارة بدء الإنتاج المبكر للغاز في كانون الأول/ ديسمبر 2017 بمتوسط إنتاج 350 مليون قدم مكعب، يتزايد تدريجيًا ليصل إلى 1.2 مليار قدم مكعب يوميًا قبل نهاية النصف الأول من العام 2018، كما تقدر استثمارات تنمية الحقل بـ 16 مليار قدم مكعب طوال فترة المشروع.