نص كلمة محافظ حضرموت في الذكرى الثانية للتحرير

عدن لنج / خاص

"الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد بن عبدالله الصادق الأمين وعلى آله وصحبة أجمعين.

الأخ/ وكيل أول محافظة حضرموت
الإخوة / أعضاء مجلس النواب والشورى
الإخوة/ الوكلاء والوكلاء المساعدون
الإخوة / مدراء العموم والشخصيات الإعتبارية والعلماء والمشائخ
الأخوة/ ممثلي الأحزاب والتنظيمات السياسية
الإخوة/ قادة المؤسسات العسكرية والأمنية
الإخوة/ ضباط وصف وجنود المنطقة العسكرية الثانية

الحاضرون جميعاً كلٍ بإسمه وصفته
الحفل الكريم ..

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأسعد الله بالخير صباحكم .

يسعدني ويشرفني أن أقف أمامكم في صبيحة هذا اليوم المجيد بإسمي شخصياً وباسم قيادة السلطة المحلية محافظة حضرموت وقيادة المنطقة العسكرية الثانية لأحييكم أحر وأخلص تحية وأنقل إليكم تحيات وتهاني فخامة الأخ المشير الركن/ عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية- القائد الأعلى للقوات المسلحة لكم ومن خلالكم لكل أبناء حضرموت بمناسبة الذكرى الثانية لمعركة تحرير مدينة المكلا وساحل حضرموت المنتصرة ..

ففي مثل هذا اليوم 24/إبريل /2016م كانت المفاجئة وكان الإنتصار لقوات المنطقة العسكرية الثانية والمسنودة بدعم أخوي لقوات التحالف وفي طليعتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقتين اللتان كانتا بالفعل خير السند والداعم لقواتنا ومنذُ أن بدأت فكرة دحر تنظيم القاعدة وأعوانه من المكلا ومدن وقرى ساحل حضرموت فقد كان للأشقاء دور متميز وبارز في عملية الإعداد والتنظيم والتدريب والتسليح لقوات النخبة الحضرمية التابعة للمنطقة العسكرية الثانية و من حيث تجميع و تموضع هذه القوات في المعسكرات رماه ومناطق مجاورة أخرى .
وبعد أن اقتنعت القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ/ رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة ودول التحالف بجاهزية القوات بتنفيذ المهام القتالية تم إعداد الخطة العسكرية لمعركة التحرير والتي تضمنت القيام بالهجوم على مدينة المكلا ومناطق الساحل من ثلاثة محاور .
لقد كانت بالفعل معركة نوعية مشهود لها تم حسمها خلال أقل من 48 ساعة وبمساندة طيران التحالف الذي دمر معسكرات وتجمعات القاعدة وبنيتها التحتية وغرف العمليات التابعة لها كما لعبت قواتنا الدور البارز في هذه المعركة وكان لجنودنا وصف الضباط والضباط الذين كانوا يشكلون المزيج بين الحداثة والخبرة ،،، حماسة شبابنا وحسن قيادة ضباطنا كانت لهم الأفضلية ولم يقوى تنظيم القاعدة على مواجهتهم وسرعان ما تقهقر وأنسحب يجر ذيل الهزيمة خلفه .

الإخوة الحاضرون جميعاً ..

الحفل الكريم ..

لم تنتهي معركتنا ضد تنظيم القاعدة عند هذه الحدود وكان يوم 24/إبريل/2016م هو بداية النهاية . بداية معركتنا المفتوحة ضد تنظيم القاعدة الإرهابي الذي سيطر على المكلا وساحل حضرموت مدة عام كامل عاث في الأرض الفساد ودمر ونهب خيرات المحافظة وأوقف وعطل مرافق الدولة ومؤسساتها وشل الحياة العامة .. وبعد الإنتصار والتحرير وضعنا خطة الإنتشار ومتابعة العناصر الإرهابية ومداهمتها في البيوت والجبال والوديان والمزارع وتم القبض على عناصر إرهابية مطلوبة أمنياً محلياً و دولياً . وما كان ذلك ليتم بنجاح لولا تكاتف وتلاحم وتعاون مواطني محافظتنا الذين ساعدوا القوات على الإستدلال بمواقع هذه العناصر ومواقع ومخازن الأسلحة والمتفجرات التي كانوا يستخدمونها في عملياتهم الإرهابية حيث تم الإستيلاء على نحو أكثر من 90 طن من المتفجرات وتمت عمليات رصد ومتابعة هذه العناصر التي انتقلت إلى مواقع جبلية وعرة وصعبة المسالك ومنها على وجه الخصوص وادي المسيني بمديرية حجر غرب المكلا والذي تم وبحمد الله مداهمته في مارس من عامنا الجاري وتدمير الموقع والإستيلاء على محتوياته من أسلحة وذخائر ومتفجرات ووسائل اتصالات وقتل عدد من الإرهابيين.

أيها الحاضرون جميعاً..

الحفل الكريم ..

وبالرغم من كافة الإنتصارات التي حققتها قوات نخبة المنطقة العسكرية إلا إنها لم تسلم من حملات التشهير والتي كنا نواجهها بمزيد من العزيمة والإصرار وبمزيد من اليقظة لتخرس تلك الأصوات النشاز والتي لن تغير في الأمر شيء لأن قواتنا في المنطقة العسكرية الثانية بعون من الله وإرادة قادتها وأفرادها ومن خلفهم كل أبناء حضرموت قد حسمت أمرها مستمدة شرعيتها من قرار التشكيل الصادر بقرار جمهوري بل وعززتها ميدانياً بإنتصاراتها على فلول عناصر تنظيم القاعدة وقوة وإرادة شباب وهبوا حياتهم لإنتصار حضرموت وأشعلوا النار وجعلوا الأرض تزلزل تحت أقدام الإرهابيين ومن يقف خلفهم .. ويسطروا تلك الملحمة البطولية في 24/إبريل 2016م والتي سيظل التاريخ يدونها في صفحاته بأحرف من نور .. شباب بعمر الزهور قادة شباب ومخضرمين قادوا معركة تحرير المكلا وساحل حضرموت وبدعم من الأشقاء في التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة .. شباب كان شعارهم نموت وتبقى حضرموت دوماً منتصرة .. وحضرموت لم ولن تكن أبداً حاضنة وملجأ آمن للإرهاب والإرهابيين .. وستظل قواتنا ومحافظتنا خط أحمر مسطر بدماء الشهداء .

ويحق لنا اليوم أن نتوجه لأولئك المتباكون على جدرانهم المنهارة والباحثون عن الوهم في السراب واللاهثون خلف المجهول لنقول لهم مجدداً أن النخبة الحضرمية هي مكون رئيسي لقوات المنطقة العسكرية وبأن حضرموت جزء مكمل لهذا الوطن الكبير وهي القلب النابض والرئة التي يتنفس بها الجميع .. وعلينا أن نفخر بتاريخنا وإرثنا الثقافي والفكري والسياسي .. كما يحق لنا أن نفخر أيضاً بأننا أصحاب الريادة في كيفية بناء مؤسستنا العسكرية والأمنية بالمحافظة في زمن الحرب وكيف تنفذ مهامها على أكمل وجه ودون ضجيج أو صخب إعلامي .. لنا أن نفخر بتحقيق إنتصاراتنا وأساليب تضحياتنا وإقدامنا وبسالة أفرادنا وقادتنا .
لقد برهنت التجربة في حربنا مع قوى الشر والإرهاب من عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي واستخلصت جملة من الدروس والعبر فهي أولاً ، أكدت بأن قوات نخبة المنطقة العسكرية الثانية استطاعت أن تنفذ مهامها القتالية بصورة رائعة ووفقاً والخطط المعدة لها سلفاً وثانياً، فإن هذه القوات قد أتبعت الأساليب والطرق العسكرية الراقية في حربها ضد الإرهاب وهزيمته وثالثاً ، فـأن حضرموت لم ولن تكن قط حاضنة للإرهاب والإرهابيين ورابعاً ، فإنها قد جسدت وبما لا يدع مجالاً للشك واحدية وتماسك هذه القوات مع مواطني المحافظة الذين أسهموا بسقط وافر في تحقيق هذا الإنتصار وخامساً ، أن هذه القوات وجدت لتبقى شريك فاعل مع كل القوى المحلية والإقليمية والدولية في مكافحة الإرهاب أينما وجد وفي أي ظروف كانت وأصبحت تتطور باستمرار وتتعلم أكثر من خلال التدريبات ورفع ومستوى الإنضباط والجاهزية القتالية والمعنوية ما جعلها تحظى بالتقدير والإحترام بين مواطني المحافظة بل وتتجاوز سمعتها نطاق وحدود المحافظة والوطن لتحلق في سماء الإقليم وعلى المستوى الدولي ومحط إهتمام القوى المحبة للسلام والمكافحة للإرهاب .. كما يكفينا فخراً مساندة القيادة السياسية ودعمها لهذه القوات الحضرمية وأخيراً فأن الأمن والأستقرار الذي نعيشه في حضرموت كان من بين أبرز النتائج المثلى ليوم 24/إبريل/2016م التي نحتفل اليوم بذكراها الثانية وكذلك عودة تطبيع الحياة العامة بالمحافظة وعودة نشاط مرافق الدولة الإنتاجية والخدمية والتنموية .

الإخوة الحاضرون .

الحفل الكريم ..

إنه وبعد تحقيق النصر وتحرير مدينة المكلا وساحل حضرموت وإستتباب الأمن والإستقرار فقد أتجهنا نحو الملف الآخر الذي لا يقل شأناً و أهمية عن الملف الأمني بل و مكمل له وهو الملف الخدمي والتنموي .. فقد شهدت العامين المنصرمين أي منذ 24 /إبريل /2016م وحتى اليوم تحقيق العديد من المكاسب والمنجزات.
 ففي قطاع التعليم والذي أوليناه عناية خاصة بالنظر للأهمية التي يحتلها التعليم في بناء المجتمعات وتم إنجاز بناء وترميم وإعادة تأهيل وبناء صفوف دراسية جديدة مع ملحقاتها وبناء قاعات المحاضرات وقاعات الأنشطة ورياض الأطفال والمسارح والظلات كما تم معالجة النقص الحاد في المعلمين من خلال التعاقدات مع المعلمين وإنشاء صندوق دعم التعليم وتجدر الإشارة إلى أن هذه المشاريع قد شملت مختلف مديريات الساحل .

وفي مجال الصحة .. فقد شهد القطاع الصحي في محافظة حضرموت جملة من التطورات سواءً من حيث تطوير البنية التحتية أو من حيث مستوى الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين في المستشفيات والمراكز والوحدات الصحية رغم الصعوبات التي تواجه القطاع من حيث عدم توفر الإمكانيات اللازمة والموازنات التشغيلية التي من شأنها الدفع بعجلة هذا القطاع نحو الأفضل ..

 ومع ذلك فأن جهود طيبة قد بذلتها الصحة وبالذات في مجال التحصين من الأمراض الفتاكة مثل الكوليرا الذي بدأ يغزوا محافظتنا وتم احتواءه وبصورة إيجابية وتم الاعلان رسمياً عن أن حضرموت خالية تماماً من داء الكوليرا وكذلك حمى الضنك .. ونجدها مناسبة في أن نوجه الأخوة الأطباء العاملين في القطاع الصحي الحكومي إلى بذل المزيد من الجهود من حيث رفع درجة ومستوى الإنضباط وتقديم خدماتهم للمواطنين الذين يتطلعون لهذه الخدمة في المرافق الصحية الحكومية والذين لا تتوفر لديهم إمكانية العلاج في المستشفيات الخاصة وهذه أمانة في أعناق أطبائنا .

أما في مجال المياه والصرف الصحي .. فقد تم حفر (10) آبار مياه شرب لمدينة المكلا والمناطق المجاورة لها وبدعم من الهلال الأحمر الإماراتي ونسعى إلى تحسين شبكة الصرف الصحي .

أما في مجال الكهرباء .. فإنه يمكن القول بأننا نعاني العديد من الصعوبات في هذا القطاع ومع ذلك فقد أستطعنا خلال الفترة المنصرمة تنفيذ مشروع إنشاء محطة غازية بقدرة (75) ميجاوات في الهضبة لتمويل الوادي ويجري حالياً لإنشاء محطة بقوة (100) ميجاوات لساحل حضرموت وإعتماد محطة بقوة (35) ميجا في مدينة الشحر وبتمويل من السلطة المحلية بالمحافظة وسنظل نسعى بكل ما يتوفر لدينا من إمكانية لمعالجة مشكلة الكهرباء في محافظتنا .

وفي مجال الطرق فيتم تنفيذ مشاريع طرق حيوية وهامة مثل طريق رسب - ساه وطريق المعدي -الهضبة كما بدأ العمل في جسر المعابر مديرية حجر وسنبداء قريباً بإصلاح الطرق الداخلية لمدينة المكلا كما تم إنجاز طريق طريق الغيل الشحر. وبدعم من الهلال الأحمر الإماراتي .

كما أنه ونتيجة للإستقرار الأمني والإداري والتمويني في محافظتنا فقد شهدت المحافظة حركة أقبال متسارعة في مجال الإستثمار حيث تم إعتماد العديد من المشاريع الاستثمارية الحيوية التي يمكن لها بهذا القدر أو ذاك أن تسهم في إمتصاص حدة البطالة بين أوساط الشباب ومن بين هذه المشاريع الإستثمار في مجال المعادن ومواد البناء ومشاريع صناعية وسكنية .. وسيحظى مشروع صندوق دعم الشباب بالرعاية المستمرة خاصة بعد أن تم إنشاءه وتشكيل مجلس إدارة وتعيين مدير تنفيذي له ولجان عاملة متخصصة .

إننا لنجدها مناسبة في أن ندعوا رجال المال والأعمال والتجار الحضارم وغير الحضارم إلى الاستثمار في المحافظة نظراً لما تكتنزة حضرموت من فرص و مجالات وتنوع إستثماري ونحن في قيادة السلطة المحلية على إستعداد لتقديم كافة التسهيلات اللازمة التي ستساهم في إنجاح المشاريع الاستثمارية بالمحافظة .

الإخوة الحاضرون جميعاً ..

الحفل الكريم ..

أما في مجال تطوير مؤسستنا العسكرية. والأمنية فسيشهد المستقبل القريب وستحظى قوات المنطقة العسكرية بعناية فائقة في مجال التدريب والتسليم وإعادة التنظيم .. ويجري حالياً الإستعدادت لإفتتاح كلية الشرطة حضرموت كما تم عقد عدة دورات ضباط وتم تخريجهم وتوزيعهم بحسب احتياج كل وحدة عسكرية في المنطقة العسكرية الثانية .

مرة أخرى نتوجه بالتهنئة لقوات المنطقة العسكرية الثانية في ذكرى إنتصاراتها الثانية إبريل /2018م ولكل أبناء محافظتنا العزيزة متمنين للجميع التوفيق والنجاح في مهامهم المستقبلية وندعوا إلى مزيد من اليقظة والتحلي بروح الإنضباط العسكري والالتزام بتنفيذ المهام والبرامج التدريبية القتالية والمعنوية .

وختاماً فإننا نجدها مناسبة اليوم أن نتوجه بخالص الشكر والإمتنان لقوات التحالف وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وإلى قيادتي وشعبي وجيشي الدولتين لما قدموه من تعاون أخوي أسهم وبشكل فاعل في تنفيدينا لمهامنا وتحقيق إنتصاراتنا.

كما نتوجه بالشكر والتقدير لكل من أسهم في الإعداد والتنظيم والترتيب لإنجاح هذه الفعالية وإظهارها بالمظهر الذي يليق بها كمناسبة سوف نضل نحتفي بها عام بعد عام وذلك تكريماً لإرواح شهدائنا الأبرار الذي كانت لتضحياتهم بأرواحهم طريقاً لإنتصاراتنا .

مرة أخرى نترحم على أرواح شهدائنا بهذه المناسبة.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

اللواء الركن / فرج سالمين البحسني

محافظ محافظة حضرموت قائد المنطقة العسكرية الثانية"