البوكري رحل ولكنه لم يرحل عن ذاكرتنا ويستحق تخليده كل ساعة وليس كل عام

عدن لنج / جلال السويسي

بمناسبة الذكرة الثالثة لأستشهاد قائد عسكري له بطولات في معترك الحياة خلال مراحل حياته بل تركنا ولم يتركنا بدون أن يعلمنا دروس مكتملة في كل معاني الرجولة - نعم لقد تعلمنا منه الوفاء حين نذر نفسه فداء للوطن مقابل ما نآل منه فما كان منه إلأ أن يعلن المواجهة وقتال تلك المجوس الذين أرادوا أن يستبيحوا طهارة هذا الوطن . علمنا دروسا في الغيرة حين غار بنفسه وبأفراد قبيلته وعشيرته وجمع المقاتلين من كل قبائل الصبيحة للوقوف صفا واحد ضد الميليشيات الحوثية وتناسي كل الماضي والتفرغ لصد هذا العدو القادم من مرآن واعتلى قيادتهم في المواجهة وتقدم الصفوف حتى نآل أستشهاده أنه اركان حرب لواء 17 مشاة البطل الشهيد العميد ركن طه البرة البوكري الصبيحي ..

نعم نتذكر فارس من فرسان قواتنا المسلحة ترجل شهيدا مقبلا غير مدبر لقد كان متأصل نآل تلك الأصالة مما ينتمي إليه شهيدنا وهذه الذكرى لم تكن لقول العبارات والجمل بل لنوقف دقائق وساعات نكتب ما قد يقرأه الأجيال القادمة وعبر صفحات التاريخ عن تاريخ فارس مغوار ترجل شهيدا على شأن يكون قاريء هذا الكلمات فيما يكون من حرية وامن وأستقرار ..البرة استشهد في معركة صحراوية غير متكافئة لما يملكه العدو من عتاد دولة ولما للعدو من تحصينات سبق وان تمترس عليها في جبال كانت مطلة على صحاري الجحار ولكن كل هذا لم يثني البوكري عن عزيمته ذو البأس الشديد ولم  يحسب لكل ذلك  شهيدنا البطل طه البوكري إي حساب . بل
كان رابط الجاش ذو عزيمة يكون او لايكون مقابل أن يدحر الخطر عن سواحل العارة وخور العميرة وحتى لاتسيطر هذه الميليشيات الحوثيعفاشي على مضيق باب المندب الممر الدولي ..ولكنه كان بعتاد شخصي وتقدم بما جمعه من مقاتلين من رجال الصبيحة وبمشاركة  ابطال من رجال قبائل الصبيحة  امثال البطل الشيخ علي حسن الأغبري الذي هو الأخر اصيب بجروح نقل على أثرها للخارج ومازال معاق بسبب تلك الأصابة وهناك رجال كانوا صناديد في المعركة امثال جعفر الكعلولي وصالح محمد سعيد الكعلولي وعبده الشبيقي ومعاهم قيادات عسكرية ومدنية كالقائد الأستاذ عبدربه المحولي وأثناء توغلهم بصحاري الجحار المشهورة صبيحة 25 إبريل 2015 والتي  سقط فيها  اول شهيد من ضباط القوات المسلحة   ذات رتبة عالية باراضي الصبيحة انه شهبدنا العميد ركن طه البوكري الذي نحتفل اليوم بالذكرى الثالثة لاسشهاده     وعدد آخر  من الشهداء من رجال الصبيحة وعشرات الجرحى ...

نعم نتذكر في هذا المناسبة ملحمة بطولية بحد ذاتها سطرها صاحب الذكرى السنوية لأستشهاده ابو هيثم ليسما باستشهاده فحسب بل من خلال تشكيل مقاومة الصبيحة من جميع القبائل وتوافق الجميع على أن يقود هذا الجمع من رجال المضاربة وراس العارة وطورالباحة شهيد الجحار ومؤسس اول نواة للمقاومة الجنوبية بالصبيحة أنه البوكري ذلك الأسد الغظنفر  ذات البشرة السمراء الذي خاض الحتوف ضد هؤلاء الأنجاس أحفاد المجوسي خلال  خمس حروب بصعدة .

ثم  تم نقل لواء 17 مشاة الذي كان هو اركان حرب اللواء  إلى ذباب فأنتقل  قائدنا الشهيد البطل طه البوكري اركان حرب اللواء معه إلى معسكر ذباب .

  وبعد  أجتياح العاصمة  عدن من قبل عصابات من بقايا احفاد الفرس فكان شهيدنا  من ضمن الشرفاء الوطنيين الذين  لم يستكينوا للامر الواقع بل قرروا  بأن يقاوموا الغزاة..

وشهيدنا كان رابط الجاش شجاعا مقداما يحب الموت كما نحب الحياة وشهد له الأعداء بذلك  وهذا الصفات التي تجلت في شهيدنا  البرة لم تكن صدفة المنال بل وجدت فيه متجذرة نآلها بالفطرة من بئيته ومن ينتمي إليهم أهله وبناء جلدته الصبيحة رجال حروب  وليس كتاب جروب لقد نآل صفة الشجاعة والأقدام والشموخ والأعتزاز أجداده واباءه رحال الصبيحة الذين كانوا يرفضون الأستبداد وقاوموا الأستعمار الأنحليزي أبآن أحتلالها لعدن وكل تلك الصفات القيادية والشجاعة التي تحلى بها شهيدنا فرضت نفسها على شباب ورجال وقيادات من  ابناء الصبيحة  الذي مرغوا الغزاة بها  وأخذوا بثاره  وفي نفس المكان منطقة الجحار حيث هزموا المجوس شر هزيمة بعد استشهاد قائدهم البطل المغوار طه البوكري فعاهدوا الله ثم الوطن بأن لايذهب دم قائدهم البرة هدر   ..فعادوا ورتبوا الصفوف وعينوا قيادة جديدة من ابناء الصبيحة كانوا خير خلف لخير سلف ..
وحققوا المراد وقتلوا وشردوا وأستأسروا عشرات من الأنجاس المجوس الحوثي عفاشي وحرروا كل مناطق الجحار ومشهور ورأس عمران بقيادة ابطال الصبيحة المناضلين التركي وبن صائل والمحولي والشبيقي وعدد من القيادات الأخرى من قبائل الصبيحة حتى التحموا بمفرق الوهط  بابناء جلدتهم  مقاومة  طورالباحة الذين استعادوا مصنع الحديد.  

نعم أنها لذكرى يجب على الجميع ان يخلدها عرفانا لدماء الشهداء الذي ارتوت الأرض وتطهرت بدمهم لنعيش نحن كما كانوا يريدوا لنا أن نعيش ..

المجد والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى..


فنم هنئيا قرير العين يا ابا هيثم البوكري ..


بقلم مدير أعلام طورالباحة.
ا. جلال السويسي