تحقيق خاص : تفريخ المكونات الجنوبية خطر داهم يقود للتشرذم والضعف

عدن (عدن لنج) قسم التقارير
شكّلت الثورة الجنوبية منذُ إنطلاقتها في 2007 تاريخاً مفصلياً في حياة الجنوبيين الذين سطروا بصبرهم وثباتهم أروع التضحيات البطولية .
 
ولا شك بأن الثورة الجنوبية مرّت بمنعطفات كثيرة وخطيرة جداً ، كان أهمها المعوقات الداخلية حيث حاولت من خلالها قوى النفوذ الحزبية إفشال وهج الثورة الذي لم ينطفئ ، بل زاد ينشر نور مسيرته في باقي المناطق الجنوبية التي لم يصلها وهج ردفان .
 
قدم الجنوبيون من باب المندب وحتى المهرة الغالي والنفيس في سبيل استعادة الارض والإنسان ، الذي سلب منهم لأكثر من 25 عاماً ، ونهبت خيراتهم ومقدراتهم بأسم الوحدة اليمنية منذُ العام 1994م .
 
حاولت قوى الشمال السلطوية والحزبية ومتنفذي الحروب اخماد لهيب الثورة الذي ظل صماداً أمام مؤامراتهم وقمعهم وترهيبهم ، الا انها لم تفلح بشتى السُبل ، فعمدت من حينها  على تغذية الصراعات الداخلية التي كانت البداية لإضعاف سقف المطالب للجنوبيين، وهي الافة التي لم يتداركوها حتى اليوم .
 
 
* الحامل السياسي لقضية الجنوب
 
 
لسنواتً طويلة لم يُعطي العالم لقضية الجنوب ادنى أهمية ، وظل صامتاً حيال المطلبات الشعبية والإنتهاكات الإنسانية التي كانت تحدث ضد أبناء الجنوب الذي خرجوا مسيرات شعبية في كل المدن. 
 
مراقبون يرون بأن هذا يعود الى عدم تشكيل كيان جنوبي موحد يكون الحامل السياسي لقضية الجنوب أمام العالم والمجتمع الدولي بل وتفريخ المكونات من حين الى اخر زاد الطيب بله كما وصفه العديد منهم، وعقب الحرب الظالمة التي شنها الحوثيين استطاع ابناء الجنوب تحرير مناطقهم ، واستتب الأمن فيها ، وعملت بعدها القوى الجنوبية المخلصة على عقد اجتماعات موسعة لتشكيل مجلس إنتقالي يمثل القضية الجنوبية أمام العالم ، وبالفعل تم تشكيل المجلس واعلن عنه بتفويض شعبي يقوده اللواء عيدروس الزبيدي .
 
استطاع المجلس الإنتقالي في فترة وجيزه على تحقيق مالم يتم تحقيقه خلال السنوات العجاف ، ففتح علاقاته الخارجية في عددا من الدول ، والتقى بمسؤولين دوليين من بينهم المبعوث الأممي الى اليمن مارتين غريفيث .
 
 
* تفريخ المكونات الجنوبية
 
 
لم يرق تشكيل المجلس الإنتقالي وتمثيلة للقضية الجنوبية أمام العالم ، لقوى النفوذ الحزبي في اليمن فسعى مسؤولون في الشرعية على تشكيل كيانات مضاده ، هدفها عرقلة التمثيل الجنوبي .
 
وأعلن عبر وسائل الإعلام اليمنية عن تشكيل مكون جنوبي جديد تحت مسمى الإئتلاف الوطني الجنوبي وضم أحزاب ومكونات وشخصيات من الجنوب وأخرى من شمال اليمن، وأعلن أن أولى أهدافه دعم الشرعية وتأييد التحالف العربي والإلتزام بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الدولية ، بالإضافة الى تأييد وضرورة تحقيق مشروع الدولة الإتحادية من ستة أقاليم التي برفضها ابناء الجنوب اسأساً، وأخيراً التمسك بما يخص الجنوب وقضيته وفقاً لمخرجات الحوار الوطني .
 
وهذه الأهداف بالتأكيد تنافي ما خرج لاجله الشارع الجنوبي ، الهاتف بإستعادة أرضه كاملة السيادة .
 
لذا فأن باب تفريخ المكونات الجنوبية لم يكن الا خطراً داهم يقود للتشردم والضعف ، وهذا ما تعمل عليه القوى المعارضة للقضية الجنوبية .
 
 
* هل يحسم الشارع الجنوبي الجدل ؟
 
 
ظلت القواعد الشعبية الجنوبية هي الخيار الذي تستخدمه المكونات الجنوبية الساعيه الى استعادة دولتها تحت أهداف واضحة امام المشاريع المناهضة .
 
يقول القيادي في الحراك الجنوبي أحمد عمر بن فريد :
 
"في كل مرة كانت تفرخ فيها مكونات سياسية بإشراف تعيس من قبل اعداء مشروع الإستقلال، كانت لا تلبث إلا وتنهار قبل ان تبدا نتيجة لرفض الشعب لها وفضحها .. !
 
واليوم ...من يريد ان يعيد التجربة مرة اخرى ظنا منه ان الأمور قد تغيرت فهو واهم ... لان الظروف ربما تتغير ولكن شعب الجنوب لا يتغير".
 
 
ويضيف الكاتب سعيد عبدالله :
 
 
لعبة تفريخ المكونات اخذت وقتها وانتهت وتفريخ المكونات كان له هدف يشبه هدف تفريخ المقاومات 
 
والهدف من تفريخ المكونات والتي هي تابعة لمكوّن واحد كان الاستحواذ على الحل ان وجد او اطالة وتشتيت جهود ومحاولات الوصول للحلول وإطالة امد الأزمات السياسية حتى تستعصي على الحل تماماً كما هو هدف تفريخ المقاومات من جهة واحده الاستحواذ على الانتصار ان حصل او منعه وتعثيره اذا لم يذهب للجهه التي فرخت المقاومات ونوعتها بمسميات مختلفة المبعوث الأممي التقى اطراف النزاع الرئيسيّة وأهمل كل المكونات المفرخة وهذا مسار جديد يَصِل لجذور المشكلة.  
 
 
وأضاف : فشلت تلك الجهود العبثية ونتمنى ان تفهم الشرعية الأمر وتركز ثقل كل مكوناتها ان كان لها ثقل على الارض في دعم وتبني مشروعها هي وتترك لعبة سرقة تمثيل الآخرين وهم يشكلون وزن عسكري وسياسي وجماهيري. 
 
واختتم : 
طريق الحلول يبدأ بالمصداقية والواقعية والاعتراف بالخصوم لا بالكذب والتدليس وادعاء تمثيل اطراف لطمسها اعلامياً وسياسياً رغم تواجدها عملياً على الواقع وتأثيرها فيها.
 
* خارطة طريق الجنوب وابناءه. 
 
ما يتوجب على ابناء الجنوب معرفته في مثل هكذا ظروف حساسة أن الانسياق خلف تفريخ المكونات ماهي الا شباك صياده وقيود تكبيل يهدف من خلفها الى تشردمكم واطفاء نور قضيتكم، فالفصيل الحامل للقضية والذي رسم خارطة الطريق وباجماع وتأييد ومباركة من ابناء الجنوب مد اشرعته البيضاء صادقاً مستمر في قيادة السفينة إلى بر الأمن، قفوا خلف ابناءكم وتمسكوا بمشروعكم الذي لامس تطلعات الجيران وافهم العالم الدولي أننا اليوم متوحدين وسنقف مهما مجدداً مهما طال الزمن مناصرين لأمن دول الأقليم محترمين العهود والمواثيق الدولية وساعين الى اعادة بناء دولة ومجتمع شهد العالم لها.