لأول مرة في الصين، تدشين يوم التراث العربي الصيني غداً

عدن لنج / خاص

فِي تصريح خاص لوسائل الإعلام العربية والصينية ادلى الاستاذ صالح عبد عوض المحبشي، رئيس مجلس الإدارة في مدرسة الصداقة العربية الصينية، التي سوف تحتضن المهرجان الثقافي بالتصريح التالي:
منذ ثلاثة أسابيع ونحن على قدم وساق في خلية عمل مستمرة في مدرستنا في سبيل تهيئة الشروط اللجوستية الجديرة بعرس ثقافي عالمي كهذا، إذ لأول مرة تتاح للجاليات العربية في الصين فرصة تنظيم مهرجان ثقافي مشترك عربي صيني للتراث، ينعقد تحت شعار ( قوافل العرب على طريق الحرير ) وهو شعار متناغم مع شعار مدرستنا بما يحمله من شحنة مفعمة بالفقد والشوق والحنين ( المدرسة في الغربة وطن).

وحينما يفقد الناس اوطانهم سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ، تبقى الثقافة هي من تحملهم ويحملونها في حلهم وترحالهم بمثابة وطنهم البديل، فكونوا معنا غدا سنستحضر أطياف الوطن الحبيب على أجنحة الثقافة القادرة على التحليق في الفضاءات الرحيبة، فضلا عن أن الثقافة هي النافذة الممكنة للتواصل والتعارف والتفاهم والحوار في هذا الكوكب الإنساني الذي بات شديد التقارب والانكماش.

والتراث هو محور كل ثقافة ومعينها الذي لا ينضب، ففيه تستودع الشعوب قيما وعاداتها وتقاليدها وأنماط حياتها ورموزها التي تتجلى أساليب الطعام والأزياء والفنون وعادات الزواج ومراسم الاحتفالات وكل ما يسمى بالفولكلور الشعبي، وهذا هو الغرض من تنظيم يوم التراث العربي الصيني الذي ستحتضنه مدرستنا الفتية؛ مدرسة الصداقة العربية الصينية صباح يوم غدا الاثنين الموافق 14 مايو ٢٠١٨م ، وذلك بهدف فتح نوافذ وآفاق جديدة للأجيال العربية والصينية للتعرف على هوياتها الثقافية الشرقية الزاخرة بالكنوز الثقافية في مختلف مجالات الحياة المختلفة، في يوم التراث سنكون على موعد مع الدهشة والعجب العربية الصينية تتجلى بأساليب متنوعة من الإبداعات الفنية التي سيقدمها تلاميذنا وتلميذاتنا الاعزاء بأشكال تحاكي الموروث الثقافي للشعبين العربي والصين، بهدف تعبيد وتجسير أوصال العلاقات الثقافية بين الشعبين الصديقين على درب الحزام والطريق الاستراتيجي العظيم.


حضوركم يسعدنا ويشرفنا فكونا معنا في اليوم الموعود، حللتم اهلًا ونزلتم سهلا في رحاب مدرسة الصداقة العربية الصينية.

كما أوضح المحبشي أن بان يوم التراث العربي سوف يكون تقليدا سنويا في برنامج مدرسة الصداقة العربية الصينية في نهاية كل عام دراسي، وهو بمثابة استراحة المحارب بالنسبة لطلاب وطالبات المدرسة، بعد عام دراسي زاخر بالجهد والعمل المضني.


وتهدف المدرسة من تنظيم هذا العرس الثقافي العربي الصيني الى تسجير وتعميق العلاقة بين التعليم والثقافة،
إذ أن ثمة علاقة متواشجة بين الثقافة والتربية والتعليم، فالفكر التربوي أيا كانت طبيعته ومنحاه- هو أداة الحضارة ووسيلتها في تخليد ذاتها وضمان انسيابها وتناقلها بين الأجيال، والحضارة هي " الرحم الحي للفكر التربوي" ورغم أهمية الثقافة ودورها في التنمية البشرية، تبقى التربية هي أهم أدواتها ووسائلها في التنمية المستدامة وهي بذلك أوسع نطاق من التعلم والتعليم ذلك لأنها "تتناول الفرد في عمقه وفي سائر طبقات شخصيته وعاداته وانفعالاته وعواطفه وغرائزه الفطرية، إذ تتجه التربية إلى أعماق الذات الإنسانية وهي بذلك سابقة على كل تعلم ومرافقة لكل تعليم ومتصلة في عملية تنمية الإنسان وتثقيفه باستمرار من المهد إلى اللحد، ومن ثم فان التربية هي مهمة أستراتيجية وشاملة ومسئولية عامة تضطلع بها، الأسرة والدولة والمدرسة والمجتمع.

وغاية التربية هي تنشئة الإنسان، أما بواسطة الأسرة: مدرسة المشاعر الأولى. وأما بالتعليم. وليس التعليم سوى ذلك الفرع من التعلم الذي يهدف إلى تثقيف الإنسان وإكسابه القدرة على تكوين الأحكام الصحيحة في المجتمع والقدرة على السلوك والتصرف في مواجهة المواقف والممارسات اليومية في خضم الحياة الاجتماعية بافعال وانفعالات ومواقف حكيمة وحليمة وذكية وأكثر إنسانية.


ويوم التراث العربي الصيني المصهر الذي تنصهر فيه التربية والتعليم والتعلم في بوتقة إبداعية رائعة هي عرسنا الثقافي الذي دون أن يبقى في قلوب وعقول التلاميذ والتلميذات بعد نسيانهم لكل شيء. وذلك هو معنى الثقافة في أخر المطاف؛ انها ما يبقى بعد نسيان كل شيء كما يقولون.