معركة الساحل الغربي تقطع شريان الميليشيا

عدن لنج / متابعات

يرى خبراء أن المعارك الحالية للمقاومة والتحالف في الساحل الغربي، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، تهدف لتأمين ظهر المقاومة وخطوط إمدادها، ليسهل عليها التقدم نحو مدينة الحديدة دون خسائر كبيرة في صفوفها.

إضافة لتأمين المدن والتجمعات السكانية الكبيرة للمدنيين وتجنيبهم ويلات الحرب، وذلك بانتهاج خطط عسكرية محكمة تعمل على الالتفاف على المدن ومحاصرة عناصر الميليشيا دون الدخول معها في اشتباكات مباشرة في المناطق المكتظة بالسكان.

وقال عضو القيادة القطرية لحزب البعث العربي في اليمن الدكتور عبدالرحمن المشرعي: إن معركة الساحل الغربي هي معركة كسر العظم وتحديد المصير بالنسبة للميليشيا الحوثية ومعركة الحياة والبقاء والوجود بالنسبة للشعب اليمني.

وأضاف المشرعي: هذه المعركة تكتسب أهمية خاصة واستراتيجية تميزها عن باقي المعارك في كل الجبهات وإن كان لكل جبهة أهمية وخصوصية تميزها، إلا أن معركة الساحل التهامي تختلف عن غيرها، فتهامة تعتبر الشريان الرئيسي للانقلاب الذي يمده بالحياة، وبمجرد قطع هذا الشريان سوف يتهاوى الانقلاب وينتهي .

لذلك نجد الحوثيين مستميتين ومتمسكين بالحديدة أكثر من أي محافظة أخرى، وذلك للحفاظ على المنفذ الوحيد المتبقي لهم على العالم، الذي بفقده سيصبحون معزولين داخليا في دائرة مغلقة، إضافة إلى أن ميناء الحديدة يمثل ورقة ضغط بيد الانقلابيين في أي مفاوضات بينهم وبين الشرعية باعتباره ثاني أهم ميناء بعد ميناء عدن.

وذلك ما قاله نائب وزير الخارجية الإيراني بأن الميناء ورقة ضغط يجب التمسك بها، حيث يعتبر الساحل عموما والميناء خصوصا أهم مدخل تهريب الأسلحة والصواريخ الإيرانية، التي تدخل مفككة عبر الميناء ليتم تركيبها بعد ذلك في ورش عسكرية، لافتا إلى أن الحديدة ستكون نقطة انطلاق لتحرير باقي المحافظات كصنعاء والمحويت وحجة وريمة وذمار وإب.

محوران للعمليات

بدوره، يشير نائب رئيس شعبة العلاقات العامة بالمنطقة العسكرية الخامسة، الرائد الدكتور متعب الجبلي، في حديثه ل “البيان” إلى أن العملية الحالية التي يقودها التحالف العربي، بإسناد من القوات المسلحة الإماراتية، تنطلق من محورين رئيسيين تحيطان مدينة الحديدة ومينائها من اتجاهين.

وتعتمد خططا عسكرية محكمة لتحرير أجزاء واسعة من الأراضي اليمنية من قبضة الميليشيا الحوثية المدعومة من إيران التي من خلالها ستفقد الميليشيا توازنها، ما يسهل متابعة سقوطها المدوي وفي فترة زمنية قياسية.

ويضيف الجبلي: بدأت التحركات العسكرية في جبهة الساحل الغربي (تهامة) من محورين: محور شمالي يبدأ من المديريات الساحلية لمحافظة حجة والتقدم جنوبا باتجاه محافظة الحديدة وتطويقها من الشمال. محور جنوبي، وهو امتداد لتجميع على الشبكه 600 كيلو متر.

والمسار الثاني والذي يواصل في التقدم من عدة اتجاهات لتحرير المديريات الجنوبية لمحافظة الحديدة وتتمثل في تحرير 3 مديريات وهي التحيتا وزبيد والجراحي ثم التقدم إلى بيت الفقيه والسخنة والدريهمي وصولا إلى مدينة الحديدة.

وبذلك تلتقي مع القوات القادمة من المحور الشمالي، حيث يسهم هذا التكامل الاستراتيجي بين معارك حجة ومعارك جنوب الحديدة ومعارك غرب تعز إلى تحرير أجزاء واسعة جدا من الأراضي اليمنية.

قطع الإمداد

من جهته، يؤكد الإعلامي والناشط السياسي اليمني أسامة الزومي أهمية الاستراتيجية للعمليات الجارية باتجاه معسكر العمري ومديريات موزع والوازعية في تعز هو بالدرجة الأولى قطع طرق الإمداد وتمركزات الميليشيا التي قد تعرقل تقدم قوات المقاومة المشتركة باتجاه مدينة الحديدة عاصمة إقليم تهامة والشريان الاقتصادي للميليشيا.

وهي أهم المحافظات الكبرى الفرعية تحت سيطرة الحوثيين إلى جانب العاصمة صنعاء مستعملة وأجزاء من تعز.

ويضيف الزومي: سيكون تحرير مدينة زبيد ذات الأهمية التاريخية ومفرق مدينة الجراحي إضافة لسواحل ومركز مديرية التحيتا بعد عمليات التأمين الحاصلة والسيطرة على سلسلة الجبال المطلة شرق ساحل محافظة الحديدة ضربة حاسمة للميليشيا تجعل الجغرافيا المتبقية تنحسر تحت أقدامها.

كثافة سكانية

تتميز منطقة الساحل الغربي لليمن بكثافة سكانية كبيرة وأهمية مواقعها الاستراتيجية على امتداد البحر الأحمر ووجود 4 موانئ دولية ضمنها وهي ميناء المخاء، ميناء ميدي، ميناء الحديدة، ميناء الصليف، ناهيك عن المراسي الصغيرة الذي يصل عددها إلى 8 مراس صغيرة وتستخدم للصيد.