مركز 22 مايو الجراحي... جبهة طبية في العاصمة عدن

عدن لنج / خاص

لاشك في أن العمل الطبي هو المعنى السامي للإنسانية, فعلاج الإنسان وإنقاذ حياته ليس بالشيء الهين أو البسيط وجزاءه عند الله عظيم (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً)...والضمير الحي لا يفرق بين مريض وآخر فجميعهم «إنسان» بحاجة للرعاية والمتابعة والإهتمام.

 

ففي ظل الفساد المستشري في قطاعي الصحة والتعليم، وأثره الكبير في تهديد مستقبل الناشئة وحياة المواطن البسيط, وما التدمير الممنهج الذي طال قطاع الصحة وإهمال المستشفيات الحكومية إلا من اجل تشغيل المستشفيات الخاصة مقابل ثمن بخس من ريالات معدودة وعلى حساب صحة الطبقة الفقيرة من عامة الشعب.

 

مستشفى الفقراء أو مركز 22 مايو الجراحي التخصصي، هذا المركز الذي عمل خلال فترة الحرب بقوة جبارة واستقبل الآلاف من جرحى ابطال المقاومة الجنوبية ولا ننسى دوره في استقبال المواطنين والحالات الفقيرة والمختلفة في سائر الايام.

 

وردتنا أنباء عن وصول عدد من جرحى المقاومة الجنوبية من جبهة الساحل الغربي, فقمنا بزيارة سريعة للمركز وما إن وصلنا حتى رأينا ذلك الازدحام والإقبال الشديد عليه من كل الفئات المجتمعية حتى انه يوجد قسم خاص للجرحى في المركز يقدم كل الخدمات الطبية لهم.

 

ولاحظنا وجود المواطنين بأعداد كبيرة في اقسام المركز من طوارئ وعيادات خارجية تخصصية ومختبر وبنك الدم والاشعة والصيدلية وأقسام داخلية وعمليات وقسم الانعاش الفريد في عدن بتجهيزه وعنايته.

 

الشباب الجنوبي/ تقرير

 

المركز يستقبل المواطنين وجرحى المقاومة في ظل الظروف التي مرت وتمر بها البلاد من حرب لم تضع أوزارها بعد يستقبل مركز 22مايو يومياً عشرات الحالات من جبهات الساحل الغربي بخلاف مئات المرضى من المواطنين.

 

فما شهدته العاصمة عدن خلال فترة الحرب وما تلاها من عمليات إرهابية وفي حين كانت المستشفيات الحكومية مغلقة ظل المركز يعمل بالمجان وبنفس وتيرة العمل حتى مع توقف موازنته الخاصة.

 

وفي أكتوبر 2017م تم توقيع اتفاقية مع مكتب مقاومة الساحل الغربي نصت على التنسيق وعمل ما يشبه «التوأمة» بين مركز 22 مايو الجراحي التخصصي ومكتب المقاومة في الساحل الغربي.

 

وقد أستقبل المركز خلال هذه الفترة عدد كبير من الحالات وأجريت في المركز مئات العمليات الناجحة لأبطالنا من جرحى المقاومة الجنوبية بجبهات الساحل الغربي.

 

وخلال زيارتنا استقبل المركز 9جرحى وقد رأينا بأعيننا كيف تم التعامل معهم واجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم ومن خلال تواصلنا مع «صبري الصبيحي» ضابط النوبة أخبرنا بأن العمليات الجراحية ظلت تجرى حتى الفجر وان المركز استقبل 16جريح ومازالت الحالات في توافد حتى يومنا هذا.

 

هنا يثبت طاقم المركز الرائع أنهم على قدر عالي من الحرص والمسؤولية بقدرتهم على استقبال وعلاج المواطنين في الوقت الذي يتم فيه استقبال وعلاج وأجراء العمليات للجرحى من أبطال المقاومة الجنوبية القادمين من جميع الجبهات.

 

وحالياً يعتبر مركز 22مايو الجراحي المستشفى «المركزي» لاستقبال الجرحى القادمون من جبهات الساحل الغربي.

 

ميزانية متوقفة

 

«مستشفى 22مايو» تم توسعته و تطويره في عام 2010 خلال بطولة خليجي 20 وتم دعمه قرابه خمسة مليون دولار وتم شراء الاجهزة والمعدات الطبية الحديثة ليصبح مستشفى مجهز بأفضل التجهيزات الطبية ، و بعد انتهاء خليجي 20 بدأ العد التنازلي لتدمير هذا المستشفى من قبل عصابة لها نفوذ في مكتب الصحة وبذات تنخر في جسد هذا المستشفى ليتم اغلاق بعض الاقسام رغم امتلاكهم ميزانية تشغيلية تكفي لتشغيل المستشفى حينذاك ، في عام2014م صدر القرار الجمهوري بترفيع المستشفى الى هيئة “مركز 22 مايو الجراحي التخصصي” واعتماد موازنة تشغيلية ٨٠٠ مليون سنويا ولم تصرف الميزانية الى هذا اليوم.

 

جاءت الحرب الغاشمة على عدن ليقدم موظفي هذا المركز مالم يقدمه اي مستشفى في تاريخ الجنوب ، وبعد انتهاء الحرب عادت العصابة لتمارس نشاطها مع اضافة لاعب جديد ونهب مبالغ طائلة مستغلين وضع المحافظة ليقوم الموظفين بالانتفاض ضد الفساد وطرد العصابة كاملة ويتم ترشيح احد الاطباء الذي خدموا في هذا المركز.

 

خدمات بأقل الأسعار

وبحسب افادة الدكتورة سهاد عبد الله مديرة المختبر وبنك الدم بان المركز يوفر العلاج مجانا للمرضى بشكل عام الى جانب ذلك يقوم المركز بعمل العمليات الجراحية وكدا الفحوصات بأقل الأسعار بالنسبة للمستشفيات الموجودة، رغم ارتفاع شراء المحاليل وافلام الاشعة وبقية المستلزمات الا ان المستشفى تحمل عبء الزيادة ولم يرفع الأسعار بالرغم من شحة الإمكانيات وموازنة الأقل من شحيحة. وهنا نوضح أسعار بعض الخدمات الطبية في المركز: العمليات الكبرى 18 الف، العمليات المتوسطة12 الف، العمليات الصغرى 6 الف.

 

معاينة الطبيب والاستقبال100ريال، فحص دم CBC 500ريال، اشعة سينية 500، تخطيط قلب200ريال، الترقيد مجانا، فتح ملف 1500.

 

المواطنين يشكرون

 

خلال جولتنا في أقسام المركز المختلفة التقينا ببعض المواطنين وقد عبر الكثير منهم عن ثناءهم للمركز وطاقمه الطبي وعن حسن المعاملة و نظافة المركز بكافة أقسامه. كما شكر العديد من المواطنين إدارة المركز المتمثلة بالدكتور/ اوسان محمد محمود ناصر الذي استطاع العبور بالمركز الى بر الأمان بعد ان استلم إدارة المركز وهو مغلق واشبه بالخرابة ومثقل بالديون.

 

وقد قالت أم محمد وهو مثقلة بالهموم “يا ابني لولا الله ثم هذا المستشفى الدي أسعاره تناسب المواطنين البساط فاتني الان اشحت من شان اعالج ابني واني اشكر مدير المستشفى الدي فتحه لنا من جديد وقام بفتح الترقيد الدي كن نتبهدل بعد الحرب بسببه بالأرض، يا ابني المستشفيات كله رفعة الأسعار الا هذه المستشفى مكانه نفسه ما تغيرت”.

 

بينما احد العاملين في المستشفى قال بصراحة الدكتور اوسان قام بالعديد من الخدمات للمستشفى حتى انه قام بتوفير كل حقوقنا فكلنا هنا طاقم أساسي او متقاعدين نستلم حقوقنا التي كنا محرومين منها لسنوات طويلة.

 

ختاماً نقول: كما ان هناك أبطال مجاهدين مرابطين في الجبهات فهنا أيضا طاقم من الابطال المجاهدين المرابطين (هما لطاقم الإداري والفني لمركز 22مايو الجراحي- عدن).